٭ كثيرة هى الابتلاءات التي يبتلي بها الله سبحانه وتعالى عباده ليمتحن قوة إيمانهم وقدرتهم على مواجهة المصائب ولكن إبتلاءات الرُحل فاقت كل تصور تتخيلونه فقد اصابهم الله سبحانه وتعالى بقادات وإدارات يستعيذ الشيطان من أفعالها، والرُحل سادتي بكل ما تعني هذه الكلمة من معانٍ ومدلولات يشكلون رقماً لا يستهان به من مكونات المجتمع السوداني وخصوصاً الدارفوري من حيث العدد والمساهمة في الاقتصاد القومي. ولو اخذنا رُحل دارفور لنموذجاً نجد أن ولاية شمال دارفور تمثل المنطلق الحقيقي وموطن الاجداد وبالنسبة لهم متمثلة في محلية محافظة كتم بشكلها القديم (مجلس ريفي الرُحل) ومحلية الواحة بشكلها الحديث. ولقد تعرض الرُحل طيلة الفترة الماضية الى ظلم وتهميش واضح من قبل الدولة والامر ظلم ذوي القربى الذين يعتبرون أنفسهم ان الله سبحانه وتعالى خلقهم وصايا على الرُحل وهم المتمثلون في قيادات المحلية (الواحة) الفريدة في كل شيء والمتفردة عن بقية محليات السودان من حيث الدخل والاداء والتي انشأت بقانون استثنائي لماذا لست ادري لكن هذا منحها حدوداً جغرافية مفتوحة تمتد الى ولايتي جنوب وغرب دارفور. وكما اسلفنا فإن شر البلية ما يضحك فإن ما يضحكنا نحن هم قيادات الرُحل الذين لا يعرفون معنى القيادة سواء طرق ابواب الحكام أو السلطة لعرض مشاكل نهلهم والمحصلة كلها تذهب الى جيوبهم ولنا معهم أسوأ تجارب ولقد نجد الادارات الاهلية السبع التي تكون رُحل محلية الواحة تتصارع فيما بينها من أجل حصول كل خشم بيت على امتيازات تضعه في المقدمة عن بقية اخواته على طريقة ود الأبو نار تلهب لا بدور موتك ولا بدور فوتك، ولقد حلم الرُحل بقدر ما حلموا به ان يتعلم أبناؤهم تعليماً يقيهم استهتار وتعالي المستعلمين من ابنائهم (إنصاف المتعلمين) في المكاتب والذين هم اصل المشكلة وأيضاً تعليماً يجعل من أبنائهم قيادة لمحليتهم التي منذ إنشائها في مطلع الثمانينات وحتى كتابة هذه الاسطر ترزخ تحت قيادة لا تعرف معنى الادارة وكيفيتها وأقعدت المحلية وارجعتها الى مصاف التخلف الاجتماعي وتجد هؤلاء القادة ايضاً لا يعرفون إلا التمرتس خلف المصالح الشخصية الضيقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع باستغلالهم لماعون الرُحل الواسع فإنه «يشيل» كل أبناء القطاع ويكون اكثر نفعاً اذا ما استغلت الموارد الاستغلال الامثل، والرُحل الآن نجدهم فقراء وهم ليسوا بفقراء لأنهم لا يعرفون كيفية إدارة ثروتهم وأغنياء لأنهم يمتلكون ثروة حيوانية هائلة تريد فقط حسن الادارة وأيضاً أغنياء لأنهم يملكون رصيدا بشريا أيضاً مشهودا له في المحافل كافة وفقراء أيضاً لأن هذا الرصيد البشري والشبابي لم تسخر امكاناته بصورة جيدة في خدمة المجتمع كل ذلك بفضل الاداء السيئ لقيادات الواحة ( دستوريين، تشريعيين، إدارات أهلية) الذين لم يقدموا لأهلهم ما ظلوا يحلمون به من احتياجات اساسية (صحة/تعليم) ولم يقدموا لهم سوى جلب الندامة وقتلهم بالحسرة. الرُحل سادتي مجتمع بسيط مسالم ليس لديهم طموحات كبيرة فقط يحلمون بقيادة رشيدة توفر لهم ادنى مقومات الحياة اليومية، (مياه/صحة/ تعليم) محتاجون لقيادة تعرف بخصائصهم وليس مخصصاتها، قيادة تحترم عقول الشباب وطموحاتهم في تقديم ما يفيد أهلهم قيادات رشيدة تسعى للوحدة ولم الشمل بدلاً من سياسة تفريز الكيمان التي اتبعوها سنيناً عددا. هؤلاء الذين يدعون أنهم اوصياء على الرُحل فمساويهم لا تحصى ولا تعد نعد منها ولا نعددها وما خفي اعظم حيث يعاني هذا المجتمع من ثالوث الفقر والمرض والجهل وفاقة وليس مثلها فاقة وهؤلاء الاوصياء لا يشبعون وجيوبهم لا تمتليء وكم طفل بات جائعاً، وكم من مريض لم يجد دواء لم يستطع شراءه، وكم عدد من بات بلاء اكل وبطنه خواء، فكيف بنا أن نكون ولماذا السكوت ومما نخاف؟ الله احق أن نخشاه والله أكرمنا والمؤمن القوي خير وأحب الى الله تعالى من المؤمن الضعيف فلابد من القيام بثورة تصحيحية ضدهم من أجل حقوقنا المهضومة ومن أجل اطفالنا (الجايين) حتى يعم العدل ونكون مجتمع الحق والواجب. * طالب دراسات عليا