* مرَّت بالأمس الذكرى العاشرة لحادثة الحادي عشر من سبتمبر فأوقد الأمريكان الشموع وذرفوا الدموع على ضحايا تلك الحادثة المفجعة والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة ألف شخص «كلهم أبرياء بالضرورة» ورزحت الخزانة الأمريكية بسببها تحت ديون ثقيلة فقد كلفتها الحرب على الإرهاب ما يربو على «أربعة تريليون دولار «.. بالمناسبة أنا لا اعرف عدد الأصفار اللازمة لكتابة الرقم تريليون وهذا اعتراف مني بذلك!! بينما تقول التقارير بان الكلفة المالية لعملية الحادي عشر من سبتمبر أو «غزوة مانهاتن» كما تسميها القاعدة لم تتجاوز مائتي ألف دولار... «دي فيها خمسة أصفار أمام الرقم اثنين»ياللمفارقة.. أما أرواح «الانتحاريين» فغير محسوبة باعتبار «كاتل نَفْسُو ولا باكياً عليه».. وقد شاهدت برنامج «المكالمة الأخيرة « على قناة العربية إحياءً لذكرى الحادي عشر من سبتمبر بالمناسبة أيضاً هذا التاريخ يوافق عيد ميلاد الرئيس السوري بشار الأسد!! حيث احتوى البرنامج على العديد من المكالمات التي سجَّلها بعض الضحايا الذين كانوا عالقين في المبنيين عند اصطدام الطائرتين بالبرجين وهم يؤكدون حبهم لذويهم.. وأنهم بخير حتى تلك اللحظة.. فكانت المكالمة الأخيرة وفيها دروس وعبر وألم وشجن وحزن وبؤس وشاهد على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.. وتتخلل المكالمات صور للغبار وللدخان وهو يغطي جزيرة مانهاتن.. * مانهاتن.. كان هو اسم مشروع تصميم وبناء أول قنبلة نووية بمشاركة الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وكندا وقاد البحث العلمي لهذا المشروع الفيزيائي الأمريكي روبرت أوينهايمر.. حيث صنع قنبلة من (اليورانيوم 235) ذات انشطار مصوَّب واسماها «ليتل بوي» أو الولد الصغير واختبرها في «ترينتي» بالقرب من الاموغوردو بنيومكسيكو في 16/7/1945م.. وكانت «لجنة تحديد الأهداف» في لوس ألاموس برئاسة روبرت أوينهايمر قد رشحت من المدن اليابانية كلاً من كيوتو وهيروشيما وپوكوهاما وكوكورا كأهداف محتملة وفقاً للمعايير الآتية:- * أن يكون قطر الهدف أكثر من ثلاثة أميال. وفي منطقة حضرية مهمة.. * وأن يؤدي الانفجار إلى أضرار فعلية.. وأن يكون الاستخدام الأولى مثيراً!! ويالها من أهداف إنسانية.. واختيرت هيروشيما لحجمها الكبير وستؤدي التلال المجاورة إلى إحداث تأثيرات مركَّزه.. ومن ثم زيادة ضرر الانفجار !! وعند إعلان الرئيس الأمريكي ترومان «بلاغه النهائي» المعروف باسم إعلان بوتسدام لإنذار اليابان لم يرد في بيانه أي ذكر لاستخدام القنبلة النووية ومن ثم قررت اليابان رفضه أو «القتل بالصمت» ولم تأخذ الإنذار مأخذ الجد.. وفي 6/8/1945م انطلق سرب من طائرات (B29) من القاعدة الجوية الشمالية بجزيرة تينيان غرب المحيط الأطلسي والتي يقودها الكولونيل بول تبتسي وقد سمى الطائرة باسم أمه «اينولا جاي» وطائره أخرى اسمها «الفنان الكبير» ويقودها الرائد تشارلز دبليو سويني وطائرة ثالثة للتصوير واسمها «الشر الضروري» ويقودها الكابتن جورج ماركوات.. وسلَّح القنبلة أثناء الرحلة الكابتن وليام بارسونز.. وأزال عنها أجهزة السلامة الليفتنانت مورس جيبسون.. وذكر هذه الأسماء مهم مثلما يذكر الأمريكان اسم أسامه بن لأدن أو رمزي بن الشيبة أو غيرهم من الأحياء أو الأموات الذين يمثلون الشر في نظر أمريكا!! وعند انفجار «ليتل بوي» فوق هيروشيما بألفي قدم مات في الحال ثمانين ألفاً من البشر أي حوالي 30% من سكان هيروشيما وجُرح سبعون ألفاً ومات 90% من الأطباء بالمدينة وحوالي 93% من الممرضين.. ودمرت القنبلة 12 كيلو متر مكعب من المدينة.. حسب التقديرات الأمريكية وتشير بعض التقديرات إلى وفاة (200000 شخص) آخرين بحلول عام 1950م نتيجة الحروق والإشعاعات والأمراض ذات الصلة وفي 9/8/1945م بعد مرور ثلاثة أيام كانت القنبلة الثانية «فات مان» أو الرجل البدين من نصيب «نجازاكى» بدلاً من «كيوتو»والتي استبعدها هنري سيتمسون وزير الحرب الأمريكي من بين الأهداف المحتملة لأنه قضى فيها قبل سنوات إجازة شهر العسل!! كما جاء في مذكرات أدوين رايشاور مسئول مخابرات الجيش الأمريكي عن ملف اليابان.. فتأمَّل!!يقتلون القتيل ويمشون في جنازته. أحدث انفجار الرجل البدين فوق نجازاكي ارتفاعاً في درجة الحرارة بلغ 900.3 درجة مئوية حوالي 7000 درجة فهرنهايت فتراوحت الوفيات في الحال بين (40000 - 75000) شخصاً وبلغ عدد الوفيات بنهاية عام 1945م حوالي ( 000,80) شخص وفي 12/8/1945م أعلن الإمبراطور هيروهيتو استسلام اليابان فاحتل ( 40000) جندي أمريكي هيروشيما!! واحتل (27000 ) جندي أمريكي نجازاكي!! ولا يزال الأمريكان يرددون «سؤالهم الغبي» لماذا يكرهوننا؟؟ عشان جنس العمايل دي!! * أردت بهذه البانوراما أن أحي ضحايا الحادي عشر من سبتمبر على طريقتي الخاصة فهم أبرياء نعم.. ولكن ضحايا هيروشيما ونجازاكي أيضاً أبرياء!! ولن اذكر ضحايا حرب أفغانستان واحتلال العراق وغيرهما فالحبل لا يزال عل الجرار.. وأمريكا لم تتذوق طعم الحرب على أراضيها إلا في الحادي عشر من سبتمبر فصرخوا (أمريكا أندر أَتاكْ) ومن يومها ما قالوا (حيَّ العافية) . وهذا هو المفروض