دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    الرئيس التركي يستقبل رئيس مجلس السيادة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    «غوغل» توقف تطبيق بودكاستس 23 يونيو    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دارفور بعد القذافي بالخداع في طريق الضياع
نشر في الصحافة يوم 29 - 10 - 2011

نود منذ البداية أن نشير بكل وضوح ونقول إذا أرادت احدى دول العالم الثالث بوعي أو بجهالة أن تلعب مع الكبار في العالم أو اعطاء هؤلاء الكبار مساحة من أرضها لكي يلعبوا عليها يتعين عليها، بأن تكون على درجة من الوعي والادراك بقواعد اللعبة الدولية - السياسية والاقتصادية والاستخبارية والا - فإنها ستعرض بلادها إلى متاهات السيناريوهات الاستخبارية بكل ما تحمل هذه السيناريوهات من خداع وخبث وروث وتآمر استخباري على القدرات والمقدرات الوطنية وعلى الموارد الاستراتيجية وعلى القيم الاجتماعية، وما نشاهد اليوم من ثورات في جميع?بلدان العالم العربي لا يخلو في كثير من جوانبه من مظاهر السيناريوهات الاستخبارية المرئي منها فوق السطح والخافي منها تحت السطح الذي سيظهر فيما بعد. وبعد أمد ليس بالقصير وترجع الأسباب إلى تساهل بعض الحكام مع الكبار والسماح لهم مباشرة أو عبر أعوانهم في الداخل باللعب على أراضيهم بكل أدوات الملاعب السياسية والاستخبارية، وعلينا أن نعترف نحن في السودان وفي فترات عديدة منحنا الكبار وبعض الصغار ولا دراية لهم فرصاً عديدة لكي يلعبوا على ملاعب أرضنا السياسية سواء مباشرة أو عبر أعدائهم بالداخل. وكان الخلاف دائماً بين ال?ين يدركون قواعد اللعبة ويحاولون العمل لما فيه صالح الوطن والذين يدركون قواعد اللعبة ويعملون لصالح الكبار، وبهذا الخلل السياسي الوطني والانبهار «بالخواجات» الكبار والركود خلف الجاه والسلطة دخلنا وأدخلنا البلاد في دائرة الخذلان وخسرنا الأرض وخسرنا السمعة وأضعنا الوقت وأضعنا الارادة الوطنية، وكدنا ان نخسر بعضنا البعض نهائياً بسبب التمسك بحبال الجاه والسلطة واللجوء إلى الغير الأجنبي والجار المتآمر لحل مشاكلنا الداخلية، وأضحت السمة البارزة المطروحة في الساحة السياسية - التفاهم مع الغير - في أمور لا تهمه بقدر ما?تهمنا أمرا مقبولا ومرحبا به. في الوقت الذي يصعب فيه بأن يتفاهم بعضنا مع بعض بعيداً عن التدخلات الخارجية والعمل بالوكالة لمن يدعم ويدفع وبعيداً عن اشهار السلاح وقعقعة الرصاص وضياع الأرض والحرث والناس.
بداية نود أن نستأذنكم الوقت في صحبة استخبارية قد تمتد مع سيناريوهات قواعد خداع اللعبة الاستخبارية التي مورست على أرض الواقع في فضاء السياسة السودانية من قبل - أمريكا - تحس بأن بها قدرا لا يستهان به من الغفلة وضعف الخبرة الأمنية وأيضاً بها قدر من المتعة الذهنية بالنسبة للقارئ في الوقت الذي تراجعت فيه مساحات المتعة والبهجة في النفوس - لصالح - الانشغال بمصاعب الحياة المعيشية التي أضحت غير محتملة بالنسبة لقطاعات عريضة من الشعب السوداني وأصبح الحال في أمس الحاجة إلى وقفه لكي نتصالح ونتصارح مع - أنفسنا - ونعترف?بالخطأ بالفشل في تحمل المسؤوليات الوطنية من تلقاء أنفسنا حتى لا نزاح عبر ثورة سياسية ولا عبر ثورة شعبية يعبر من خلالها من أدمنوا الفشل في الماضي وإنما عبر ثورة ثقافية يعبر من خلال هذه الثورة جيل يصعد إلى دفة الحكم عبر آليات ومواثيق وقوانين يتراضى عليها - الجميع - جيل لا يهدم ولا يخرب ولا يحاسب ولا يسمح للاعبين بالتدخل، جيل جاء من أجل البناء ولديه رؤية سياسية واقتصادية واضحة لكيفية ادارة الدولة المعاصرة. جيل يعرف ماذا يريد الوطن وماذا يريد الشعب وماذا يريد العصر. وماذا يريد الأجنبي مننا ومانريده نحن من الأج?