٭ لا تذكر مدينة الحديد والنار عطبرة الا واطل فى الخاطر العطبراوى واغنية «قطار الشوق» التى ذاع صيتها وعم القرى والحضر بصوت البلابل وحسين شندى، وبعد سنوات طويلة على ميلادها لاتزال تلك الاغنية تشكل حضوراً قوياً فى وجدان السودانيين جيلاً بعد جيل. ولعل الكثيرين لا يعرفون الا نزراً يسيراً عن شاعرها المهندس على محجوب فتح الرحمن، الذي التقى به فى مدينة عطبرة الزميل عبود عثمان نصر، وكانت هذه المقابلة القصيرة التى تطرقت لتجربته الشعرية وجوانب من حياته. ٭ صورة مقربة يختزل المهندس علي محجوب سيرته الذاتية بالقول: «تلقيت تعليمى الابتدائى بمدرسة الموردة بامدرمان، ومن ثم التحقت بالعمال المتوسطة، وكانت دراستى الثانوية فى عطبرة، واكملت دراستى الجامعية فى كلية الهندسة بجامعة وادى النيل، حيث تخرجت فيها ببكالريوس هندسة الانتاج، وبعدها حصلت على درجة الماجستير فى نظم التصنيع» ٭ بدايات وعن علاقته الاولى بالشعر يقول: «اولى القصائد لا اذكرها، ولا اذكر قصيدة بعينها، ولكنها كانت بدايات متعثرة، والبدايات كانت في الجمعيات الأدبية، والاهتمام بالادب والثقافة وعموما القراءة باهتمام. واذكر ان بعض القصائد الاولى غلب عليها الشعر الاجتماعي المرتبط بالمناسبات». ٭ البيئة مؤثر أساسي في الإبداع وحول تأثير البيئة على تجربته الشعرية يضيف: «البيئة هى المؤثر الاول في اي عمل ابداعي، ومن خلال مجتمعك والمكان والشخوص حولك يخرج العمل الابداعي مرتبطاًً ارتباطاً وثيقاً بالبيئة.. فهو يأخذ من مفرداتها ومن الموروث، اما عطبرة فهى الام الحانية، وعطبرة تاريخ نضالي كبير وساهمت في الحياة الاجتماعية، وشكلت الحياة السياسية، ومنها خرجت النقابات وتعلم الناس العمل الطوعي والاجتماعي والرياضي، وانا تأثرت بعطبرة في كل كتاباتي.. فأنا أكتب لها ولاهلها وللسكة حديد وساحة المولد ولمساجدها وشوارعها.. فعطبرة كل شيء في حياتي وهى التى شكلتنى». ٭ قطار الشوق بطاقة حب وعن قصيدة «قطار الشوق» التى تغنى بها عدد من المطربين الى جانب البلابل يقول: «قطار الشوق بطاقة حب لعطبرة.. ولو لا عطبرة لما كانت أغنية «قطار الشوق» وهذه القصيدة ما كتب لها النجاح الا لارتباطها بعطبرة.. فهذه المدينة تستحق الكثير، و «قطار الشوق» محاولة لرد الجميل .. والقصيدة كتبت في ظروف الدراسة والبعد عن الأهل ..هى بعض الحنين للمدينة وكل الشوق لإنسانها.. وأول من تغنى بها الفنان بابكر الذَّكَّار، وهو جار لنا في حي الموردة، وفازت الاغنية في مهرجان كبير بمسرح النيل بعطبرة بالمرتبة الاولى، وبعد ذلك انتشرت وتغنى بها حسين شندي ثم البلابل وغيرهم العديد من المطربين». ٭ لا اعتراض على أداء البلابل وعن ارتباط الأغنية بالبلابل يقول: «نعم البلابل رددت هذه الاغنية كثيرا ولا اعتراض لدي على ذلك، ولكن ظللن طيلة الوقت لا يذكرن اسم الشاعر الذي صاغ كلماتها. وفي احتفالية اقامتها شركة «دال» ونقلتها قناة النيل الازرق غنت البلابل مجموعة من الاغنيات وكانت تظهر على يمين الشاشة اسم الاغنية والشاعر والملحن، وذكرت كل الأغنيات بهذه الثلاثية عدا «قطار الشوق» وكانها اغنية تراث واغنية بلا هوية او مجهولة الشاعر. لذا فأنا عاتب أولاً على البلابل وقناة النيل الازرق، ويجب علينا أن نلتزم بقانون المصنفات وحقوق الملكية الفكرية، وأرجو من البلابل تصحيح هذا الأمر». ٭ أغنيات بصوت محمد جبارة وثنائي الدامر وعن أعماله الغنائية الاخرى يقول: «لدي أغنية مصورة في تلفزيون السودان بصوت الفنان محمد جبارة تحت عنوان «أيوه شفتك في الدغيش»، وغنى لي بابكر الذَّكَّار أغنية «الرمانة»، ومحيي الدين محمد صالح أغنية «عيد الميلاد»، وغنى لي مبارك بخيت عدداً من الأغاني وكذلك ثنائي الدامر. ٭ عطبرة لم تتوقف عند محطة العطبراوي وينفى علي محجوب مزاعم البعض بأن عطبرة توقفت عند العطبراوى، ويقول: «عطبرة لم تتوقف ولكن العطبراوي محطة مهمة في تاريخ عطبرة والوطن عموما. وأرجو أن يتعلم الشباب من تجربة هذا الهرم الكبير فهو تاريخ ناصع وتليد، وعطبرة حُبلى بالمبدعين وهى قادمة لا محالة». ٭ السكة حديد ونادي الأمل وعن السكة حديد ونادى الأمل العطبراوى يقول: «السكة حديد قدمت للسودان الكثير.. فقد نقلت الثقافة والدواء وعملت للناس الكثير، وبها بدأ العمل الاجتماعي والطوعي في عطبرة.. وبنيت المدارس والمستشفيات من خيرها وتجاربها.. وفجرت الثورات وكانت اداة لكل تغيير. وعملت بالسكة حديد لمدة عامين بعد التخرج ولديها عندي معزة ومحبة. ووالدي له الرحمة عمل بها لاربعين عاما سائقا للقطار.. لذا انا مدين للسكة حديد بالكثير. اما نادي الامل فهو امل عطبرة.. ونهر النيل علم الناس وهو تاريخ ممتد وارتباط وجداني بعطبرة.. وما ذكرت عطبرة الا وذكر نادي الامل.. وهو غنى برجاله وابنائه الاوفياء. والامل قادر على أن يقدم الكثير للكرة السودانية، وانا بدأت حياتي بنادي الامل بحكم السكن في حي الموردة، وتدرجت فيه حتى اصبحت سكرتيرا للنادي لفترة طويلة، وانتقلت لاتحاد الكرة وعملت نائبا للسكرتير لعدة دورات، والآن انا اشغل منصب نائب سكرتير الاتحاد المحلي لكرة القدم بعطبرة. والعمل في الاتحادات الرياضية جزء من المساهمة في العمل الاجتماعي، فالرياضة جسر للتواصل والمحبة. ونحن نحاول ان نقدم ما يدفع الحركة الرياضية للامام. واتحاد عطبرة اتحاد رائد وله تاريخ مجيد، ونسعي إلى أن تكون عطبرة في المقدمة دوماً.