الشاعر الشاب خالد شقوري احد الذين نهضوا باغنية الطنبور في ربوع الوطن من خلال مجموعة كبيرة ومتميزة من الاغنيات الجميلة فهو صاحب مفردة نادرة وتناول موضوعي يحبذ اليك اغاني الطنابير ويجعلك تغوص فيها تأملا وعشقاً باعتبارها أغنيات تمثل جزءاً مهماً من الوطن وهو الشمال الحبيب بنيله وجروفه وضفافه ونخيله السامق المشرئب الى السماء دوماً. «الصحافة» وقفت على تجربة خالد شقوري في حوار على انغام الطنابير وايقاع الدليب.. ماهي العوامل التي شكلت وجدان وعالم شقوري؟ حبي للرسم وحبي للقراءة وخاصية التأمل والارث الجميل من الاغنيات السودانية خاصة اغاني الربوع اضافة لوجودي في بيئتي كسلا والقرير واقول لك ان احزان المدينة في الخرطوم ساهمت في تشكيل وجداني. هل للقصيدة عند شقوري زمان ومكان؟ القصيدة موضوع وتفاعل .. متي ما حل الموضوع ووجد التفاعل الوجداني تنساب القصيدة يمكن أن تكتب في اكثر الاماكن اخضرارا ويمكن ان تكتب في الصحراء ليلا أو نهارا.. ولدي قصيدة اطلت علي في نهار رمضاني غائظ في القرير وتغني بها الفنان عثمان اليمني . ماذا يقول شقوري عن تجربة نجوم الغد؟ نجوم الغد من اعظم التجارب لتقديم الشباب المبدعين في مجال الغناء وهو جهد عظيم للاستاذ المبدع بابكر صديق ولكن ماذا بعد انتهاء الحلقات واعلان الفائزين؟! لان المشكلة هي ان دعوات بابكر صديق التي اطلقها لقيام مؤسسة او كيان يرعى هذه المواهب ذهبت ادراج الرياح والكثير من الجهات لم تستجب لدعواته في قيام المؤسسة المطلوبة ويجب ان يتوقف النقد للتجربة ولهؤلاء المبدعين الشباب الذين اصبحوا على كل لسان ومن هذا المنبر اناشد الهيئات والمؤسسات دعم مشروع بابكر صديق لرعاية نجوم الغد الرعاية التي تجعلهم يمضون في مشوار الفن بخ?ى ثابتة وجادة. بعضهم يقول ان اغنية الطمبور تغيرت ملامحها كثيرا!! التغيير الذي حدث لاغنية الطمبور في مفرداتها امر طبيعي اقتضته ظروف التطور الذي صاحب كل الاشياء مثل العولمة وسهولة التنقل والاتصال والتداخل وطبيعي ان يجد شاعر الطمبور نفسه في بيئات جديدة ويخاطب الناس جميعا باعتبار ان الانسان ابن بيئته ولم تعد القرية او الحي هما كل ما يجده الانسان من معان.. والشعراء السر عثمان وحميد ومحمد سعيد دفع الله اغتربوا وادخلوا بعض المفردات المستحدثة وهكذا إلا ان آلة الطمبور وايقاع الدليب ظلا كما هما دون تغيير. رأي خالد شقوري في اغاني الشباب؟ اقول لك صراحة ان هناك مشكلة تواجه الفن في السودان سببها من يسمون انفسهم فناني الشباب والآن يسود الساحة الفنية نمط اغنائي دخيل وخطير وكل الفنانين الشباب يحاولون الغناء بطريقة واحدة لدرجة انك لا تفرق بين فنان وآخر واغنية واخرى وهذا الامر سيان في الكلمات والالحان ايضا وبعض الشعراء للأسف ساروا في هذا الدرب المظلم من خلال كلمات ضعيفة وركيكة وهي انها في تقديرهم ما يريده هؤلاء الفنانون الشباب لذا لابد للاغنية من شخصية متفردة حتى يستطيع المستمع ان يعرف الفرق بين هذا وذاك كما آن لهؤلاء الشباب الرجوع الى الأغنية ا?سودانية عند روادها الاوائل للاستفادة من مخزونها الابداعي الكبير لصقل مواهبهم. ما هو اثر المدينة على مفردتك الشعرية؟ الصدق في التناول وعشق الارض اشياء لا يمكن ان تذيبها بهرجة المدينة وزيفها لان قضيتي الاولى والاخيرة هي ارتباط الانسان بارضه فلابد ان اكون القدوة في ذلك من خلال ما اقدمه للناس. رأيك في الاذاعات الخاصة؟ كل مجال فيه الجيد وفيه الغث ولا اتوقع مع انتشار الاذاعات ان تكون كلها جيدة لكني اعيب عليها عدم الخبرة وترك الامر لكل من هب ودب ان يقف خلف المايكرفون ليخاطب الناس.. هذه مشكة واعتقد انه غابت تماما المواصفات المطلوبة في الشخص الاذاعي فدخل في هذا المجال اشخاص لا علاقة لهم بالاعلام ولا يملكون المواهب المطلوبة كما ان بعض الاذاعات تعمل على طمس الهوية السودانية وسارت في خط النمط اللبناني في العمل الاذاعي حتى في نطق حروف اللغة العربية بطريقة غريبة والحكم النهائي للمستمع طبعا. ماذا عن الغناء للوطن؟ انا هنا أوجه رسالة لكل الفنانين المتميزين ان يتناولوا قضايا الوطن في شكل جديد دون ان يكون لهذا التناول جهة معينة أو لصالح خط محدد .. غناء للوطن فقط على طريقة أنا سوداني .. افديك بالروح يا موطني .. وطنا الباسمك كتبنا ورطنا وهكذا. آخر قصائد شقوري ؟ لدي اعمال كثيرة ستظهر في المرحلة المقبلة وبعضها ظهر للمستمع للأخوة طارق العوض وياسر الحجير وخالد جبريل ومعاوية المقل ولدي قصيدة بعنوان «يا بانة» وهي اول تعاون لي مع الفنان جعفر السقيد كما لدي تعاون جديد آخر مع الفنان عبد القيوم الشريف بعنوان» يا تميرة» اما من حيث الشعر عموما فلدي ديوان شعر مصحوب بالصوتC.D تحت عنوان «سفر القماري» كما سجلت لي شركة نبتة للمبدع سيف الدين حسن عملا مصورا للفنان عبد الرحيم البركل باسم «الوصول» وهناك اعمال غنائية وطنية لحنها نزار الحميدي تغنت بها انصاف فتحي ورفيعة ابراهيم سجلت ?برنامج أفراح النيل كما لدي مدائح نبوية باسم سيد الأصول وسوق الدراويش للمادحة فيحاء محمد علي وعلى شرف العيد الخمسين لتلفزيون السودان هناك عمل غنائي قدمته المطربة صباح بهذه المناسبة هذا بجانب العديد من السهرات كما اعددت مشاعل غنائية في اطار مشروع كفالة العمل الحر وتشغيل الخريجين. تجربة حنان النيل بالطمبور؟ من انضج التجارب هي تجربة حنان النيل لأنها تعاملت معها بصدق وحرفية عالية وراعت كل شروط الاغنية فتحقق للثلاثة البومات التي قدمتها النجاح على الأقل في الفترة التي ظهرت فيها للناس وكان لي نصيب الاسد من هذه الالبومات من خلال اغنيات كثيرة اهمها «لينا واصل، تعال نغني، وطالعة منك» غياب حنان النيل عن الساحة الفنية واعتزلها الغناء اوجد فراغا لا يستطيع احد ان يملأه بأي حال من الأحوال .