توالت دعوات فرقاء الحزب الاتحادي الديمقراطي للبحث عن ايجاد سبل لتوحيد فصائل الحزب الذي ساهم مساهمة فاعلة في استقلال السودان بزعامة السيد إسماعيل الأزهري الذي يحسبه الاتحاديون الأب الروحي للحزب لذلك ظل منزله بمثابة سجادة لفرقاء الحزب الذين يتوقون لوحدة الحزب، فكان يوم الثلاثاء 16رمضان الصافرة الاولى لنداء الوحدة بين الاتحاديين بمنزل الزعيم الازهري بام درمان في حلقة افطار سائغة في هذا الشهر الكريم، ودعت مجموعة من قيادات الحزب الاتحادي بقلب مطمئن لوحدة التيارات الاتحادية تحت مسمى «الحزب الاتحادي الديمقراطي» وشدد القيادي الاتحادي احمد علي ابوبكر في الافطار السنوي الذي يقيمه الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد، على ضرورة قيام هذا النداء على الديمقراطية والحرية ومشاركة الجميع في البناء المؤسسي من غير اقصاء لأحد، واستيعاب كافة الفصائل التي تؤمن من ثلاثة من أعضاء المكتب السياسي للاتحادي الاصل بزعامة الميرغني بطرح مبادرة وصفت «بالمتطورة» لتوحيد فصائل الحزب خلال ثلاثة اشهر، حتى وان تصطدم المبادرة برفض واستهجان من قيادة الحزب، وقال مصدر اتحادي ل «الصحافة» ان اعضاء المكتب السياسي مصممون على توحيد الحزب خلال فترة وجيزة، كاشفا عن قيام اجتماع مع قيادات من الفصائل الاتحادية أبرزهم احمد بلال عثمان وأحمد يوسف الدقير والسماني الوسيلة وجلاء اسماعيل الازهري، ومجموعة صديق الهندي، لكن القيادي بالحزب الاتحادي الاستاذ علي السيد في حديثه ل «الصحافة»، يرى في الأمر عجباً، بيد انه اقر بصعوبة هذه الخطوة نسبة لتمترس الفصائل الاخرى خلف مواقفها وشروطها المسبقة حول بعض الاشخاص، وعدم الاتفاق حول اسم الحزب. وكشف السيد أن الميرغني رفض الخطوة، وقال انها تفضي الى تذويب حزبه، والتنازل عن القيمة التأصيلية للحزب الاتحادي الاصل، واضاف ان زعيم الحزب ابدى عدم تفاؤله بتحقيق الوحدة، واشار الى ان المبادرة شبه متعثرة لما يواجهها من صعوبات، لكن تحقيق الوحدة الاتحادية امر ليس مستحيلاً، لذلك نسعى بقدر ما نستطيع لرأب الصدع بين القوى الاتحادية، وكشف السيد ان تدخل المؤتمر الوطني السافر حال دون الوحدة الاتحادية. وكشف السيد ان المبادرة قدمت في ورقة بمنزل الازهري عبر ثلاثية المكتب السياسي تتمثل في الاستاذ حسن هلال وأحمد ابو بكر وعلي السيد. وقال إن المبادرة توجت بالنجاح، وهنالك مباحثات جارية لتنفيذها، واضاف السيد هذه مبادرة الغاية منها تجاوز مرارات الماضي، ونفكر في مستقبل افضل. وقال السيد ان الميرغني يرى ان هذه المبادرة لصرف الوقت دون جدوى لكنه اكد على عزمهم وقناعتهم بنجاح المبادرة، الا ان رؤية القيادية بالحزب الاتحادي الاصل الاستاذة شذى عثمان تتوافق مع ثلاثية المكتب السياسي للمبادرة. وقالت ان الدعوات ظلت تترى بشأن وحدة الحركة الاتحادية واضافت شذى ان الوحدة اصبحت حلما واشواقا يصبو اليها كل اتحادي خالص يحترم مبادئ الاتحادي الديمقراطي منذ ان كانت 6 احزاب في العقود التي اعقبت الاستقلال، واعتبرت شذى ان توحيد الفصائل الاتحادية دون توافق القاعدة الاتحادية والسيد محمد عثمان الميرغني نفسه لا تعدو وحدة اتحادية حقيقية. وقالت شذى ان هذه المبادرات هي مجموعة من الاماني التي تراكمت مذ ازمان سحيقة في دواخل كل الذين ينتمون للحزب الاتحادي انتماءً أصيلاً، وقالت لاننا نمثل الحزب العملاق فواجبنا تناول كل القضايا التي تهم البلاد مثل دارفور والقضايا الجوهرية، وقالت شذى ينبغي ان نتحدث عن وحدة شاملة دون عزل او اخفاء لأحد حتى نعيد الاتحاديين الى السيرة الاولى، واضافت ان الباب مفتوح للجميع لتقبل الوحدة بصدر رحب، بيد ان الاتحادي السابق البروف ميرغني بن عوف ابدى استغرابه حول ما يتحدث عنه الاتحاديون، متسائلا «عندما كانوا اتحاديين موحدين ماذا قدموا للسودان؟»، وقال ميرغني ان الاتحادي مات ودفن مع الزعماء الاصل، ودعا ابن عوف الميرغني الى ان يترك السياسة لانه وصل الى عمر 70 عاماً ولا يستطيع ان يتعامل مع هذا العصر. وقال إن التعويل اصبح على هذا الجيل لانه جيل مقاصد جديدة ولديه القدرة على الدفاع عبر وسائل عدة مثل الفيسبوك الوسيلة التقنية التي ادخلت الرعب في قلوب جبابرة العالم، وذكر ابن عوف ان الاتحاديين موحدون كالافراد وفق ما يجمعهم من مصالح شخصية دون مصالح الوطن، وقال ان الحديث عن الوحدة ليس مفيداً، وقال ان البعض لا يقدر الحزب بوصفه حزباً بل يقدس رؤساء الاحزاب، لذلك تحول دور الحزب من اطار الجماعة الى الاسرة، وقلل ميرغني بن عوف من العبارات التي تقال بشأن الوحدة الاتحادية واعتبرها الفاظا منمقة وعنتريات لا تقتل ذبابة. واضاف: «يجب ان نبحث عن قيم حقيقية لتولي المسؤولية، والعمل من اجل الثوابت وعظمة السودان والتنوع الذي فيه.