* في آخر استطلاع، لموقع (لاست مينيت) في الشبكة العنكبوتية، كان السؤال: لماذا يصفق الركاب، حين تحط الطائرة، وتهبط على المدرج؟!. وحصدت الإجابة: (تحية للكابتن) أعلى نسبة في الاستطلاع. * في الساعة 1:35 من نهار الأحد المنصرم، لم يصفق الركاب، بل جروا جرياً، ما انفتح الباب، ووقعوا في أحضان جماهير الشعب السوداني، التي كانت في انتظارهم. * لكن وزير تنمية الموارد البشرية، كمال عبد اللطيف، التقط القفاز، وصفق كثيراً: صفق باسم الدولة. وباسم الحكومة. وباسم الشعب. * وامتد التصفيق، مساء أمس الأول، بنادي النفط بشارع النيل بالخرطوم، حيث أقامت وزارة تنمية الموارد البشرية حفلاً (فخيماً) لطاقم طائرة الفوكر 50، التي كانت متجهة في رحلتها رقم 312 إلى ملكال، وكذلك قادة الأجهزة بمطار الخرطوم والخطوط الجوية السودانية. * كمال عبد اللطيف وزير (يرفع المورال)، ويتقن صناعة الدهشة والاحتفاء بالتفاصيل. * ولكي توفي كمال حقه، تكسير التلج وحده (لا يكفي) بل لابد من تكسير جبال من الجليد، وتكسير القطبين الشمالي والجنوبي، بمعاول من صدق وحقيقة. * ويكفي أن وزارته الآن (شذى زهر)، ولا (زهر)، فبالرغم من الامكانيات المحدودة، ها هي كل يوم تقدم انموذجاً في الاحتفاء بالمجتمع، وتفتح آفاقاً جديدة للانعتاق والسمو، وتصنع من (الفسيخ شربات). * قال الوزير كمال: إن هذا الاحتفال يجيء من صلب اهتمام الوزارة بالكادر البشري، والسعي إلى ترقيته كيما ننافس الآخرين، الذين لا نقل عنهم موهبة ولا إرادة. وأكد عزم وزارته للسير قدماً، في طريق تدريب وتأهيل (الكادر البشري)، وكشف عن خطة خاصة للتدريب في مجالات الطيران ضمن الخطة القومية، وأعلن عن برنامج خاص لطاقم الطائرة، الذي تمكن بتوفيق من الله ولطف، أن ينفذ هبوطاً اضطرارياً (نادراً)، مرشح لأن يُدَّرس في أكاديميات الطيران (دراسة حالة)، وتعقد حوله الورش والسمنارات. * وحمل الحفل إشارات ومضامين، جديرة بالتأمل: أولها أن هذا السودان بخير. وشبابه بخير.. ومستقبله أكثر خيراً. * في نهار الأحد المنصرم، كانت البلاد مواجهة بكارثة عظيمة، قيض الله لها شباباً، فاستحالت إلى أفراح وعِبر. ومما يحسب ليوم الأحد: أن إدارة الأزمة فيه تمت عبر شباب، وأن أجهزة الدولة المختلفة وقياداتها ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني، كانت على قلب رجل واحد، ترتيب محكم، وتنسيق بأعلى ما تكون درجة التنسيق (أو كما قال الوزير كمال). * وفي الحفل قدمت جوائز وشهادات التقدير للمحتفى بهم، كان أولهم الكابتن ياسر الصفي، لكن الوزير كمال تدخل، وقدم والدة ياسر قبله، قائلاً: فلنحتفي بالمنبع أولاً، ومن ثم النهر، (فضجت القاعة بالتصفيق، وقطعت زغرودة عنان السماء، ورقرقت دموع). * كان الحضور فخيماً وأنيقاً، وشنَّف جمال فرفور ومحمد خضر بشير الآذان، بالغناء الجميل. * أعلن وزير النقل فيصل حماد، في الحفل عن قرب التوقيع على فض الشراكة مع شركة (عارف)، وبشر سودانير بخير كثير في المستقبل القريب، وأكد صدور توجيهات من الرئيس البشير ونائبه الأول طه للاهتمام بسودانير وبالمطارات. * الفريق يوسف إبراهيم، نائب المدير العام للطيران المدني أكد اكتمال خطة الطيران المدني، وفق استراتيجية تستهدف تحرير الأجواء، وتطوير المعدات وتعزيز السلامة. * ووصف مدير عام سودانير العبيد فضل المولى، فكرة الاحتفال بأنها ذكية، قال العبيد: يُحكى أن الوزير كمال طلب من أحدهم، بعد اجتماع استمر ما بعد منتصف الليل، أن يأتيه ب(الفايل)، قبيل صلاة الصبح بمسجد القوات المسلحة. فحاول الرجل أن (يزوغ)، فقال لكمال: سعادتك أنا ما قاعد أصلي. فرد كمال على الفور: أنا قلت ليك جيب الفايل، ما قلت ليك تعال صلي. (فضجت القاعة بالضحك). * حفل رشيق وأنيق، ورسالته عظيمة، ومن الواضح أن نهار الأحد المنصرم، صار فارقة بين الأمس والغد.