عندما كنت طالبا بالجامعة كنت «مشروقا» بجريدة الصحافة احرص على حجز نسختي مبكرا لاقرأها من الغلاف للغلاف داخل الحافلة في طريقي من ام درمان الى حلاة كوكو واواصل قراءتها سرا داخل قاعة المحاضرات وجهرا فى بنشات اركان النقاش وكنت وقتها اكتب مقالات ساخرة باخيرة صحيفة الشارع السياسي وقلب الشارع ونبض الكاريكاتير واحرر صفحة بالطول بالعرض بملف المشاهد الرياضى الساخر مع الزملاء محمد مجذوب ووجدي الكردي ومحمد عبد الماجد وكنت معجبا بملف تابلويد يصدر يوم الجمعة بعنوان «كراكيب» يحرره الفنان التشكيلى اسماعيل عبد الحفيظ والكراكاتيرست فارس صالح شعاره «من اجل وطن خال من الاحباط والدبرسة » تحول فى ابريل 2006 الى ملف «ونسة» تحت اشراف الاستاذ حسن البطرى ويحرره الاستاذ خليفة حسن بلة وفارس واسماعين شعره «لو عنت لى كلمة حق حلوة لاستلهمن الموت ريثما اقولها»، ثم تحول الى «فقرانين وتغيانين» واذكر حينها حملت بعض الكتابات الساخرة ودخلت جريدة الصحافة وطلبت منهم مساحة للنشر وكانت سعادتي لا توصف بالانضمام الى صحيفة الديمقراطية والسلام والوحدة وظهر اسمى لاول مرة فى نفس هذا الشهر ربيع الثانى يوم الجمعة 4 يونيو 2006 فى تحقيق طريف بعنوان «اولاد الفنانين ابن الوز عوام ولا النار تلد الرماد» بالتركيزعلى عز الدين احمد المصطفى ومحمد خضر بشير وشريف شرحبيل ومحمد ابو عركى البخيت وسامح صلاح مصطفى وعوض ابراهيم عوض وغسان محمد الامين ومحمد عبد الكريم الكابلى ولازلت احتفظ بهذا العدد الذى تضمن ونسة جميلة اجراها استاذنا حسن البطري مع حمد صديق محارى على كرسى هبابى اخرجها بطريقته المتميزة وكانت ابرز خطوطها «بى سبب الونسة بقيت غنيان وبعداك فلّست وهسع متوسط الحال» و«اجتماعات البدل والكرفتات لا تنتج افكارا جديدة.. الافكار فى ونسة العراريق والعناقريب» و«ادوارد لينو جاى السودان وح نعمل ونسة سلام ما حصلت» وكان ملف ونسة الساخر وقتها سيد الساحة باعتباره الملف الاول من نوعه فى التناول الصحفى للقضايا السياسية والاجتماعية والفنية والرياضية بطريقة مبتكرة تجمع بين الجد والهزل وجمع وقتها الاستاذ عادل الباز فى عمود على كيفى والاستاذ خليفة حسن بلة فى شخبطة وونسات باسئلة وردود تتناول الجوانب الخفية وابتدع فارس فكرة مواطن ومسؤول واسماعين الرسائل والنكات عبر الموبايل وضمت ونسة صرخة عبد العال السيد وسكات محمد محمد خير واحتضنت ونسة ابداعات الزملاء اسامة مبارك وشوقي مهدي والراحل صلاح حمادة وهيئة حلمنتيش العليا والكاريكاتيرست نزيه اضافة لابوابها الثابتة تفسير الاحلام لابن سيرين وظريف المدينة وفيديو كليب بالكاريكاتير والكلمات المتقاطعة وانضم للونسة الزملاء د. فتح العليم عبد الله ود. عادل المكي سي جي مان واساتذة الكلام الساخر الكابتن الشفت احمد دولة وحسام الدين ميرغنى وامير الشعرانى ومحمد خير عبد الله وتحمّل الزملاء فى قسم الجمع والتصحيح خستكات وراندوك وهترشات الاقلام الساخرة غير الملتزمة وتبارى الزملاء فى التصميم الفنى فى اخراج الونسة بصورة ترضيي القراء والاستفادة من صور الزملاء عصام وصلاح عمر وضمت ونسة خلال مسيرتها عددا كبيرا من الكتاب والمحررين والمتخصصين فى مجال المنوعات والكلمة الحلوة والكوميديا يواصلون بعد انتقالهم من الصحافة نشر الفرح والابتسامة عبر صفحات الصحف اليومية بعد ان نال الملف حظا من الشهرة والانتشار والقبول مع اشادات متواصلة من القراء وكانوا ولازالوا يتواصلون مع ونسة ويتابعون احتفالاتها التى بدأت بالعدد 50 والعدد 70 والعدد 100 والعدد 200 واستمرت الونسة بفضل مقترحات ومشاركات ومساهمات القراء فى موادها التحريرية ورعاية رئيس التحرير وعناية مدير التحرير وملاحظات جميع العاملين بصالة التحرير فى اجتماع الصباح اليومى حول النواحى الايجابية والسلبية التى كانت دافعا لمزيد من الاجتهاد حتى امتدت مساحات الونسة وتحولت من صفحتين الى اربع صفحات واخيرا خمس صفحات وانضم الى الونسة وناسين ووناسات جدد نتمنى ان يضيفوا اليها افكارا جديدة تدعم مسيرتها. ونسة تستعد لوداع المئوية الثانية واستقبال المئوية الثالثة ونتمنى ان يصلنا رأى القراء فيما قدمناه خلال ال299 عددا الماضية ومقترحاتهم التى سيتم تنفيذها ابتداء من العدد 301 وخصصنا العدد 300 لنشر مقاطع صغيرة من اميز الونسات اضافة الى كتابات القراء والمشاركات الجديدة . وبريدنا يستقبل بريدكم فى انتظار مقترحاتكم لحفل وداع المئوية الثانية وان شاء الله ما اخر وداع ونتمنى ان تتواصل الونسات بيننا وبينكم وتحتفل ونسة بالالفية.