أوصد زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي الباب امام أي تكهنات لمشاركة حزبه في الحكومة العريضة التي دعا لها حزب المؤتمر الوطني، واعتبر المشاركة في اجهزة ومؤسسات مسؤولة عما جرى للبلاد امرا لا يشبه كيانه السياسي، وقال ان حزبه سيحدد افضل الخيارات حال استحالة التجاوب مع خطة حزبه الرامية الى تحقيق الاجندة الوطنية ، مضيفا ان «المشاركة الصورية لا تزيد الوطن الا خبالا» ، بينما يعقد المكتب السياسي لحزب الامة بامدرمان مساء اليوم اجتماعا لمناقشة نتائج الحوار مع المؤتمر الوطني. وابلغت مصادر «الصحافة» ،ان مجموعة مؤثرة ترفض الحوار مع الحزب الحاكم من اساسه، وهناك تخوفات من ان يؤدي قرار الحزب بدخول الحكومة او تجنبها لانشقاق داخل الحزب الكبير. ودعا المهدي، في خطبة الجمعة بمسجد الهجرة بودنوباوي امس، لهندسة نظام جديد ينقل البلاد من دولة الحزب إلى دولة الوطن، وسياسات جديدة توقف الاقتتال وتصلح الاقتصاد وتعقد تصالحاً عادلاً مع الأسرة الدولية، وتابع «حول هذه الروشتة كياننا السياسي مجمع». وقال ان الحزب الحاكم يدعو لمراجعة الأوضاع بعد انفصال الجنوب لإحلال آخرين محل الحركة الشعبية، وفق مراجعة توسع المشاركة ولا تمس الجوهر «على سنة المغني السوداني: «غيب وتعال تلقانا نحن يانا نحن.. لا غيرتنا الأيام ولا هزتنا محنة». وطالب المهدي، المؤتمر الوطني بوقفة مع الذات يتأمل فيها أنه «مهما كانت عزيمته فقد حقت فيه مقولة الإمام علي رضي الله عنه «عرفت ربي بنقض العزائم»، ومقولة العز بن عبد السلام: «إن أي عمل يحقق عكس مقاصده باطل»، وزاد «في كل الملفات حققوا عكس مقاصدهم». ونفى بشدة انقسام حزبه حيال التعامل مع الحزب الحاكم ومع القوى السياسية الأخرى، مؤكدا ان لجان حزبه في حالة انعقاد دائم لوضع التصورات اللازمة للمرحلة المقبلة . وقال زعيم حزب الامة القومي، ان البلاد تواجه عزلة دولية متسارعة ومن دول جوار تمادت في احتلال اراضي سودانية، وزاد «البلاد الآن بلا صديق من دول الجوار وأكثرهم يحتل جزءاً من أرضنا عينك عينك»، وسخر من لجوء الحكومة لمجلس الامن بعد ان رفضت مقابلة مسؤوليه عندما قدموا للخرطوم في مايو الماضي. واشار الى صدمة اقتصادية صاعقة وعجز كبير في الميزانية وعدم ايقاف الصرف على الاجهزة السيادية والعسكرية واللجوء الى الاقتراض برغم فرصه الضئيلة . وقال المهدي، ان خيار الانتفاضة التي تدعو لها قوى سياسية لا سيما «الشبابية»، وهي تستلهم ثقافة الانتفاضة السودانية والعربية المعاصرة لإسقاط النظام يمكن ان تنتج نموذجا عنيفا كما يحدث في سوريا او ليبيا او اليمن، دون ان يكون في سلاسة ثورتي اكتوبر وابريل في السودان، بينما «روشتة» زحف الاطراف المسلحة نحو مركز الحكم في الخرطوم، تقود الى «النموذج الرواندي والبوروندي بين قبيلتي الهوتو والتوتسي».