حظرت السلطات توزيع كتابين أولهما سياسي من الدرجة الأولى هو «الحركة الإسلامية السودانية/ دائرة الضوء.. خيوط الظلام» الذي يتحدث عن السنوات العشر الأولى من عمر حكومة «الإنقاذ» ويكشف أسرارا تنشر للمرة الأولى عن كواليس الإسلاميين،والآخر هو كتاب بعنوان «بنات الخرطوم» لمؤلفته سارة منصور تتحدث فيه عن محاولات إغواء بنات جنسها وجرهن إلى الرذيلة أنشطة غير مشروعة. حظر الكتابين لم يمنع دخولهما إلى الأسواق عبر تجارة الشنطة ومنافذ البلاد المختلفة،وتباع تحت «التربيزة»،كما جرت تسريبها عبر الاسطوانات المدمجة و»الفلاشات» والبريد الالكتروني وطباعتها عبر ماكينات صغيرة وتغليفها وبيعها،ودخل الكتابان السوق الأسود ،وبلغ سعر كتاب المحبوب 80 جنيها وكتاب سارة 50 جنيها. وقال بيان صادر عن المحبوب عبد السلام أن دار «مدارك للنشر والتوزيع» سلمت منذ ثلاثة أشهر هيئة المصنفات الفنية والأدبية نسختين من الكتاب وفقا لضوابط الهيئة. وقال البيان إن الأمر لم يتطلب في كتب أخرى أكثر من أسبوع لإصدار قرار الإذن أو الحظر، مشيرا إلى ما سماه مماطلة الهيئة في شأن الكتاب على مدى الأشهر الثلاثة المنصرمة. وأعلن عبد السلام أيضا أن الهيئة أخطرت دار النشر قبل أيام بأن قرارًا صدر بحظر دخول الكتاب إلى السودان وأنها ستبلغها ذلك بكتاب رسمي في موعد أقصاه الثامن والعشرين من فبراير الماضي «رافضة توثيق قرارها كتابة للجهة صاحبة الشأن في توزيع الكتاب». وأضاف البيان إن «قرار الحظر يعبر عن وعي الذين أصدروه بالعالم الذي يعيشون فيه»، كما يؤشر ذلك إلى «فداحة المستقبل بين يدي فجر الديمقراطية الكذوب الذي يبشروننا به». غير أن الأمينة العام لهيئة المصنفات الأدبية والفنية هالة قاسم نفت حظر الكتاب أو وقف توزيعه بالسودان. وعزت في تصريح للجزيرة نت ذلك إلى ما سمته بالإجراءات الروتينية، مشيرة إلى وجود لجان متخصصة «تدرس مثل هذه الإصدارات وتعلن رأيها فيها صراحة». وقالت إن هيئتها لم تتخذ قرارا بحظر الكتاب حتى الآن «لأننا في هذه الحالة سنخطر الوزير بما نراه وهو الجهة التي تتخذ القرار النهائي»، مؤكدة عرض الكتاب على عدد من اللجان المتخصصة «التي لم تعلن موقفها بعد». كما نفذت شرطة المصنفات الأدبية والفنية حملات ميدانية كبرى للمكتبات ومناطق تداول المطبوعات وذلك لمتابعة النسخ غير المشروع للمطبوعات وقد أسفرت هذه الحملات عن ضبط عدد من الكتب المخالفة للمادة 15 من قانون المصنفات الأدبية والفنية «النشر غير المجاز» وقال هالة أن شرطة المصنفات رصدت عدد من الكتب المخالفة من ضمنها كتاب «بنات الخرطوم» الذي وصفته بالخطير موضحة أن كاتبته سارة منصور قالت بأنها تريد أن تبصر بنات بلدها على خطورة الانحراف إلا أنها تناولت ما جاء مسيئاً للعادات والتقاليد. وصدر كتاب «بنات الخرطوم»عن مؤسسة سندباد للنشر والإعلام بالقاهرة في أغسطس 2009 للكاتبة الصحفية السودانية سارة منصور التي تعيش بأميركا منذ سنوات وتقول سارة أن كتابها يحوي قصص واقعية عاشت أحداثها الكاتبة بحكم عملها الصحفي واقترابها من بطلات هذه القصص التي ترصد سقوط البنات السودانيات في شبكات الدعارة العالمية في عواصم عربية وخليجية وأوروبية، بجانب أفلام فاضحة لفتيات سودانيات يتم تصويرها داخل الخرطوم. والكتاب يُشكل وقفة احتجاجية ضد التصرفات غير المسؤولة لبعض الفتيات والنساء السودانيات بالخارج من أجل الحفاظ على وجه السودان ، وترى الكاتبة سارة أنها لا تتهم بنات وطنها بالعمل بالدعارة لكنها حريصة على سمعة بلدها وبنات جنسها.