خطبة العيد والتى تتكررمرتين في السنة تعتبر رسالة وموعظة سنوية للمسلمين ،حيث يستغلها خطباء المساجد لتذكيرهم بأموردينهم والحكمة من الإحتفال بهذه المناسبة الهامة، ويقدمون لهم الكثيرمن النصائح التى تنيرلهم طريق الحياة وتنجيهم من غضب الخالق عز وجل،مثل صلة الأرحام والتواصل مع الجيران ،إضافة إلى الإهتمام بالفقراء والمساكين وضرورة المحافظة على مبدأ التكافل بين أفرادالمجتمع. نقول إن معظم الناس تعودوا فى مساجد وساحات ولاية النيل الأبيض على مثل هذه الخطب والتى غالبا ماتقدم فى قالب مألوف وبنغمات محفوظة عندهم،دون أى نوع من الإبتكارالخطابى أوالإضافة التى تربط الناس بأمورحياتاهم وتعكس مدى معاناتهم ، وهذا مماجعل مثل هذه الخطب الروتينية لاتقدم ولاتؤخر،فهى لاتجد التفاعل المطلوب من قبل السامعين،وتذهب مع الريح فى الغالب دون أن تترك أثرا واضحا فى حياة الناس. إن خطب عيدالفطرالمبارك هذه المرة جاءت فى معظمها على غيرالعادة حيث رأى العديد من الأئمة أن يخرجوا عن عباءة التقليد ويتوشحوا بلباس الجرأة والواقعية،وذلك يتناولهم وبصورة واضحة معاناة المواطنين من الغلاءالفاحش والذى رسم على وجوههم الحزن والكآبة،بعدأن فشل الكثيرون فى إسعاد أطفالهم لعدم مقدرتهم على شراء لوازمه من ملبوسات وغيرها، والتى بلغت أسعارها مستوى جعلت حتى الذين الله من عليه بنعمة المال يقتصدون فى إحتياجاتهم ، فقد دخل عليهم العيد وهم غارقون فى معاناة غلاء أسعارالسلع الضرورية. إمام مسجد الدويم العتيق الشيخ الزين المهدى، وبعدأن تناول مآثرالعيد، تحدث عن الثورات العربية مشيراإلى أنها ماقامت إلابعد ان بلغ الظلم مدىً بعيداً لايمكن السكوت عليه، وركز فى دعائه فى ختام خطبته على قضية الغلاء بدعوة الله أن يرفع الغلاء عن المواطنين وينعم عليهم بنعمة الرخاء. أحد أئمة المساجد والذى يتبع لإحدى الطوائف الدينية،جعل من قضية إرتفاع الأسعارموضوعا رئيسيا لخطبة العيد،حيث شن هجوماعنيفا على الحكومة وحملها مسؤولية إرتفاع الأسعار، ودعا المسؤولين بأن يسعوا إلى إيجاد حلول عاجلة حتى يحافظ المجتمع على تماسكه . إمام وخطيب مسجدالحى التاسح بالدويم،الشيخ بخيت محمدالحسن ،أراد أن يكون موضوع الغلاءفى الخطبة الثانية،حيث تضرع إلى الله بأن يكف بلاءالغلاء عن عباده ،وأن ييسرأمورحياتهم . إمام أحدالمساجد بكوستى طالب المواطنين بأن يراجعوا أنفسهم ،مشيراإلى أن الإبتلاءات قديكون سببها بعدهم عن الله وتحليلهم لما حرم الله مثل الربا وغيره من الممارسات التى تفشت فى السنوات الأخيرة،إلاأنه لم يغفل جانب المسؤولين ودورهم فى زيادة معاناة مواطنيهم ،حيث دعاهم إلى بسط العدل والأمانة فيما أمنهم الله عليه. أما فى ربك فقد وصف أحد أئمة المساجد والذى أم المصلين فى صلاة العيد،مايكابده المواطنون من إرتفاع الأسعاروتدهورحالتهم الإقتصادية بالكارثة الإنسانية، وقال إن المجتمع له دورفيما يحدث بسبب قلة التكافل بين أفراده، وتفشى الجشع وسط الناس ،ونصح التجاربعدم الإحتكاروالطمع ،وأن يترفقوا بالمواطنين حتى يبارك الله فى تجارتهم على حدقوله. ومانخلص إليه هوأن ظاهرة إرتفاع الأسعارفرضت نفسها وبقوة فى خطبة العيدبمدن ومناطق ولاية النيل الأبيض،وربماولأول مرة تجدقضية مثل هذا الإهتمام والتداول وسط الأئمة،وطبعا الأمريعودللشكوى والألم اللذين ارتسما على وجوه المواطنين وبصورة لاتخطؤها عين ، فالجميع يرى أن الكيل قدطفح وأصبح لزاما على المسؤولين أن يضعوا حدا لمعاناة الناس بإتخاذخطوات حقيقية وملموسة، ولتبدأ من نفسها بوقف الجبايات الكثيرة والتى أثقلت كاهل المنتج والمواطن على حدسواء،وتعتبرمن الأسباب المباشرة لزيادة أسعارالسلع خاصة التى تنتج محليا،كما أن زيادة نسبة الجمارك على العديد من السلع أوصل إسعارها إلى ارقام خيالية، فهلا تفاعل المسؤولون مع نداءات ومناشدات أئمة المساجدوخطبهم التى مازال صداها يتردد فى آذان المواطنين.