بي. جيل يدرك ان لديه من الامكانات البشرية والموارد الاستراتيجية ما يضع السودان في طريق النهضة والنماء. جيل يعلم بأن الأجنبي مشبع بوهم الهيمنة والغطرسة وفي فضاء المسرح الدولي هنالك السيناريوهات الاستخبارية والخداع الاستخباري وعليه أن يبدأ بالشك ويتخذ القرار عندما يصل بعد الدراسة إلى مرحلة اليقين وبدون تسرع في القضايا المصيرية. جيل لديه الارادة والعزيمة والاصرار ولديه الشجاعة ومهموم بثقافة الحوار والاعتذار والمحاسبة وإخلاء الموقع للأكفاء ولا يميز بين أبناء الوطن ويتحرى العدل ويحترم القانون ويكرم الانسان الذي?كرمه الله وفضله على المخلوقات الأخرى. هذه هي المعايير الربانية والوطنية التي ستخرجنا مما نحن فيه من أزمات عشناها ونعايشها اليوم منذ أن نال السودان استقلاله عام 1956. وندلف الآن إلى سيناريوهات الخداع الاستخباري ونبدأ ب:
الفصل الأول في الخداع الاستخباري: «إعادة الجنوب إلى المربع الأول»
وقبل الابحار في هذا الموضوع نريد أن نؤكد بأنه كان للعقيد القذافي صلات باطنية مع المخابرات الأمريكية C.I.A، وقد عمل بالوكالة ضد السودان لصالح أمريكا، وهذا ما سنوضحه في هذا الطرح بدأ الفصل الأول في الخداع الاستخباري عندما وافق السودان في عهد نميري باستضافة المعارضة الاريترية بقيادة عثمان صالح سبت وعبد الله ادريس وأسياس أفورقي ومجموعته والمعارضة الاثيوبية بقيادة ملس زيناوي في الجناح المدني والجنرال سيوم سويهات في الجناح العسكري. كان هذا ضمن برنامج السودان لمساعدة حركات التحرر الوطني الأفريقية ولم يسمح لهم بمب?شرة أي نشاط عدائي انطلاقاً من السودان ضد بلادهم وكان في البداية بالنسبة إلى المعارضة الاثيوبية ايواء ودعم معنوي فقط. وكانت علاقة السودان بنظام منقستو جيدة للغاية وعهد منقستو للرئيس نميري بأن يقوم بواسطة بينه وبين المعارضة الاثيوبية بالخرطوم بشقيها الاريتري والاثيوبي وشرع النميري بالفعل باجراء هذه المصالحة ولكنه ظهر تعنت من الجانب الاثيوبي بسبب تبعية الموانيء البحرية عصب ومصوع وسبب شروط تعجيزية من جانب المعارضة وأيضاً بشقيها ، الأمر الذي أدى إلى ايقاف هذه المساعي من جانب السودان.
ولا ندري ومازالت تراودنا الشكوك من الذين سمحوا للمعارضة الاثيوبية بالخرطوم لكي تتحرك ضد نظام منقستو انطلاقاً من الأراضي السودانية خصوصاً من الجبهات الاريترية بقيادة أسياس أفورقي، الأمر الذي شكل انزعاجاً للرئيس منقستو وقام بتقديم شكوى ضد السودان لدى منظمة الوحدة الأفريقية آنذاك . وسارعت المنظمة بعقد لقاء قمة بين الرئيسين نميري ومنقستو في فريتاون حاضرة سيراليون لبحث الخلاف، ولكن الاجتماع لم يستمر أكثر من خمس دقائق عندما أصر منقستو بتوجيه اتهام مباشر إلى السودان بمحاولة قلب نظام الحكم في اثيوبيا لصالح أمريكا ? وانفض الاجتماع وقفل الرئيس نميري عائداً إلى السودان وتأزم الموقف بين الدولتين وأفهمنا السفير الاثيوبي بالخرطوم بطريقة غير رسمية بأن هنالك أصابع أشار إليها بالاسم بتلعب بالعلاقات السودانية الاثيوبية لصالح أمريكا ، وفهمنا من خلال حدة حديث السفير معنا بأن الغضب وصل بالقيادة الاثيوبية العليا لدرجة التفكير الجاد لمعاملة السودان بالمثل باستقبال العقيد جون قرنق ودعمه إذا لم يوقف الجانب السوداني هذه الممارسات العدائية لاثيوبيا.
