رغم أنهم حاضر ومستقبل هذه الأمة وذخرها وعتادها، الا أن الشباب فى ربوع الوطن يعانون مشكلات مزمنة تتفاقم يوماً بعد يوم، تعكر صفو حياتهم وتجعلهم في حالة من التوهان وضياع الهوية ومعامل الطريق، وأم هذه المشكلات مشكلة العطالة، فرغم السياسات التي انتهجتها الدولة من خلال مشروع تشغيل الخريج المنتج والتمويل الأصغر والتوظيف فى الخدمة المدنية، الا أن الهوة مازالت كبيرة والفراغ عريض أمام السواعد الفتية التي تريد أن تقهر المستحيل. وشباب سنار مثل غيرهم من الشباب يقفون الآن على مفترق طرق بين تحقيق طموحاتهم الشخصية وتلبية نداءات الوطن، فتمويل المشروعات عبر التمويل الأصغر للشباب مثلاً أصبح حكاية يطول الحديث عنها، بسبب بيروقراطية البنوك وتعنت الإجراءات البنكية وعدم وضوح الرؤية الكلية، وهنالك العديد من المشروعات التى تم رصدها وتحليلها للشباب، ولكن فى واقع التنفيذ تتحطم الآمال والطموحات أمام عتبة البنوك بحجة عدم اكتمال الإجراءات، فهذا الواقع الجديد جعل العديد من مشروعات الشباب حبيسة الأدراج بعيدة عن حيز التنفيذ، فصار الشباب بلا عمل، وتعطلت?طاقاته وتجمدت قدراته، وتفشت العطالة المقنعة فكراً وعملاً، وأصبحت المقاهى ومحلات الشيشة وأندية «النت» المتحررة من الرقابة هي المتنفس لشباب تتخبطه الأهواء والأنواء. المؤتمر العام الخامس للشباب السودانى بولاية سنار الذى التأم نهاية الأسبوع الماضى بقاعة السلطنة الزرقاء بسنجة بحضور وفد الشباب المركزى برئاسة رئيس الاتحاد بلة أحمد يوسف الذى أتى تتويجاً لمؤتمرات الشباب التي انعقدت على مستوى الوحدات المنشطية والمناطق والمحليات، وتم فيه اختيار جعفر الخير رئيساً لاتحاد شباب الولاية فى دورة جديدة خلفاً لحبيب الله يعقوب رئيس الاتحاد السابق، وتكوين المكتب التنفيذى الجديد.. هذا المؤتمر ربما يجد الحل لمشكلات شباب سنار المتعددة والمتشعبة، خاصة فى ظل تزايد أعداد الخريجين عاماً بعد عا? مقابل فرص عمل محدودة إن لم تكن معدومة، فدورة الاتحاد الجديدة تمثل تحدياً واختباراً حقيقياً لإرادة الشباب في أن تترجم أحلامهم إلى برامج عملية تلامس واقع الحياة، وأن يجد الشباب بحق نصيباً من اهتمام حكومة الولاية بتخصيص الميزانيات لهم لإنفاذ مشروعاتهم ورعاية برامجهم المختلفة. رئيس الاتحاد الوطنى للشباب السودانى بلة أحمد يوسف، تحدث بانفعال وحماس الشباب، وكان صادقاً في ما يقول وهو يتحدث عن المرحلة التى تمر بها البلاد ويشوبها الكثير من الحساسية والمؤامرات التى تُحاك ضد الوطن، لافتاً إلى أن البلاد رصيدها الأساسى ورهانها هم الشباب، داعياً إلى تمكينهم ببسط مشروعات الاستقرار وحمايتهم من العطالة التى تهدد مقدراتهم. وأكد أن العمل يسير بجهد متكامل مع ولاة الولايات حتى ترى مشروعات الشباب النور، وأن تكون فى أول سلم أولويات حكومات الولايات. وزاد قائلاً إنه يجب متابعة عثرات ومشكلات التمويل ا?أصغر مع اللجنة الرباعية الاتحادية ورئاسة الجمهورية، بغية الوصول إلى معالجات حقيقية بشأنها، وتمويل مشروعات الشباب الزراعية والصناعية، وأكد أن التحديات كبيرة أمام الشباب، ويتضاعف واجبهم بالتفاعل الإيجابى وقيادة المبادرات وعدم انتظار الحلول الجاهزة. وجدد أن الاتحاد سيمضي في برامجه واختيار قياداته لبناء السودان وحماية الوطن بعيداً عن الجهويات والولاءات الضيقة، وحيَّا شباب سنار وصمودهم إبَّان محنة ولاية النيل الأزرق بتقديم الدعم والإيواء للمتأثرين، فكانت سنار النموذج لملحمة النصرة، ووقع الاتحاد الوطنى للشباب ال?وداني مذكرة تفاهم مع حكومة سنار، حيث وقع عنها رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد الرحمن عبد القادر باسيس.