قرأت وباهتمام بالغ في إحدى الصحف العربية، تصريحكم المثير الذي أكدتم فيه أن ضبابية الأحزاب وضعت رؤى السودانيين في حيرة من أمرها، ووضعتكم شخصياً ما بين مطرقة البقاء في أرض السودان خوفاً مما يسمى «أوكامبو» وبين سندان المغادرة، للترويج عن حكومتكم للفوز بالانتخابات التي سوف تفتح صناديق اقتراعها قريباً. فلتسمح لي يا سيادة الرئيس أن أعيد تلك النقاط التي نزعوها من حروف الحقيقة. لقد كان السودان باعتباره وطناً بوابة كبيرة، أذنت لرؤوس أحزابها بالدخول من خلالها، وذلك للمشاركة في البناء. ولكن بعض تلك الرؤوس كما رصد شاعر: «حاولت» أن تدخل من ثقب الإبرة «حاولت» حتى انسحب الخيط من الفكرة والفكرة هنا يا سيادة الرئيس ليست سوى فكرة «عنقودية» فجرت الاقتتال وبحثت عن أبجدية أخرى غير السلم، فاستحالت معها دارفور إلى «دافور» وضع عليه السودان ليغلي سياسياً..!! والآن وهم يطالبون بتأجيل الانتخابات ليس لهم من هدف سوى عجلة النماء التي يريدون إعطابها بشكل أو بآخر، بعد أن نزع شعب السودان أقنعة برامجهم الانتخابية. إن الوجوه الحقيقية لبعض هؤلاء يا سيادة الرئيس هي من كتب تقارير ملفقة شوَّهت وجه الوطن، ونقلته لجهات كانت تبحث عن ذلك ضمن استراتيجيتها لإفراغ سلة الغذاء العربي من محتواها. إن تكريس عقوقهم نحو الوطن بدءاً من مطالبتهم الوقحة بتسليم نفسك للمحكمة الجنائية الدولية، لصب المزيد من الزيت على نار التأجيج التي أشعلها الغرب بعود ثقاب «أوكامبو»، فهل نجردهم من وطنيتهم حينما نقول إن هؤلاء ليسوا أبناء السودان؟ إنني أناشدكم سيادة الرئيس أن تحكموا قبضتكم على الوحدة الوطنية والتمسك بخطوطها العريضة وتفاصيلها الدقيقة، ولن يُكتب فقط بمداد من ذهب- بل سيُكتب من عرق ودم- أن الرئيس البشير خرج بأكبر دولة عربية وإفريقية إلى بر الأمان رغم الأمواج السياسية الخارجية وعواصف الأحزاب الداخلية التي دونتها المرحلة الحالية والمراحل السابقة، فواصل ضئيلة في سطور التاريخ. يا سيادة الرئيس إن الشعب السوداني الذي يرى المزيد من النماء ويلمس منشآته على أرض الواقع وينظر ببصيرة متفائلة إلى مستقبله الزاهر، ينتظر من حكومتكم مزيداً من العطاء إشباعاً لرغبة حواسه الوطنية.