وقد تزامن هذا الحديث الحاد مع دخول الكتيبة 105 إلى البر الاثيوبي بقيادة سلفاكير وكاربينو كوانين ولحق بهم فيما بعد العقيد جون قرنق وجاءت حادثة ربكونا التي تم فيها اختطاف ثلاثة من العاملين من غير الأجانب في حقول النفط هناك من قبل مجموعة من المتمردين التابعين لجون قرنق وبسببها أوقفت شركة شيفرون المملوكة للادارة الأمريكية مشاريع استخراج النفط وقامت بقفل آبار البترول المكتشفة بالجنوب بحجة غير صحيحة هي عدم استتباب الأمن في تلك المناطق وانتهى الحال بين اثيوبيا والسودان بابعاد القنصل الاثيوبي من الخرطوم ، وبالمقاب? تم ابعاد القنصل السوداني من أديس أبابا ، واضاف البعض غير المدرك - لحقائق - الامور بعض الذرائع التي تبدو منطقية ، وحقيقة هي غير ذلك في مقدمتها تقسيم نميري إلى الجنوب واغفلوا مطالبة المجلس بقيادة جوزيف لاقو ومن بعده طمبرة لنميري بضرورة اتخاذ هذه الاجراء لأنهم يرفضون استعمار أبناء قبيلة الدينكا بالنسبة لبقية القبائل. ثم أعقب ذلك موضوع الشريعة الاسلامية التي عرفت بقوانين سبتمبر التي لم تطبق في الجنوب لأن الجنوب كان يحكم ذاتياً بأبناء الجنوب والمجلس التشريعي الجنوبي هو المسؤول عن اصدار التشريعات المتعلقة بحكم ?لجنوب ، ثم جاء بعد ذلك اعدام المفكر محمود محمد طه وهذا هو التعريف الذي هدم حقوق الانسان بالاضافة إلى ممارسات لتطبيق القوانين الاسلامية خاصة الحدود بالطريقة المستفزة لمشاعر الناس في الداخل والخارج. وتحسب مانحن بصدده فيه قدر من المآخذ ولكن ما يهم التذكير عليه هو انشغال الناس بهذه الأمور في الوقت الذي عبرت فيه سيناريوهات المؤامرة باعادة أوضاع الجنوب إلى مربع الحرب الأول عبرت مياه هذه البركة الأسنة على ظهر طرورة - نيلية - تحركها رياح الخبث الاستخباري واصابع المأجورين من أبناء الوطن في اتجاه الهدف المنشود وفق ?خطط اهداف استراتيجية بعيدة المدى سيتحدد على ضوء مسيرتها مستقبل جنوب السودان.
2) الفصل الثاني من سيناريوهات الخداع الاستخباري: تسليح العقيد جون قرنق
من المعروف في عهد مايو وصلت العلاقات السودانية الأمريكية إلى مرحلة متقدمة جداً خاصة بعد تصفية نميري لأقوى حزب شيوعي في المنطقة العربية والأفريقية وبعد اعترافه باتفاقية كامب ديفيد وصلت هذه العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية إلى درجة متقدمة جداً ولكن في طبع الغرب وأمريكا الغدر والخباثة والهيمنة وعبر هذه الخصال تستطيع - بأن تعيد - بمصالحها الاستراتيجية وتحقيقها عبر السيناريوهات الاستخبارية وعبر الخداع الاستخباري وعبر الأعوان حتى في ظل تحسن العلاقات مع الدول، وهكذا فعلت معنا أمريكا وع?ر أعدائها بالداخل استطاعت اقناع القيادة السياسية العليا باستقبال مجموعة الدكتور المقريف الاسلامية بالاضافة إلى عناصر اعلامية من اليمن الجنوبي في السودان من أجل اعدادهم عسكرياً بحجة واهية هي لتعيد النظام في ليبيا وارضاء للسعودية . ابعادها عن تأثيرات المد الشيوعي المرتكز في اليمن الجنوبي من منطقة الخليج. وتحجيم طموحات العقيد القذافي في غرب السودان وفي تشاد وفيما يبدو بأن الحجج التي طرحت في الناحية السياسية ووقائع الحال يحققها في مرمى القبول غير المرشد خاصة بأن الولايات المتحدة قد ابدت استعدادها بالكامل على ت?