يمتاز شهر رمضان في السودان بخصوصيته التي تختلف عن كثير من بلدان العالم الأخرى، سواء من خلال الأطعمة والمشروبات أو بعض العادات الاجتماعية والتراثية. ومن أكثر الطقوس التي حافظ عليها السودانيون عقوداً طويلة من الزمان، عادة الإفطارات الجماعية التي يقصد من ربط المجتمع اجتماعياً ورتق نسيجه وتقوية أواصر الصلة بين مكوناته ومعرفة أحوال الغير. في ذات الإطار أقامت قوات الدفاع الشعبي افطارها السنوي على شرف أسر الشهداء والجرحى والمجاهدين المنضوين تحت لوائها، وجاء الأفطار وسط أجواء احتفالية حاشدة من أفراد تلك المؤسسة الذين تدافعوا من كل حدب وصوب، ليؤكدوا جاهزيتهم لحماية الوطن من تربص الأعداء ومكر الماكرين، وشنف آذان الحاضرين عدد من المنشدين بقصائد جهادية تبشر بنفحات الجمهورية الثانية التي تعتزم الحكومة تطبيقها في المرحلة القادمة، وحضر الافطار لفيف من العلماء ورجال الدين والمسؤولين بالدولة، على رأسهم وزير المعادن الدكتور عبد الباقي الجيلاني، ووزير الدولة بوزارة الكهرباء والسدود الصادق محمد علي. وقال المنسق العام لقوات الدفاع الشعبي عبد الله الجيلي لدى مخاطبته الإفطار، إن شهر رمضان تتزاحم فيه المناشط لقوات الدفاع الشعبي، وكانت ضربة البداية توزيع كيس الصائم لجميع أسر الشهداء بالولاية، وتسيير قوافل دعوية إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب إحياء الأنشطة المسجدية من تلاوة وذكر وتحفيظ للقرآن في هذا الشهر. وتعهد الجيلي بالوقوف إلى جانب أسر الشهداء، وقال نحن على العهد الذي قطعناه مع شهدائنا بأن نسير على الدرب، وأن نحمي البلاد من كل المتربصين والطامعين. وأشاد بالدور الذي تقوم به رئاسة الجمهورية بزيارة أسر شهداء قوات الدفاع الشعبي ضمن برنامج الراعي والرعية، وقال نحن قدمناهم وعلى الدرب سائرون. ومن جانبه قال وزير الدولة بوزارة الكهرباء والسدود الصادق محمد علي، إن خير ما فعله الإخوة من قيادات الدفاع الشعبي تواصل أسر الشهداء التي هي امانة ينبغي ان نحافظ عليها. ودعا الصادق الى وحدة الصف والعمل على حماية البلاد من التدخلات وتحرشات الاعداء بها، وقال إن البلاد كلما أنهت معركة دخلت في اخرى، وكلما انهت فتنة دخلت في التي تليها، لأن الاعداء لا يتركونها ولا يريدون لها الاستقرار، ولكن نقول إن كتائب المجاهدين حاضرة وجاهزة لحماية وحراسة البلاد. وطالب بضرورة التواصل والترابط بين أفراد قوات الدفاع الشعبي والمجتمع لتقوية الأواصر وربط النسيج الاجتماعي.