اصدر والي الخرطوم قرارا يقضى باستيراد الفراخ بعد موجه الغلاء التى شهدتها اسعار السلع خاصة اللحوم الحمراء والبيضاء على السواء فقامت «الصحافة» بمناقشة الامر مع عدد من الخبراء الذين اجمعوا ان الحكومة فشلت فى توفير سلع رخيصة نتيجة لسياستها وان ذلك يكلفها كثيرا وتساءلوا عن جدوى الاستيراد فى هذه الظروف. وقال الخبير الاقتصادي البروفسير عصام بوب ان التصريحات التي صدرت من بعض المسؤولين المتمثلة في اسيراد شحنات من الدجاج وصف الامر بانه حل مؤقت ويمكن ان يكون في دولة ذات اقتصاد طبيعى ولكن الواقع ان الزيادات التي يشتكي منها المواطن ليست في اللحوم وانما في اسعار كل السلع وقال ان الحملة السابقة لمقاطعة اللحوم انخفض اللحم فيها بصورة كبيرة في ايام الحملة ولكنه عاد الى نفس مستوياته بعد انحسار الحملة ولكن في المقابل كان هناك ارتفاع في اسعار السلع البديلة أي ان اسعار العدس والبصل وحتى (اللوبيا ) قد ارتفعت في الاسعار بمعدلات بين (3040%) موضحا بان المشكلة الحقيقية ليست في اسعار اللحوم وان الحملة على اللحوم كانت لصرف الانظار عن ارتفاع باقي السلع الاساسية بالاضافة الى ان المستهلك اصبح غير قادر على استهلاك أي سلعة لافتا الى ان تكون في طريقها لتصبح مزمنة لان ارتفاع الاسعار اصبح في كل جوانب الحياة وهناك ارتفاع في اسعار الدواء بمعدلات تصل الى (40%) متسائلا ماذا سيفعل المستهلك هل سيقاطع الدواء؟ هنالك ارتفاع في اسعار زيوت العربات وقطع الغيار وهذا يؤدي الى زيادة اسعار الترحيل وبالتالي زيادة التكلفة على السلع كما هنالك ارتفاع في اسعار الذرة بمعدلات تصل الى (30%) وهذا الطعام الاساسي لغالبية سكان السودان معنى هذا ان هنالك عوامل اقتصادية تؤثر على قدرة المستهلك في الصراع ومن اهمها هو تباطؤ عجلة الانتاج الاقتصادي في البلاد بالاضافة الى شح بعض السلع الاساسية وهذا يعود الى اثر السياسات الكلية للاقتصاد اما بالنسبة الى استيراد الدواجن متسائلا ماهو السعر الذي سيتم بيع الدجاج به للمستهلك هل سيكون عند سعر الوالي قبل شهرين وهو (9) جنيهات ام هل سيتم زيادة السعر الى (15) جنيها وهل ستستمر السلطات في استيراده ام من الافضل دعم مدخلات الانتاج وتشجيع الانتاج الوطني واذا تم استيراد الدجاج ما هو الضمان ان لا يكون هناك بيع لهذه السلعة في السوق الاسود وكيف سيتم احتواء الاثر السلبي لاستيراد الدواجن من الخارج؟. وذهب الخبير الاقتصادي الدكتور محمد ابراهيم كبج ان استيراد المواد الغذائية في السودان ظل في تصاعد مستمر وان الارتفاع الذي تم في قيمة استيرادنا من الغذاء لا يشمل الفراخ او اللحوم وعليه فان استيراد الفراخ سيؤدي الي زيادة قيمة استيراد المواد الغذائية وهو شيء غير مرغوب فيه. وقال هل سعر الاستيراد هو السعر الرسمي للدولار ام السوق الاسود مع العلم ان الذي يأتي من الدولار في البنك المركزي قليل للغاية ولا يكفي لاستيراد الدواء بالسعر الرسمي ومدخلات الزراعة مطالبا الدولة بالعمل الاعتماد بالمنتج المحلي وتطوير مزارع الدواجن.