(1) الأداء الاعلامي الباهت للاذاعة والتلفزيون القومي وقناة الشروق في تغطية احداث النيل الازرق أكد بما لا يدع مجالاً للشك ان هذه الاجهزة تعمل بلا رؤية ولا خطة ولا استراتيجية وأن عملها يسير على طريقة (رزق اليوم باليوم)، والغريب ان هذه الاجهزة تستنزف مليارات الجنيهات! نناشد الأخ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية بضرورة مراجعة عمل هذه الاجهزة والفائدة الوطنية المرجوة منها وكيفية الخروج بمفاهيم جديدة تحكم العمل الاعلامي، لان الاعلام في عالم اليوم لم يعد يعترف بالعشوائية والمسألة ليست (طق حنك) أو فهلوة! ان الاعلام الناجح أصبح يعتمد على تخطيط علمي مدروس وكوادر مؤهلة ومدربة ورؤية وخيال وابداع ، فضلاً عن ذلك فالاعلام يحتاج إلى قيادة ادارية مؤهلة وواعية ومدربة وتتحلى بالمسؤولية والنزاهة والتجرد. (2) المقارنة بين برنامج (مع الود والتقدير) بقناة الشروق الذي تقدمه رانيا وبرنامج الصلات الطيبة الذي كان يقدمه الاعلامي الفذ الراحل محجوب عبد الحفيظ وصفحة (مع المساكين) الصفحة المتخصصة بجريدة الصحافة، مقارنة لا تبدر إلا من شخص علاقته بالنقد الفني مثل علاقة الحاجة كلتوم (بالفيس بوك)! وبرنامج الصلات الطيبة كان يقدم بأسلوب يحفظ ماء وجه المحتاجين ويراعي انسانيتهم وهو يعتبر علامة فارقة في تاريخ الاعلام السوداني، أما صفحة مع المساكين فلا تذكر اسماء المحتاجين وتكتفي بالاشارة إلى أسمائهم بالرموز.. فكيف نقارن هذه الاشراقات ببرنامج (مع الود والتقدير) الذي ليس فيه ود ولا تقدير ويمتهن خصوصية الناس وكرامتهم، واذا كانت قناة الشروق تصر على تقديم هذا البرنامج سيئ السبك والصنعة فهذا يعني انها تكرس لمبدأ عدم المهنية والاحترافية في العمل الاعلامي...ان مساعدة الناس لا تعني فضحهم، واذا ارادت قناة الشروق مساعدة الناس بصدق من اجل تقديم الخير بلا من ولا رياء يمكنها أن تفعل ذلك بألف وألف طريقة أوقفوا هذا البرنامج حتى لا تكرسوا لهذه العادات الغريبة عن ديننا ومعتقداتنا وتقاليدنا والمجتمع السوداني يعرف ثقافة النفير منذ أمد طويل والبعض يتصدق ولا تعلم شماله ماذا قدمت يمينه! بلا كاميرات ولا أضواء! (3) اعتقد ان البرنامج الذي تناول حوادث المرور كان أسوأ ما قدمته قناة النيل الأزرق في العيد! البرنامج كان برنامجا دعائيا لأكاديمية المرور! التي يثار حولها كثير من الجدل!! والسؤال هل أول أيام العيد كان مناسباً لبث رسائل الدماء والحوادث والمعاناة، وجلوس سعد الدين حسن وعصام محمد نور ليرويان لنا قصص حوادث ليست مشوقة! لا الزمان ولا المكان ولا المعالجة كانت مناسبة لتقديم هذا البرنامج الباهت الذي دل ان اشراقات قناة النيل الازرق هناك بعض من يفسدونها بضعف المهارة والخيال... اذا أرادت قناة النيل الازرق مناقشة حوادث المرور يمكنها أن تفعل ذلك في مقام آخر وبرنامج آخر بعد أن توجه عشرات الاتهامات لشرطة المرور ونفتح ملف اكاديمية المرور!! اعزائي في النيل الازرق انتهى زمن اعلام الطبطبة واخفاء الحقائق!! (4) أريد أن أشكر شكر الله خلف الله المخرج الذي يعمل بمهنية واحترافية في زمن الادعياء وانصاف المواهب... شكر الله اتصل بي واستأذنني انه بصدد الاستعانة بالحلقات التي نشرتها في(الصحافة) عن زيارتنا لاثيوبيا كبحث في سهرته لاثيوبيا، وقام شكر الله بالاشارة إلى ذلك في أكثر من مقام في السهرة التي قدمها التلفزيون في العيد وبصراحة هذا سلوك جديد لم نتعود عليه في هذا الوسط الفني. والبعض يسرق أفكارنا ومقالاتنا وحتى برامجنا بعين قوية ويستغل اننا مشغولون بالشأن العام والدفاع عن حق الآخرين، شكراً شكر الله على هذه الأمانة والمهنية، وكنت أريد أن أكتب عن رأيي في سهرة اثيوبيا لكن شهادتي فيها مجروحة لأنني كنت أحد اعضاء الوفد في الرحلة إلى اثيوبيا وكنت ضيفا رئيسيا في السهرة. [email protected]