الوقف سنة عظيمة من سنن الإسلام تهدف لتحقيق التكافل الاجتماعى بين أفراد المجتمع المسلم، لذلك كانت الأوقاف الإسلامية على مر الأزمان رافداً لسد احتياجات المعوزين والفقراء من خلال دعم الصحة والتعليم كبناء المدارس والمستشفيات وغيرها من ابواب الخير. ولكن على الرغم من اهمية الأوقاف وما فيها من خير للموقف والموقوف لهم فى ذات الوقت، الا ان الواقع يؤكد أن بعض الأوقاف لا تتحقق بها مقاصد الشريعة، لأن القصور فى الأوقاف ذاتها بسبب مخالفة ادارات الأوقاف لشروط الواقفين، فينفقون مال الأوقاف فى غير ما اراد صاحبها، او يهمل?ن صيانة الوقف وتحديثه، وهو ما حدث بصورة واضحة فى مسجد عبد الغني حمدون بوسط سوق سنار الذي تحيط به الدكاكين من كل جانب احاطة السوار بالمعصم فى احسن بقاع السوق وارفعها قيمة في الايجار، ويرى المصلون فيه ونحن معهم العطب والخراب الذى اصاب جسد المسجد وعدم وجود حمامات كافية للمصلين، وتشكو جدرانه من التصدع، والواجهة مخفية تماما وسط الطبالى التى تستأجر من ادارة الاوقاف بالمحلية. ويحدث كل ذلك دون مساءلة او حساب من قبل الجهات القضائية باعتبارها الجهة المسؤولة عن مراقبة الأوقاف وعملها. وإذا كان الفقهاء قالوا إن شرط ال?اقف كنص الشارع للتدليل على ضرورة الالتزام بشروط الواقفين وعدم مخالفتها، فإن مراقبة مدى التزام هيئة الأوقاف الاسلامية بشروط الواقفين هى مسؤولية القضاء لإيجاد آليات دقيقة لمراقبة اداء هذه الهيئة التى تمتلك العديد والكثير من العقارات والعمارات بالاسواق، ورغم ذلك تتعمد ادارتها عدم المساهمة فى صيانة المساجد وتأهيلها، خاصة المساجد التى ليس لديها وقف، كما حدث أخيراً لمصلى النساء بمسجد الأنصار الذى بناه أهل الخير دون تقديم أدنى مساعدة من الهيئة التى تستثمر بعض اموالها فى احدى الحدائق الترفيهية «رذاذ» التى تقام فيه? الحفلات العامة والخاصة وما فيها من اختلاط.. وكذلك رفضهم للجنة الشعبية لحى ود تكتوك الذين أرادوا عمل بلاط لمسجد سنار العتيق بالرغم من أن هذا المسجد لديه استثمارات من كل الجوانب. أحد الأئمة في سنار بعث برسالة للمسؤولين عبر «الصحافة» يقول فيها: حملنا همومنا وطرقنا أبوابكم بكل سلم وحب منتظرين ومتوقعين أن تفتحوا لنا القاعات المُكيفة لتجالسونا وتسمعوا منا تكريماً للعمامة التى نحملها على رؤوسنا.. وحفاظاً على هيبتنا لأجل القرآن الذى نحمله فى قلوبنا ونقرأه بألسنتنا، واحتراماً وتبجيلاً للإرث الذى ورثناه عن أنبيائنا وهو الدعوة إلى الله، فطبقنا القرآن عملياً، وأتيناكم بالحكمة والموعظة الحسنة، وأردنا أن يحاورنا من يجادلنا بالتي هى أحسن لنعرض عليه حالنا وحال أبنائنا وتنظروا فى أحوالنا.. فإذا ارتأيتم أنها تُرضى الله رضينا وإذا لم ترضوا بحثنا معكم عن مكانة لنا نُحترم فيها ونُقدر كأى مواطن سودانى، ونترفع بعمامتنا عن أن نُهان أو ينال أحد منا كى نكون على قدر المسؤولية، ومطالبنا الآن هى مؤازرتنا والنهوض بمستوانا المادى والمعنوي. والآن حانت لحظة الحقيقة !!! فأين ?ذهب أموال الأوقاف بسنار وفيم تصرف إن كانت لا تصرف على مساجد الله؟.. لقد طالعت خبرا فى صحيفة «الوفاق» العدد «4563» بتاريخ «20» أغسطس مفاده تبرع كاهن كنيسة الشهيدين الأب فليو ثاوث ب «50» الف جنيه .. لماذا؟ لإعادة بناء مسجد كادقلى العريق.. فاذا كان الكاهن قد تبرع لبناء مسجد باعتبار ذلك من قبيل العمل الإنسانى ونشر الخير... فما بال إدارتنا بسنار التى من واجبها الأساس إعمار مساجد الله ومالها مال عام؟ إذ ليس له مالك معين وفي مصرفه منفعة لعموم المسلمين.