ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس... ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا ... وما اخطر الفساد اذا كان في الاخلاق (انما الامم الاخلاق ما بقيت * فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا ) خاصة الامانة التى عَرَضَها الله على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوماً جهولا ، وما اعظمها واجلها اذا كانت هذه الامانة والاخلاق لها علاقة بأكرم مخلوق وهو الانسان وبافضل الناس ، ذلكم المسلم . اتصل على احد الاطباء من مستشفى سوبا الجامعى لمقابلة اطباء (خواجات) للكشف على حالة زوجتى (غدة) فاخبرته بانى لا ارغب في مقابلة اى طبيب من شاكلة ذلكم الاختصاصي في عنبر سستر اسماء بالخرطوم لأن هؤلاء ، لايخافون في المادة لومة لائم ، وتركوا الامانة وميثاق الطبيب المسلم وراء ظهورهم . يتلاعبون بالمرضى ، (وقفلت الخط ). لكن نداءً اخيراً كان بالامس ، الاتصال بصاحب الحالة خاصة لاهمية الامر والمساعدة ، والامر اعجل - من دارعبد الله بن عمر- والمواعيد الساعة الثامنة صباحا (مواعيد خواجات) فجئنا قبل المواعيد فلم نجد ال?سلمين ولا الخواجات ، بل وجدنا المرضى واصحاب الحاجات ، منهم من جاء من النهود ومنهم من جاء من العسيلات . فأخلوا لهم العنابر ، (عجيب امر بعض الاطباء) ، ورحم الله الطب في ديارنا وأجارنا الله في مصيبتنا ، وان يخلف لنا باطباء يعرفون الله قبل أن يعرفوا المرض ، ويلبسون لباس التقوى قبل المعاطف ، ويعقموا الايدى والافواه والبطون من اكل اموال الناس بالباطل قبل الديتول والقفازات والانتسبتك . هل تدرى لماذا هذا النداء الاخير ... للتدريب على حالات المرضى والامتحان external examiners. . يمتحنهم الخواجة فيهرعون لجمع الحالات?(التى كانوا يجرجرونها ) فى المستشفيات ، ولايخافون امتحان رب العالمين الذي فضلهم على العالمين بالاسلام وبالطب ... الذي خلق الموت والحياة. اتخشون الناس والله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين ... والامانة والاخلاق التى ضيعها الطبيب المسلم في بلادنا ، ثم ضيعها الخواجة الذي اضاع شهادته لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، فاوكلانها له فضيعها كما ضيعها الكلب،بالمعنى القريب في بيت احمد شوقي ، وهو يهجو حافظ ابراهيم ... لقد اودعت انسانا وكلبا حفيظة **فضيعها الانسان والكلب حافظ . . نعم اذا ضيع الانسان الام?نة فالكلب يضرب به المثل في الدناءة ، ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ، فضيع الطبيب المسلم الامانة والمواعيد فضيع الخواجة مواعيده والامانة ومن قبلها اضاع شهادته لله ،وأخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم ، ألست بربكم ؟ قالوا بلى شهدنا : وكم صرفتنا يد كنا نصرفها ... فجئت لأحد الاطباء أسأله لماذا اتصلتم بنا ..واين مواعيدكم ؟ ومواعيد الخواجات ؟ ، وقد صدقنى الطبيب ... وكان المتصل كذوباً ... إنما جئنا بكم للامتحان لشهادة الزمالة (وماهى الفائدة التى نجنيها من زمالة هؤلاء الذين يكذبون ، ويلهثون و?اء جمع المال في العيادات الخاصة ، ويتجهمون في وجوه المرضى في المستشفيات الحكومية ) ، قال لى وبعد الامتحان ستكون لكم اولوية خاصة في العلاج. أهؤلاء يخافون الله ؟ ولماذ يؤهل مثل هؤلاء الكذابون . والله لوكانوا صادقين مع المرضى لما شد هؤلاء المرضى الرحال من النهود وهم مرضى يكابدون مشقة السفر ومؤنة الزاد ، ليت هؤلاء ذهبوا للخواجة فى داره ، فتعلموا المواعيد والامانة والصدق وجاءونا بها غير مأسوف على طبهم ..وماذا نريد بطب هؤلاء ..فان ذهبت اخلاقهم ذهبوا ، وذهب طبهم ، فاخذت زوجتى وخرجت غضبان آسفا على هؤلاء وامثالهم?من الاطباء الذين لايعرفون حرمة المسلم قبل تطبيبه . كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، أترى امثال هؤلاء : يرضون لأمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وبناتهم ، يعرضن على خواجة كافر يكشف عوراتهن دون حاجة وضرورة ، أين دين هؤلاء ؟ ، لكن الخير في الامة موجود والطبيب المسلم موجود لكنهم قلة ، قال تعالى : (وقليل من عبادى الشكور) ، ومن هذا عصام في جبل أولياء ، طبيب ولا كل الأطبة . عصام ... ذلكم الطبيب وهكذا العصاميون والاسم يدل على المسمى قال الشاعر: نفس عصام سودت عصاما** وعلمته الكر والإقداما ... وعصامنا هذا طبيب ... وليت الاطباء يعلمون نعمة الله عليهم ، وما يؤمله المرضى من الشفاء على ايديهم ، شفاء القلوب وشفاء الابدان ، لأن الشافى هو الله ، اذا مرضت فهو يشفين ، وكاشف البلوى والضر هو الله ، وفى القول اللين والرفق وحسن الخلق ، علاج للمريض، قال الشاعر : لاخيل عندك تهديها ولا مال ** فليسعد القول ان لم يسعد الحال . والطبيب رفيق هين لين مع المريض ، شديد قوىٌ يحارب المرض ولايحارب المريض ، يدمض الجراح ، ولا ينكأها ، وهكذا كان عصامنا هذا ، مقدام ، يكر على المرض ، صحبته سنين أنس في صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عشر سنين ونيف، ما نودى لمريض الا لبى راجلا او راكبا ، يترك عيادته الخاصة ليكشف على المرضى فى دورهم ، وما أخذ اجرا من مريض وهو غاش له ، ولا احجم عن مساعدة مريض مد له يد الحاجة ، يشتري العلاج للعاجزين اذا قرعوا باب عيادته ، هاشا باشا ، شريف عفيف ، خرج من داره واستأجرها ، ليؤهل نفسه ويتخصص لينفق على نفسه ،?لأن همته عالية ، وهكذا نفوس الكبار. اذا كانت النفوس كبارا** تعبت في مرادها الاجسام . قًلَّ من لم يعرفه في جبل أولياء ، ولايشكر الناس من عرفه ولم يشكره ، ومن لم يشكره ماعرفه ، مع الناس في الاتراح والافراح ، يكشف ويكتب العلاج في المأتم وفى المناسبات ، ماقفل جواله هربا من المرضى ، يبدأ يومه بأوراده ويخط كتابه بيمينه بسم الله ، ويزيِّل وصفته للمريض بإذن الله .. فأحبه الناس لصلته بالله . فذلكم الطبيب المسلم الذي نريد والله هو الشافي وهو المعافى .