(لم تكن الحركة الإسلامية نتيجة اصلاح وتجديد ، قامت به الجماهير الريفية البدوية ملتفة حول شخصية كارزمية، صاحبة شعار بسيط هو - ان يملأ الارض عدلا بعد ان مُلئت جورا - فقد كانت الحركة الإسلامية الاولى، كحركة شعبية قوامها الاجتماعية الفقراء والفلاحين والرعاة وصغار التجار والحرفيين (صناع المراكب).. ولكن الحركة الإسلامية الحالية هي صناعة صفوة وافندية، هندست في الجامعات والمدارس الثانوية، بقصد محاربة الشيوعية، وليس محاربة الفقر والجهل والمرض - وهذه هي شعارات الحركة الوطنية في نفس فترة نشأة الحركة الإسلامية للاخو?ن).. الدكتور حيدر ابراهيم علي من كتابه مراجعات الإسلاميين السودانيين (كسب الدنيا وخسارة الدين).. (1) اتفاقية الدوحة وصلاحية السلطات ظلت الصراعات حول السلطة والثروة ، هي ديدن الاتفاقيات السابقة ولكن الجديد في الامر - اتفاقية (الأخوان) الاخيرة والمسمية باتفاقية الدوحة ما بين (حكومة الانقاذ) وممثلها (الجوكر) أمين وحركة العدل والحرية والحرية وممثلها الدكتور تجاني السيسي، هو الصراع حول تفسير ماهية السلطات ، عبر المسميات الجديدة - فهناك السلطة الانتقالية لابناء دافور، وايضا بين ظهرانينا سلطة اخرى تسمى بالسلطة الاقليمية، ولكل صلاحياتها وما يميزها عن الاخرى وفق ما نصت عليه شروط الاتفاقية في الدوحة. (-) والحقيقة لا فرق هناك يذكر ما بين ابوجا والدوحة اليوم. لكن فقط قد تغيرت الشخصيات وعناوين السلطات، وتبقى الصلاحيات هي الصلاحيات .. ٭ فهذه هي خلاصة الاسئلة التي وُجه بها وفد المقدمة في منبر الصحافة الدوري في يوم الخميس الموافق 2011/9/29م، والمدهش ان وفد المقدمة لمجموعة الدوحة، نشوة (النصر) والوعود البراقة قد عاد بنا (الكادر الناشط).. الى ايام نيفاشا، وكيف انها كانت عبارة عن (قرآن يتلى)!! ولكن يا للحسرة .. وحديث (نيام) عن (أمين) قد ذكرني بثنائية (الدرديري) و(عرمان) ايام الاحتفال بنيفاشا - وكيف اليوم وقد فرقت ما بينهما السبل . (يوم ان كانا يقولان من خالف نيفاشا لا مستقبل سياسي له).. ٭ تلك هي سنة الانقاذ مع الاتفاقيات، مهما كانت ايجابية الحوار فالمحصلة النهائية هي (عودة الوفد والسلام).. (فاذا ما قارنا الدوحة اليوم بنيفاشا لأكتفينا) ... وكيف ان الانقاذ لها من ألاعيب لاصطياد الخصوم - لتفوز اخيرا بنصيب (الكعكة) الاكبر بعد كل اتفاقية عقدتها.. والدليل كيف هي قد استفادت من جلوس مناوي في القصر، ولم تحتاج الى اعادة هيكلة لرئاسة الجمهورية اليوم بل ان حزب المؤتمر الوطني الحاكم، قد استطاع احتكار (السلطة) دونما افساح المجال ولو (بالسي السي) لمجموعة الدوحة - وحتى السلطة الانتق?لية السابقة كل الذي حازته ان تحولت (بذكاء) الاخوان الى السلطة الاقليمية - وهنا بانت براعة (الكيزان) في التلاعب بالالفاظ وتوليد الجديد من المصطلحات مع الاحتفاظ بنفس المضمون و(ما تلك هي الا غلوطية التوالي)!! ومشروع الانقاذ (الكذوب) ... ٭ اما حديث وفد المقدمة عن تخليهم عن انتماءاتهم وولاءاتهم القديمة فذاك هو (أس البلاء) والدليل ان من سبقهم كان (أشطر)، علما بأن الحركات المطلبية، اذا شرعت بحسها الاثني (المسلح) ان تطرق على باب الحزبية بمسميات جديدة في ظل غياب الواجهة القومية، فما تلك الا أول المؤشرات التي سوف تقود الى قيام الحروب الاهلية، وصمولة السودان بعد تقسيمه، وخاصة ان هناك العديد من الحركات (المسلحة) ما زالت عند موقفها من (سلطة المركز)، يبقى الحديث عن قومية اتفاق الدوحة الاخير ، كهدية لكل الشعب السوداني، هو تكريس لأحلام (الثورية) وت?