بدأت بقاعة الصداقة امس، مباحثات مشتركة بين جمهوريتي السودان وجنوب السودان برئاسة عمر البشير وسلفاكير ميارديت، جدد خلالها الرئيسان الالتزام بعدم العودة للحرب مهما اشتدت الازمات بين البلدين،وطالب رئيس حكومة الجنوب بالتعامل مع كل من يجر البلدين للحرب كعدو مشترك ،بينما اعلن البشير عن استعداد السودان للتعاون مع الجنوب في كافة المجالات وايجاد تكامل اقتصادي، في وقت توصل فيه الطرفان إلى اتفاق بإرسال خطاب مشترك للمانحين يوقع عليه رئيسا البلدين يطالبان فيه بإعفاء الديون الخارجية عن السودان . كما اتفق وزير الدفاع ، الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، ووزير الأمن بجمهورية جنوب السودان، الفريق أول أوياي دينق، على ضرورة التعاون العسكري والأمني من أجل الوصول لتفاهم أمني تبنى على أساسه علاقات سياسية واقتصادية وتجارية. وكان سلفاكير وصل إلى الخرطوم أمس في أول زيارة له منذ انفصال الجنوب،على متن طائرة كينية، وكان في استقباله بمطار الخرطوم الرئيس عمر البشير،وعدد كبير من المسؤولين. وعقد الرئيسان بقاعة الصداقة امس اجتماعاً ناقشا فيه القضايا العالقة قبل افتتاح المباحثات المشتركة،وقال وزير الاستثمار والتجارة بدولة الجنوب قرنق دينق ل»الصحافة « ان الطرفين اتفقا خلال سلسلة الاجتماعات التي عقدها وفد المقدمة من دولة الجنوب مع نظيره السوداني على مواصلة النقاش في الترتيبات المالية والبنكية، والتي تشمل قضايا التجارة والنفط والمتأخرات المالية، الى جانب معاشات الجنوبيين، واضاف «واذا فشلت في الوصول لنتائج في الترتيبات المالية الانتقالية اقر الطرفان امكانية ان تناقش قضية النفط بطريقة تجارية بحتة»?. واكد ان الجانبين اتفقا على ان يوقع الرئيسان البشير وسلفاكيرعلى خطاب مشترك للمانحين بشأن اعفاء ديون السودان، واشار للتواثق على تفعيل لجان التفاوض تحت اشراف الاتحاد الافريقي ،وقطع بالاتفاق على ان تسلم اللجنة المالية عملها قبل نهاية الشهر الجاري. وفي السياق ذاته، شدد الرئيس البشير لدى مخاطبته المباحثات المشتركة على ضرورة التزام الدولتين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر، ومنع محاولات استصحاب المآرب والفتن بين البلدين، واشار الى ان ذلك يتطلب الاتصال المباشر والتعويل على القدرات الذاتية للتصدى لها ،واكد ان على الطرفين العمل سويا على تأسيس علاقة ذات خصوصية. واضاف «اذا خسرنا الوحدة فلا اقل من ان نكسب السلام والتنمية والاستقرار» ،ودعا للاتفاق على انشاء حدود مرنة والانتقال بها لمرحلة متقدمة، ولتبادل المنافع حسب المتعارف عليه دوليا لتصبح نواة للتكامل الاقتصادي بين البلدين « . وطالب البشير الخبراء بوضع صيغة للتعاون الاستراتيجي في البترول لمصلحة البلدين على المدى البعيد ،واعلن عن فتح ميناء بورتسودان والموانئ السودانية الاخرى لخدمة صادرات الجنوب ،وابدى استعداد السودان لتسهيل الاجراءات الجمركية وفق مبدأ التعامل بالمثل ، ودعا لتنسيق المواقف والتبادل في المنابر الاقليمية والدولية في اطار شراكه تعود بالنفع للشعبين والاقليم، وتمنع تشويه التجربة التي بذل فيها الطرفان جهداً وتضحيات، وطالب الوزراء من الجانين بالعمل بروح اخوية والتفاهم لتطوير النقاش في اتفاق ووثائق قابلة للتنفيذ على اساس ع?اقات راسخة وقوية بين البلدين، واكد البشير ان القضايا الخلافية لن تؤثر على علاقة البلدين، وشدد على انها غير عصية على الحل اذا ماتوفرت الارادة السياسية والرغبة الصادقة، وقطع برغبة السودان في العمل المشترك مع الدولة الجديدة، وشدد على عدم العودة للحرب وتمكين السلام وتجاوز مرارات الماضي وفتح المجال امام الحوار البناء . من جانبه، اعتبر سلفاكير، زيارته للخرطوم رمزاً للعلاقات المتجذرة بين البلدين، وقال ان هناك مسؤولية على عاتق الدولتين تتمثل في ضرورة التوصل لحلول في القضايا العالقة لخدمة مصالح الشعبين ،وجدد الالت?ام بعدم العودة للحرب، واضاف «الحرب محطه تركناها منذ 2005 وكان ذلك بمثابة وداع للابد للحرب والسلاح « ،وقال ان هناك بعض العناصر والعوامل التي يمكن ان تقود البلدين للوراء واضاف «وعلينا ان نتعامل مع كل من يريد اعادتنا للحقبة التي تركناها كعدو مشترك « ،وشدد على ضرورة ايجاد الحلول للازمات بالطرق السلمية ،واكد التزام الجنوب بالوساطة وبالتوصل لحلول واضاف «لن نخذلكم واي خطأ طفيف بيننا يمكن ان يقود لكارثة «وشدد على ضرورة مواصلة الاتصالات بين البلدين لسد ابواب الاشاعات، واكد ان الحرب ليست حلاً لاية اشكالية.إلى ذلك ?اتفق وزير الدفاع ؛ الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، ووزير الأمن بجمهورية جنوب السودان؛ الفريق أول أوياي دينق، على ضرورة التعاون العسكري والأمني من أجل الوصول لتفاهم أمني تبنى على أساسه علاقات سياسية واقتصادية وتجارية. والتقى حسين، بوزير الأمن بالجنوب، بحضور الفريق مجاك أكوت نائب وزير الدفاع لجمهورية جنوب السودان، واللواء ماج بول ممثل الجيش الشعبي، حيث اتفق الجانبان على ضرورة التعاون من أجل الوصول إلى تفاهم أمني لبناء علاقات البلدين. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة؛ العقيد الصوارمي خالد سعد، لوكالة السودان للأنباء، إن المباحثات الثنائية أكد فيها الطرفان على أهمية التعاون الجاد من أجل التوصل إلى تفاهم أمني تبنى على أساسه علاقات جيدة في مختلف المجالات. وضم الجانب السوداني بجانب وزير الدفاع، مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول مهندس محمد عطا المولى، الفريق أول ركن عصمت عبدالرحمن رئيس الأركان المشتركة، والفريق ركن محجوب عبدالله شرفي رئيس هيئة الاستخبارات والأمن، والفريق شرطة دكتور آدم دليل رئيس هيئة الجوازات والسجل المدني. كما دخل الجانبان في مفاوضات أخرى ترأس فيها الجانب السوداني مدير جهاز الأمن، بينما ترأس جانب دولة جنوب السودان أوياي دينق، حيث تركزت المباحثات حول كيفية الوصول إلى الأمن والاستقرار على الحدود بين الدولتين.