تكررت زياراته الى الخرطوم منذ أن تسلم ملف السودان كمبعوث شخصي من الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد اقالة المبعوث السابق سكوت غرايشن الذي احدث اختراقات واضحة ارضت وقتها الحكومة ولو جزئيا ، وكإجراء روتيني ومنذ اليوم الاول في جدول زيارة المبعوث برنستون ليمان طلب مقابلة عدد من المسئولين في الحكومة، تارة يجد طلبه القبول ويحظى بمقابلة مسئولين رفيعين في الدولة ، وتارة اخرى يقابل طلبه بالرفض كما حدث في زيارة سابقة، ومابين حالتي الرفض والقبول يكرر ليمان طلباته بلقاء القيادات العليا في الحكومة السودانية مثلما هو ا?حال في زيارته الحالية الى الخرطوم ، غير أن عدم حمله لأي جديد يجعل من مسألة ترتيب مقابلات مع المسئولين في الحكومة عصية على وزارة الخارجية خاصة عندما يتم طرح استفسار ما الجديد لديه ، وحسب المتحدث بإسم وزارة الخارجية العبيد أحمد مروح ل( الصحافة ) « فان عدم التزام الادارة الامريكية بتعهداتها السابقة تجاه الخرطوم يقابله فتور المسئولين في الموافقة على طلب مقابلة المبعوث الامريكي « موضحا ان « وزارة الخارجية تجد نفسها عاجزة عن الاجابة على تساؤل المسئولين حول ما الجديد لديه « . والى جانب تقدم المبعوث بطلب لقاء عدد من النافذين في الحكومة فقد كرر ذات السيناريوهات القديمة ولم يأتِ بجديد في زياراته الحالية وبدا أن الجانبين الحكومة والادارة الامريكية ممثلة في مبعوثها ليمان تدوران حول دائرة الاوضاع الانسانية في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان فقد نقل ليمان لدى لقائه أمس وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان قلق بلاده مصحوبا بقلق المجتمع الدولي من تدهور الوضع الانساني في الولايتين وجدد ليمان ذات المطالب القديمة بأن تسمح الحكومة للمنظمات الدولية ذات المصداقية -حسب وصفه - الوصول ?لى المنطقتين المتأثرتين لتقييم الأوضاع الانسانية تمهيداً لتحديد الاحتياجات والاطراف التي تقدم هذه الاحتياجات . فيما تمسكت الحكومة من جانبها بموقفها القديم المعلن منذ اندلاع عمليات الاقتتال في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ونفت للمبعوث تعنت الحكومة أو رفضها الخروج من منطقة أبيي كما أكدت أن السبب الرئيس لتدهور الوضع الإنساني في جنوب كردفان والنيل الأزرق جاء نتيجة لمشكلة أخرى كان ينبغي أن يتم حلها أولا، الا وهي أن المليشيا التي تقاتل في الولايتين وهي جزء من الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب وكان ينبغي سحب? وتجريده من سلاحه منذ العام 2008 ، وأن على المجتمع الدولي ممارسة ضغوط مماثلة على المتمردين وعلى حكومة جنوب السودان - التي ما تزال قوات التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق جزءا من منظومتها العسكرية - لكي يتم وقف شامل لاطلاق النار والأعمال العدائية وحتى يصبح بالامكان معالجة الوضع الانساني والسياسي في الولايتين على حد سواء بما يضمن الاستقرار الشامل .،وقال رحمة الله في تصريحات صحفية « الدولة السودانية لن تقبل بوجود جيشين داخل أراضيها ولن تقبل وجود حزب لديه مليشيا مسلحة، وأشار إلى أن الحكومة السودانية أدارت?عدة محاولات لمعالجة هذا الأمر حتى بعد فوات الأجل المفترض لإنسحاب تلك القوات . ويلاحظ ان الجمود أضحى سمة العلاقة بين الولاياتالمتحدة والحكومة السودانية ، فبعد أن رهنت ادارة اوباما علاقاتها مع السودان بخارطة طريق موضحة فيها النقاط التي يجب على الخرطوم الالتزام بها حتى تُرفع عنها العقوبات الاقتصادية ومن ثم ترفع من قائمة الدول الراعية للارهاب الاّ أن الادارة الامريكية وحسب وجهة النظر الحكومية أضحت تدخل أجندة اضافية فوق الاجنده الثابتة والمضمنة في خارطة الطريق كقضيتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، وكشف العبيد مروح ل( الصحافة ) عن ابلاغهم المبعوث الامريكي امس الحديث بالصوت العالي عن ممارسة الضغوط وفق طلب الخرطوم على حكومة الجنوب للكف عن دعم الحركات الخارجة عن الحكومة السودانية وقال « أبلغناه على الأقل الحديث بصوت عالى عن الانتهاكات التي تمارسها دولة الجنوب بإيواء الحركات المتمردة « وزاد « قلنا له على الاد?رة الامريكية ان تتحدث مع الجنوب بصوت عالى مثلما تتحدث معنا بذات الصوت « في المقابل فإن الادارة الامريكية ترى ان التقصير ملازم للطرفين في مسألة عدم الانسحاب من ابيي وبالتالي استمرار معاناة الاهالي حيث أبدى المبعوث ليمان عدم ارتياحه من عدم التزام الطرفين من استكمال سحب قواتهم من أبيي ويخشى أنه لو لم يحدث تقدم في الترتيب السياسي الخاص بأبيي وأن تستمر معاناة المواطنين الفارين من ابيي الذين سيضافون إلى المجموعات المتأثرة بالحرب . وبدا ان الطرفين السوداني والأمريكي متفقان في خيبة أملهما من عدم احراز تقدم يذكر في مسار اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية التي استضافتها جوبا مؤ?را وتعليق الاجتماعات لمدة شهر آخر . ويذهب محللون الى ان زيارات المعبوث الامريكي هذه المرة لم تأتِ بجدي على الرغم من الديناميكة التي تشهدها الساحة السودانية المحلية والاقليمية ، ففي الوقت الذي حدثت فيه مستجدات كثيرة منذ تسلم ليمان لملف السودان الاّ أنه لم يحرز اي تقدم في عدد من النقاط ،. ونقل مصدر حكومي رفيع ل( الصحافة ) تعجبه من الزيارات المتكرره للمبعوث الامريكي دون أن يكون هناك مردود ايجابي لتلك الزيارات وقال « نحن نتعجب عندما نعلم بنية المبعوث زيارة السودان ، مثلا فقد استمع ليمان من الحكومة لعدد من ا?ملاحظات للمبعوث في زياراته السابقة لكننا لانرى أي تقدم أو إشارات لوجهات النظر تلك في الزيارة الحالية « وأضاف « نسمع في كل مرة ذات النغمة من المبعوث ومن المسئولين الحكوميين على حد سواء ، لاجديد على الرغم من تحرك الساحة السودانية « . ويبدو أن الحكومة وضعت الكرة في ملعب الادارة الامريكية من حيث تطبيع العلاقات بين البلدين والسير بها نحو أفق ارحب، وحسب المروح فإن الولاياتالمتحدةالامريكية اذا ظلت منحازة من حيث القول ضد الحكومة السودانية ، ومنحازة من حيث القول والفعل مع دولة جنوب السودان فإن العلاقة بين البلدين?ستظل جامدة لا جديد فيها .