بيت لأماني سلطة الانقاذ في احتواء كل الواجهات (الجهوية) والتي ظلت ترهن (طموحاتها الثورية) لرفع السلاح لتجد نفسها قبل ذلك قد وصلت الى محطة (القصر الجمهوري) في الخرطوم (مستوزرة) . وفي فترة وجيزة ينكشف الوجه الآخر (للكيزان) لتبدأ رحلة البحث من جديد و (يظل مشروع الحوار الاستقطابي موجودا) طالما ان (الجوكر) الحواري جاهز في أي لحظة - (الدكتور أمين حسن عمر ومن لف لفه).... منذ ايام المرحوم مجذوب الخليفة.. ٭ عموما الشكر كل الشكر لمجموعة دكتور تجاني سيسي وعبرهم الشكر موصول الى الدولة شقيقة (الجميع) قطر الخير، ولكن نقول لابد من (الحذر) لأن الجلوس في كراسي القصر الجمهوري وخاصة بعد (الخراب) الذي اصاب دارفور الكبرى ومن ثم السودان ما هو (بالسهل) - فالملفات والاجندة الخفية هي الاسلحة الاخطر والتي في استطاعتها (الاحاطة) بأي اتفاقية مهما كانت ضماناتها الذاتية او الدولية، ولنا عبرة في نيفاشا والتي انتهت اخيرا الى فصل جزء عزيز من الوطن الام. ٭ واذا حصرنا مشروع الدوحة فقط على (حالة دارفور) وتجاوزنا الملفات الاخرى في (جنوب كردفان المشتعلة) اليوم - وجنوب النيل الازرق الملتهبة - او أبيي المهددة بالحرب بعد تحرك (مسارات المرحال) - الغربي والشرقي والتي لربما تقود هي الاخرى الى نشوب حرب شاملة مابين دولتي السودان (الشمالي والجنوبي) فيها (ولابد من حفظ حق المواطنة لقبيلة المسيرية في التنقل في دول السودان) .. ٭ يبقى لابد من البحث عن حل سلمي حقيقي لمشكل سودان اليوم وخاصة بعد ان اصبح دولتين، بل لابد من البحث عن كيفية يتم بها تحويل كل الحركات المطلبية المسلحة الى حركات مدنية فاعلة من المجتمع السلمي، ام اذا ما تحولت الي احزاب جديدة مصرة على (حمل السلاح) فتلك هي ام الكوارث، لأن اسوأ ما فيها هو تسربلها بالإثنية ، ولحظتها لم يعد الامر معنىٌ (بالثروة والسلطة) فقط - بل تلك هي عين العنصرية (النتنة) والتي سبها النبي «صلى الله عليه وسلم» وأمر بتركها .. ٭ ويظل السؤال قائما ما هي الضمانات التي عبرها يمكن تحقيق شروط الاتفاقية؟! علما بأن لكل منها (أجندة) قد اتبعتها الدول المانحة وابتكرتها بعد ان فقدت (الثقة) بالتجارب الفاشلة لمحصلة الاتفاقيات السابقة وخاصة في (نيفاشا وأبوجا).. ٭ نحن لا نريد ان نحبط (الاخوة مجموعة السيسي) ونعمل بما هو حادث ونافذا دوليا، ولكن لابد من استصحاب وكاريزما الدكتور جون قرنق، وما هي المحصلة النهائية اليوم لمشروعه، مشروع السودان الجديد؟! والذي بالضرورة ان الحركات الاثنية المسلحة من ضمن اجندته ، حتى ولو كان من باب (التجارب) المشابهة! ٭ والى ان يجلس (السيسي) في الكرسي الرابع في القصر وما قبل السادة (المساعدين للرئيس) نرجو لأهلنا في دارفور حلا عاجلا ( للمأساة) واغلاق المعسكرات والعودة السالمة للقرى والفرقان الآمنة.. آمين يا رب العالمين.. (2) كرش الفيل لكل الناس (نمشي وين)؟! ٭ يقول دكتور الكوباني اخصائي التشريح ، رد الله غربته، في مقطع شعري غنائي : (امشي وين انا وين امش ٭٭ الحال دا كدا ما بمش)؟! ٭ حدثني (ود الخرطوم) الحقيقي ميلادا جغرافيا وموطنا (الكوتش) ولاعب فريق الاهلي الدولي محمد عثمان حسن آدم الشهير (بدقلولة)، حينما سألته عن موقع حدود الخرطوم، ومن هم الذين لايجب عليهم الاستجابة (القسرية) الى الخروج منها بعدم القدرة على المعيشة فيها!! فأفادني بالآتي: اولا: مدينة الخرطوم.. ٭ حدودها من الشمال شارع النيل الى محطة السكة حديد ، بعد ذلك شريط ثكنات الجيش المصري، قشلاقي توفيق وعباس، ثم بعد ذلك شريط الديوم، شرقا من شارع المطار ، و تنتهي بشارع الحرية غربا.. ٭ من السكة حديد حتى مقابر فاروق جنوبا، وذلك حتي عام 1947م، والذي تم فيه نقل الديوم الى الديوم الغربية والشرقية (القوز ، الرميلة، اللاماب ، الحماداب، شجرة ماحي بك، الكلاكلة، العشرة، السلمة). ثانيا: مدينة أمدرمان: ٭ حدودها التاريخية من ضريح الشيخ بر (مكان المجلس الوطني الحالي)، وتنتهي بمقابر أحمد شرفي ،ومن النيل شرقا الى مقابر حمد النيل غربا. ثالثا: مدينة بحري: من العزبة حتى حلة (حمد وخوجلي) ، ومن فريق الميري ، وحتى ديوم بحري.. هامش: ٭ اذا كان بعد هذا التعريف ، هناك من يملك حق الوصاية على سكان الخرطوم (كرش الفيل) فليدعوهم الى تركها ولكن بشرط اظهار (حق الملك الإلهي) الحر للارض، نعم الارض لمن يفلحها كما قال النبي «صلى الله عليه وسلم»، ولكن كيف يتم الفلاح (بأخذ حق الناس عنوة)؟!! ام باظهار شهادة بحث الملكية؟! ٭ ام اذا كان قد أتى من يحمل (الصكوك والمكوس) باسم هذه الرقعة الجغرافية كأنها بساط سحري أتى به من (السماء) واصبح ملكا حرا بلا منازع فعليه ان يدعو (ما يشاء) وسيان لأهلها والنازحين ولحظتها لا عتاب في الدعوة الي انصاف اهل الحق.. والشكر لوالينا على النصيحة الغالية والعجيبة..!!!