لم تكن تلك المرة الأولى التي يتورط فيها جهاز الموساد الصهيوني في تزوير جوازات بريطانية لتنفيذ مهمة من المهمات القذرة ، ورغم ان وزير الخارجية البريطاني ديڤيد ميليباند قال بالحرف الواحد في اعقاب طرد دبلوماسي اسرائيلي من الاراضي البريطانية على خلفية تورطه في تزوير جوازات تخص المملكة واستخدامها في تنفيذ عملية اغتيال القيادي الحمساوي محمود المبحوح .. توصلنا الى وجود اسباب مقنعة للاعتقاد بأن إسرائيل مسؤولة عن هذا الاستخدام السيئ لجوازات سفر بريطانية . رغم ذلك فإن العرب لن ينقصهم الذكاء ليدركوا ان وراء هذه العبارات الدبلوماسية صفقة استخبارية قميئة للتغطية على أخطاء وجرائم جهاز الموساد . فالوزير البريطاني لم يشأ ان يفصح عن رأي بلاده في جريمة الإغتيال ولم يعبر عن إدانته للجريمة البشعة المرتكبة ضد قيادي عربي مسلم رغم مطالبة الرأي العام العربي والدولي لدول الإتحاد الاوربي بضرورة اصدار بيان واضح حول هذه المسألة ، وحينما يقول الوزير انهم توصلوا الى وجود أسباب مقنعة ثم يقحم عبارة ( للإعتقاد ) بأن اسرائيل مسؤولة عن الاستخدام ( السئ ) لجوازات سفر بريطانية فإن أبسط قواعد المنطق يمكن ان تقود الى تفنيد هذه الأسباب ومن ثم تبديل الإعتقاد المذكور . البريطانيون على مر التاريخ ظلوا يقفون بشدة ضد الاسلام والمسلمين وهم الذين صنعوا مأسأة الفلسطينيين حينما اطلق سيئ الذكر بلفور وعده لعصابات بني صهيون وآذن لهم بإجتياح البلدات الفلسطينية وإبادة العرب لإقامة دولة إسرائيل وحمايتها باستنساخ جدعون الذي يمثل لهم بطلاً من العهد القديم استطاع التفوق على اعداء اسرائيل رغم كثرتهم وعتادهم بفضل جهاز استخبارات قوي وفعال وقد ظل اليهود على مر العصور يؤكدون انهم ومنذ عهد النبي داؤود ظل شعبنا يعتمد على الاستخبارات الجيدة . اجهزة المخابرات البريطانية والاسرائيلية بالنسبة لنا هي وجهان لعملة واحدة ونحن نعلم انهم يتعاملون مع العرب والمسلمين بحسبانهم عدو واحد ولذلك لن نطمع من الانجليز بأن يصحو ضميرهم ويمتلكوا الشجاعة الكافية لإدانة اسرائيل ، وهم حينما يقولون تم استخدام سيئ للجواز البريطاني انما يقصدون توجيه اللوم والعتاب لعملاء الموساد ..لماذا لم تنظفوا الطريق خلفكم وتركتم ( خلفان ) الاماراتي يبشع بعملياتنا الصغيرة المشتركة ؟ إن مدير محطة الموساد في بلدنا يستحق الطرد ولذلك ارسلوا لنا مديراً جديداً متفهماً . لقد ضرب جواسيس جدعون ضربتهم في دبي ولاذوا بالفرار واكتشف العرب ان الجواسيس كانوا يحملون جوازات بريطانية وبدلاً من محاسبة السفارات البريطانية في العواصم العربية طفق جبناء العرب في ايجاد التبريرات لمملكة الشر والأخيرة حينما ارادت ان ترد التحية عاتبت اليهود بالقول نرجو ان لا تحرجونا في المرات القادمة ..عليكم بالتأكد من تنظيف الملعب اذا كنتم فعلاً محترفين . هذا ما حدث بأيدي الموساد في دبي فهل يحق لنا التساؤل عن مدى جاهزية الترتيبات التي تعدها هيئة الاستخبارات السودانية لمكافحة عمليات الموساد في جنوب وشمال السودان ؟ ان المناخ في البلاد يبدو مواتياً ومساعداً لنشاط اجهزة المخابرات الاجنبية المعادية ، والسحنات الاجنبية تتكاثر يوماً بعد يوم في شوارع الخرطوم ونحن لا ندري لماذا تتقاطر علينا كل هذه الأمواج البشرية ولماذا لا يخافون على انفسهم منا ؟ انها اسئلة تحتاج الى اجابة قبل ان نكتشف ان أعداء الله الملعونين في القرآن قد قطعوا شوطاً كبيراً في زراعة الإضطرابات الموقوتة بناءاً على تحركات ( الكاستا ) غير المرئية.