رغم ان ولاية سنار تقف فى صدارة الولايات فى المنتجات البستانية وتشتهر بانتاج المانجو والجوافة والتى تتعدد انواعها واشكالها وثمارها الى جانب الحمضيات، الا ان القطاع البستانى يعانى جملة من المشكلات تحول بينه والانطلاق نحو الصادر ومن بينها مشكلات الاعسار الزراعى لمزارعى القطاع واحجام البنوك عن تمويل صغار المزارعين بسبب تراكم المديونيات السابقة . كما تواجه المزارعين مشكلة اخرى هى غزارة الانتاج فى بداية الموسم وضعف التسويق ومنافذ البيع الخارجى الامر الذى يعرض المنتجات البستانية للتلف لطبيعتها علاوة على بدائية وسائل التعبئة والتخزين والافتقار الى مبردات كبيرة، مع الوضع فى الاعتبار بعض العوامل الثانوية ومنها النمط التقليدى فى الزراعة والاكتفاء بمساحات محدوده والعزلة التى يفرضها المزارعون على أنفسهم وعدم مواكبتهم التقانة والاستخدامات الحديثة فى الزراعة لتطوير منتجاتهم وزيادة دخولهم عبر باب الصادر ويؤكد المزارعون ان وجود الآفات الزراعية خاصة ذبابة الفاكهة بات مهدداً رئيساً لهم، اذن انها تداهم الفاكهة وتشوه المظهر الجمالى للسلعة وتفقدها القدره على منافسة اسواق الصادر ، ومن المشكلات التى اقعدت بالانتاج استخدام السلالات المحلية من المانجو والجوافه بصورة متوارثة والتى تتميز بصغر حجمها وضعف مقاومتها وعدم مطابقتها الصادر يضاف الى كل ذلك ان الفيضانات اكتسحت فى الاعوام السابقه العديد من جنائن وجوافه والمانجو والليمون فإكتفى المزارعون بزراعة حيازات صغيرة تجنباً لمخاطر الفيضانات. رغم هذه المشكلات والصورة القاتمة للقطاع البستانى بولاية سنار لكن يبدو ان الولاية اخيراً وجدت الوصفة السحرية للخروج من ازماتها فى الانتاج البستانى من خلال الورشة التى نظمتها مجموعة الدكتور معاوية ميرغنى الخبير الزراعي المعروف والتى تعمل فى مجال الخدمات الزراعية ،حيث قدمت المجموعة عرضاً متكاملاً للمزارعين وذلك بالمساعدة فى تطويرالقطاع البستانى بالتركيز على موز الصادر لمضاعفة ارباح المزارعين بعمل شراكات استثمارية معهم بجلب شتول وفسائل مستورده للموز من جنوب افريقيا ، هذا الى جانب تأهيل المزارعين عبر بوابة ال?رشاد الزراعى والتعهد باقامة دورات تدريبية بمشاركة خبراء اجانب ومختصين من المجموعة الاستثمارية . واكد د.ميرغنى الالتزام بانشاء مراكز توزيع للخدمات الزراعية بمدن الولاية ومراكز ووسائل نقل مبرده تضمن حفظ وسلامة المنتج عطفاً على الاهتمام بصناعة مركزات الفواكه فى موسم الانتاج ومكافحة الكساد ، وقال ان ولاية سنار هى ولاية واعده ومؤهله للاستثمار البستانى مؤكداً تكامل دورهم لحل مشكلة التمويل مع البنوك وتوفير الضمانات للتمويل الاصغر ، وذهبت المجموعة الى اكثر من ذلك حيث اكدت المجموعة توفير المبيدات الحشائشية للمزارعين والمكافحة المتكاملة لذبابة الفاكهة، هذا الى جانب الطلمبات بانواعها المختلفة وتمليكها للمزار?ين باقساط مريحة وضمانات كافية ،وقال د.ميرغنى سنعمل على اقامة معارض للمزارعين وتوفير الاحتياجات الزراعية الموجوده لدينا الآن من شتول محسنة واسمدة وكيماويات وطلمبات وآليات حصاد وصناديق وحاويات لتشجيع المزارع على مضاعفة المساحات الزراعية لمحصول الموز وهدفنا رفاهية المزارع ودخول باب الصادر ، وقال رأينا كيف الناس تطورت فى البرازيل والصين وكندا نريد ان ننقل هذه التقانات الى بلدنا ونسهم فى نمائها وتطورها . والى سنار المهندس احمد عباس لم يخف سعادته بهذا العرض الجيد من مجموعة د.ميرغنى وقال سنقتحم الاسواق العالمية بصادراتنا البستانية وسنعمل على تلبية متطلبات المشترى كما تفعل امريكا الجنوبية والفلبين بان يكون لفاكهتها طعم ولون ومظهر ، وما يدفعنا الى ذلك ان الشتلة من جنوب افريقيا مقاومة للامراض والفيروسات وبعد عام ونصف من زراعتها يبدأ الانتاج واعلن توفير التمويل الاصغر للشباب وخريجى الجامعات فى مجال الانتاج البستانى ، وقال لدينا الآن تجربة مع الاخوة المصريين لانتاج الموالح وهى تجربة جيده نؤسس لها مؤكداً دعمه لات?اد مزارعي القطاع البستانى واحداث قفزة نوعية فى هذا القطاع ، فيما جاءت كلمات نائب الوالى د.شرف الدين هجو منادية بضرورة توفير التمويل طويل الامد للمزارعين وحسب التركيبة المحصولية فى القطاع البستانى للمانجو (5) سنوات والخضروات (3) سنوات واصفا العملية الزراعية عباره عن خدمات زراعية ومدخلات زراعية ودعا الى الاهتمام ببحوث الموز والحاجة اليه كفاكهة شعبية . الى ذلك يرى العديد من الخبراء البستانيين ان الزراعة البستانية هى اكثر القطاعات ضماناً فى التمويل والانتاجية مقارنة بالزراعة المطرية إذا اكتملت عناصر الانتاج وحسن استغلالها ،كما أنها قوة داعمة للاقتصاد الوطنى بتوفير العملات الصعبة والاعتماد على مصادر متجددة غير بترولية هذا ما اكده وزير الزراعة د.رضوان محمد احمد مجدداً سعى وزارته فى الاستغلال الامثل لموارد الولاية وجعلها الولاية رقم (1) فى محصلة الصادرات البستانية لانتاج الموز والمانجو والحمضيات والقريب فروت بجودة عالية وصولاً للمستهلك المحلى والعالمى