* لم يتأخر الأستاذ الفاتح محمود مقدم برنامج جيشنا «التلفزيوني» في الرد على ما أوردناه في هذه المساحة.. كما لم تتأخر أسرة برنامج في ساحات الفداء عن إعادة البرنامج في إنطلاقته الجديدة وكلا الأمرين خير.. وأحسب أن الأخ اللواء الركن عمر النور قد قطع شوطاً طويلاً في التوثيق لتاريخ قواتنا المسلَّحة من خلال إدارته للمتحف العسكري وإصداراته الأنيقة .. ولكن في الأمر سعه والجيش»عالَمْ بحاله» بتاريخه ورجاله وجلائل أعماله بشكل يُمكِّن كل من له الرغبة في العمل الوثائقي أن يجد له مادة وموضوع.. وهنا لا بد من التنويه بالجهد المقدر الذي يقوم به سعادة الفريق إبراهيم الرشيد في صحيفة الإنتباهة .. ونُفسح المجال اليوم لقلم الأستاذ الفاتح محمود التي جاء فيها :- * الزميل والصديق / محجوب فضل * بمقالك الخميس الماضي وتحت عنوان جيشنا وحديثك عن برنامج جيشنا الذي تشرفت بتقديمه منذ عام 1985 وحتى عام 1989 .... أقول عدت بى وعادت بى الأيام وجيشنا يخوض معارك الكرامة في دحر العدوان لتظل رايات العز عالية بهامات الرجال وبدماء عزيزة على وطن عزيز وحتى لانفرط في هذه المعاني والقيم التاريخية أو نسمح بضعفها في أية منازلة قادمة كان لا بد من أن نوثق لهذا المجد وكان لابد من أن يقف معنا الشعب النبيل على تلكم الملاحم، فكان برنامج جيشنا كأول عمل إعلامي يعكس هذا التاريخ العظيم وكان لي شرف أن أكون أول مراسل حربي في ?اريخ التلفزيون السوداني .. وكنت وزملائي نجوب كل مكان في بلادنا تحرسه عيون وسواعد قواتنا المسلحة .. وكنا في كل ذلك يدفعنا الإصرار على نقل وقائع بطولات وتضحيات أبناء جيشنا البواسل .. فما عرفت قلوبنا الخوف ونحن بصحبتهم .. ولا عرفت أنفسنا منذ صحبناهم غير الوفاء والولاء لهذا الوطن .. فتعلمنا منهم معاني العشق لهذا الوطن الحبيب .. فما راودتنا أنفسنا فى لحظة من اللحظات أن نخون .. ونحمد الله أننا لا زلنا على عهدنا وسنظل إلى أن نلاقى الله . * وإن كان السودان الحبيب بحدوده وجغرافيته الجديدة قد انطلق نحو أفقٍ وغدٍ جديد فما أحوجه اليوم إلى إعادة ترتيب صفوف أبنائه وإعادة بناء جيشه .. فالآن ستبدأ سيناريوهات تفتيت هذا الوطن لتظل المؤامرة قائمة وملازمة لنا ونحن نخطو نحو البناء والنماء والنهوض ببلادنا نحو مستقبل يرضينا جميعاً . * هذا السودان يا أخي سيظل ينتقل من مؤامرة إلى مؤامرة ولن نواجه هذه المؤامرات إلا بجيش قوى تسنده إرادة ورأى عام قوى وشعور وطني متحد . * لا زالت تلك الأحداث والمشاهدات عالقة بالذاكرة أكثر من مائة حلقة من برنامج جيشنا .. حيث كانت عملية سيف النصر في منطقة ميوم المحصنة منطقة غرب النوير بقيادة العميد اركانحرب عمر حسن احمد البشير في ذلك الوقت وقائد ثاني عقيد اركانحرب زين العابدين شداد هذه العملية التي جاءت والقوات المسلحة تعيش أسوأ الظروف من حيث التسليح والعتاد فكان لها أبلغ الأثر في نفوس أبناء جيشنا .. فتقدمت عند احتلال الكرمك وقيسان بقيادة العميد أركانحرب محمد العباس الأمين في ذلك الوقت حيث سجلت أروع البطولات.. ولم يكتفِ البرنامج بذلك فقط?.. فكان مشروع تكريم ودعم أسر شهداء جيشنا بمعرض الخرطوم الدولي تحت رعاية القائد العام وإشراف الفريق محمد زين العابدين النائب إدارة في ذلك الوقت .. وكان مشروع دعم جرحى القوات المسلحة وشحذ واستنهاض الهمم في ذلك فكان مشروع التبرع بالدم الذي بلغ أكثر من خمسة آلاف متبرع .. وكانت محاولاتنا لاستجلاب الوزراء والمسئولين لزيارة جرحانا وعلى رأسهم وزيرة الشئون الاجتماعية في ذلك الوقت الأستاذة رشيدة إبراهيم .. ثم كان أبلغ ما كان من إلتفاف شعبي وجماهيري حول الجيش يوم حشدنا كل طاقاتنا وأفكارنا في العمل على استقطاب الرأى ا?عام السوداني حول جيشه عند إحتلال الكرمك وقيسان فكان نجاحاً باهراً حيث توجه الآلاف من أبناء هذا الشعب نحو مدينة الدمازين مؤازرين ومساندين للقوات المسلحة حتى إكتمال التحرير بعمليتي وثبة الأسود وغضبة الحليم .. وكان اعتراف جون قرنق من خلال إذاعته بأن التلفزيون السوداني جعلني في مواجهة مع الشعب السوداني * أرجو أن تسمح لي أخي الكريم ومن خلالك أن أناشد الأخ الفريق أول الركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع والذي عرفته وقدمته من خلال برنامج جيشنا قبل قيام ثورة الإنقاذ الوطني بقليل وهو يلقى كلمة هيئة القيادة في حفل تأبين الشهيد العقيد أركانحرب طيار مختار محمدين والذي أقيم بنادي برى .. أناشده بأن يعمل عاجلا على تكوين لجنة تعمل على جمع وكتابة وتوثيق تاريخ القوات المسلحة بشتى الوسائل والتقنيات الحديثة .. كتابة تاريخ كل الملاحم والمواقف التي تزدحم بها ذاكرة الأحياء قبل أن نلتفت لنجد هذه المؤسسة الوطنية ق? أصبحت بلا تاريخ وسيحفظ له التاريخ هذا العمل باعتباره عملا وطنيا آثاره تمتد لأجيال وأجيال بل حتى يرث الله الأرض ومن عليها ..كذلك لابد من مناشدة الأخ العقيد الركن الصوارمى ليعمل على تأكيد ذلك باعتباره ناطقا رسميا باسم القوات المسلحة .. فأنت يا أخى تعلم ويعلم الجميع أن التاريخ يظل ويبقى الإشارة الضوئية التي تهتدي بها الأجيال القادمة .. وما أعظم تاريخ هذا المؤسسة (الجيش). * أخي محجوب * لقد عرفتك أحد أبناء خنادق جيشنا العظيم فكان لي شرف صحبتكم وما أعظمها من صحبة. والدعاء الجامع لكل أبناء هذا الوطن الحبيب . لك شكري وتقديري أخوك الفاتح محمود عوض مقدم برنامج جيشنا سابقاً وهذا هو المفروض