أعلن الجيش صد هجوم لقوات الحركة الشعبية قرب منطقة دلامي بجنوب كردفان، وقال انه تعقب المهاجمين واشتبك معهم بجبل الداير حيث كبدهم خسائر في الاروح. وأعرب الإتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد بسبب القتال الدائر في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، داعياً إلى وقفه فوراً واستئناف المفاوضات، بينما أعربت المفوضية العيا لشؤون اللاجئين بجنيف أمس، عن قلقها العميق تجاه تزايد أعداد اللاجئين الفارين باتجاه اثيوبيا والذين وصل عددهم الى 20 ألف لاجئ. وكشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المقدم الصوارمي خالد سعد عن هجوم وصفه ب»البائس» نفذته قوات الحركة الشعبية التي استهدفت الاهالي بمنطقة كرتالا بالقرب من منطقة دلامي بولاية جنوب كردفان، حيث عمد المتمردون إلى نهب اموال المواطنين وممتلكاتهم المتمثلة في جرار واشياء اخرى. واكد الصوارمي للمركز السوداني للخدمات الصحافية، ان القوات المسلحة تعقبت فلول الجيش الشعبي واشتبكت معهم بمنطقة جبل الداير محدثة فيهم خسائر في الارواح وعدد من الجرحى، واستردت الجرار والاموال من المنطقة، واضاف قائلا: «المتمردون خلفوا وراءهم عددا من الأسلحة استولت عليها القوات المسلحة». وفي بروكسل، أصدرت مسؤولة العلاقات الخارجية في الإتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، بياناً أمس، قالت فيه ان الممثلية العليا قلقة جداً بشأن اندلاع القتال في ولاية النيل الأزرق ، واعتبرت الاشتباكات تصعيداً خطيراً للنزاع المستمر في الولاية في ظل تقارير عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان» واستمرار عدم السماح بوصول مهمات إنسانية. ودعت آشتون الطرفين إلى وقف القتال فوراً واستئناف المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي للنزاع، استناداً إلى اتفاق 28 يونيو الموقع في أديس أبابا. وأعربت عن خيبة أملها لأنه لم تتم متابعة الإجتماع الذي عقد بين الرئيس عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية في الخرطوم في 21 أغسطس الماضي،وذكّرت الأطراف المعنية بمسؤوليتها لجهة حماية المدنيين، ودعت القوات المسلحة لوقف القصف الجوي،كما حثت الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بالإضافة إلى السماح بمراقبة الأممالمتحدة للوضع. وعبرت عن قلق الإتحاد الاوروبي من قرار الحكومة بحظرنشاط الحركة الشعبية قطاع الشمال في ظل تقارير عن اعتقالات لأعضاء فيها، ودعت الخرطوم إلى العودة إلى المسار السياسي السلمي لحل كل المسائل العالقة. من ناحيتها، أعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فى جنيف أمس، عن قلقها العميق تجاه تزايد أعداد اللاجئين الفارين من ولاية النيل الأزرق باتجاه الغرب الاثيوبي، حيث وصل عددهم الى 20 ألف لاجئ. وقالت المفوضية ان فريقها الذى عاد امس الاول من بعثة لتقييم الوضع على أرض الواقع فى إثيوبيا، أكد أن اعداد اللاجئين الذين يفرون مازالت فى تزايد وهو ماينذر بوضع انساني صعب، خاصة في منطقة تشهد الكثير من المعاناة الانسانية ووجود عشرات الالاف من اللاجئين والنازحين سواء بسبب المجاعة فى الصومال أو حالات النزاع والاقتتال الداخلي. واوضحت بعثة التقييم أن الحالة البدنية والصحية لهؤلاء اللاجئين جيدة بشكل عام، الا أنهم بحاجة ماسة الى الغذاء والماء والمأوى، مشيرة الى أن معظمهم يشغلون المدارس فى القرى المجاورة للحدود فى حين لجأ البعض الاخر الى العائلات في تلك القرى. واكدت المفوضية انها بدأت فعليا فى ارسال مواد الاغاثة الطارئة الى منطقة اسوسا فى غرب اثيوبيا حيث التجمع الاكبر لهؤلاء اللاجئين، كما انه يجري ارسال المزيد من الامدادات من اديس ابابا لمساعدة الموجودين من اللاجئين في منطقة شيركولي، وكذلك المنتشرين في المناطق على طول الحدود . وقالت انه بينما تقوم منظمة اليونيسيف بتوفير امدادات المياه والمواد الطبية، يقوم برنامج الغذاء العالمي بمد هؤلاء اللاجئين بالمواد الغذائية. من جهته، أعرب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين أوغلي أمس، عن قلقه البالغ ازاء الاعتداءات المسلحة على مواقع حكومية في ولاية النيل الأزرق بالسودان. وقال أوغلي في تصريح صحافي ان المنظمة تتابع عن كثب هذه التطورات المؤسفة التي أدت إلى مقتل وجرح وتشريد عدد كبير من المواطنين الأبرياء في المنطقة، وترفض أية محاولات للنيل من استقرار وأمن السودان ووحدة أراضيه، وجدد دعم وتضامن المنظمة الكامل مع السودان، مناشدا حكومتي السودان وجنوب السودان بحل المشاكل المرتبطة بتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام الشامل في إطار الآليات التي سبق تحديدها في هذا الشأن. ودعا أوغلي، كلا الطرفين الى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وإلى مواصلة الحوار البنّاء في سبيل تسوية جميع القضايا العالقة من أجل مصلحة الشعبين في جنوب وشمال السودان.