من أراد أن يستمتع بمنظر جميل وبديع فعليه زيارة مدينة الدويم فى الفترة المسائية، حيث سيجعله منظر أضواء الكبرى مندهشا ومنجذبا لهذه اللوحة الفنية الرائعة التى وجدت استحسانا من كل الذين شاهدوها واستمتعوا بالنظر إلى الكبرى فى الفترة المسائية وهو مزدان بالأضواء. لقد اصبح الكبرى واجهة جميلة ومشرفة ومصدر فخر لكل من ينتمى لهذه المدينة، والتى صبر أهلها عشرات السنين حتى يعيشوا هذه اللحظة المشبعة بالجمال. وكم كنا نتمنى أن يكتمل المشهد بأن تهتم المحلية بإنارة شوارع المدينة خاصة الرئيسية، وهى الشارع الذى يربط السوق ببخت الرضا، وشارع ابو جابرة وشارع الامتداد، التى ظلت غارقة فى الظلام لسنوات عديدة، حيث لم تجد التفاتة من المسؤولين المتعاقبين. وفى عهد المعتمد السابق كانت بعض الشوارع مضاءة مثل شارعى أبو جابرة والامتداد الغربى، وكنا نتمنى أن تكون مناسبة افتتاح الكبرى على يد رئيس الجمهورية، فرصة لإعادة الحياة لمصابيح الأعمدة الموجودة على الشوارع، ولكن خاب أملنا حيث لم يهتم المسؤولون بالأمر وظل الوضع على حاله. فالمواطن يعانى كثيراً من أجل قضاء حوائجه فى الفترة المسائية بسبب الظلام الحالك الذى تغرق فيه الشوارع، مما يضطر المواطنين إلى الاستعانة ببطاريات لإنارة مسالكهم، وحتى يأمنوا من أية إصابات تنتج عن الوقوع فى حفرة أوالانزلاق فى خور، خاصة أن بعض الخيران مازالت تحتفظ بمياه الأمطار. وهناك مفارقات غريبة فى مدينة الدويم، وهى أنه فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى كانت جميع شوارعها الرئيسية مضاءة، بل حتى الشوارع الداخلية بالأحياء حيث كانت هى ايضا مضاءة، واذكر أننا كنا ونحن أطفال نحلق حولها ونمارس على أضوائها الألعاب الليلية، رغم أن التيارالكهربائى بالمدينة فى تلك الحقبة كان ينتج من مولدات تعمل بالجازولين، والآن فإن وضع التيارالكهربائى بالدويم يعتبر مريحا، فهى تتمتع بتيار كهربائى قوى بعد أن تم ربطها بالشبكة القومية القادمة من سد مروى، وهذا مما يدعو للاستغراب والتعجب فى آن واحد، ويطرح تساؤلاً مهم، وهو لماذا كانت شوارع الدويم مضاءة فى الماضى رغم محدودية التيار الكهربائى، بينما لا تجد أى نوع من الإضاءة حالياً رغم أن المدينة باتت تغرق فى الكهرباء؟ إنها حقا صورة مقلوبة تحتاج إلى من يعدلها. وهناك أمر آخر وسؤال مهم، وهو لماذا تتم إضاءة الكبرى بتيار ينتج من المولد القديم للمستشفى فى ظل توفر كهرباء الشبكة القومية؟ وقد لاحظنا أن الكبرى فى الكثير من الأيام يغرق فى الظلام !! فهل حكومة الولاية أو المحلية عاجزة عن سداد فاتورة كهرباء إنارته؟ طبعا لا يمكن أن تعجز المحلية عن توفير مبلغ لتغطية منصرفات بند كهذا، خاصة إذا علمنا أن إحدى الوحدات الإدارية التابعة للمحلية ميزانية وقود عرباتها للشهرالواحد قرابة الثلاثة آلاف من الجنيهات!! إذن فإن المحلية تستطيع أن تقوم بالتزاماتها تجاه كهرباء الكبرى، ولكن يبدو أن سوء توظيف المال يجعل مثل هذه الخدمات المهمة تسقط من اهتمامات المسؤولين أولا تجد أى حرص، فنصف ميزانية وقود الوحدة الإدارية تكفى لتسديد فاتورة كهرباء الكبرى ومدخله والشوارع الداخلية، أيها الوالى ويا معتمد المحلية، انيروا شوارع الدويم رجاءً.