فير كل النفقات المالية والعسكرية لهذه المجموعة. وقامت بامداد عناصر اليمن الجنوبية بجهاز اذاعة متحركة موجهة إلى اليمن الجنوبي وبعد أن اكتملت الاستعدادات للقوة العسكرية الاسلامية وتحركت من السودان في اتجاه طرابلس عبر تونس قامت الولايات المتحدة مباشرة أو عبر أحد أعوانها باخطار العقيد القذافي الذي استقبل القوة عند باب العزيزية وبجوازاتها السودانية وكان أول قرار اتخذه العقيد القذافي هو اعلان تكوين حلف عدن الذي كان يضم كلا من ليبيا ومنقستو واليمن الجنوبي، بحسبان أنها دول تناهض أمريكا، ونكاية في السودان الذي يؤيد?السياسات الأمريكية في المنطقة. وكان القرار الثاني هو تسليح العقيد جون قرنق بكل أنواع الاسلحة، هذا التصرف الذي كانت تهدف له أمريكا ولم تستطع تنفيذه مباشرة لطبيعة ومتانة العلاقات السودانية الأمريكية في عهد نميري، ولهذا لجأت إلى هذا الأسلوب عبر طريق الخداع الاستخباري المعروف. ثم قامت ليبيا عبر طائرات الانتي نوف بضرب اذاعة أم درمان بحسبان انها الموقع الاعلامي الذي يستخدمه السودان اعلامياً ضد اليمن الجنوبي.
تقدم السودان بشكوى ضد ليبيا إلى مجلس الأمن وعقد اتفاقية الدفاع المشترك مع الشقيقة مصر وتم قطع العلاقات مع ليبيا واكتفت أمريكا بالادانة وامداد السودان بالمعلومات الخاصة بالطائرة التي ضربت اذاعة أم درمان. وجاءت بطائرات AWAKS لمراقبة الأجواء السودانية وأقنعت السودان بضرورة القيام بمناورات عسكرية مع الجيش السوداني تحت اسم (النجم الساطع).
والذي يقرأ هذا المشهد بدقة يرى فيه كثيرا من الواقعية من حيث المظهر والشكل، ولكن حقيقة المضمون غير ذلك، هو خداع استخباري ضلعاه هما العقيد القذافي - المنفذ - لعمليات تسليح قرنق وأمريكا - التي - قامت بخداع القيادة السياسية بقبول العرض الخاص باستقبال مجموعة المقريف الاسلامية واعدادها عسكرياً.
الفصل الثالث من سيناريو الخداع الاستخباري: «العين على دارفور»
في مطلع السبعينات تمكن الاخوة من قيادة الأمن العام بقيادة سعادة الفريق عبد الوهاب ابراهيم ونائبه المرحوم خليفة كرار.. تمكنا بعد أن هدأت الأحوال نوعاً ما في جمهورية تشاد التي شهدت أحداثا دامية تمكنا من اقناع الرئيس حسين هبري أقوى شخصية قيادية في تشاد آنذاك بالحضور إلى السودان للتفاهم معه حول الأوضاع في تشاد وانعكاساتها على غرب السودان وهو كان آنذاك خارج السلطة، ويتمركز هو ومجموعته من أبناء قبيلة القرعان في المناطق المتاخمة لحدود السودان وعندما تم دمج الجهازين العام والقومي تحت اسم أمن الدولة بقيادة سعادة ال?كتور لواء عمر محمد الطيب وغياب كل من السيد عبد الوهاب والسيد خليفة كرار من المسرح الأمن آلت كل مهام الأمن العام إلى أمن الدولة بما فيها الاشراف والتعامل مع حسين هبري وتولينا عن مسؤولية هذا الاشراف على هبري بحكم عملنا السابق في الشقيقة تشاد إبان الحرب الأهلية وما قبلها من الأحداث في مطلع الثمانينات وبدون أي مقدمات اتصل بنا مندوب المخابرات الأمريكية الموجود في الخرطوم وأبدى رغبته في مقابلة حسين هبري وكانت الحجج بعد المناقشة بأن العقيد القذافي لديه طموحات في تشاد وفي دارفور ويقوم بتغذية أبناء هذه المناطق بالس?اح بأنواعه المختلفة ويحرض أبناء القبائل المختلفة في تلك المناطق على العصيان والتمرد ويقوم بإعدادهم نفسياً ، وان الادارة الأمريكية تشاطركم الرأي بأن تشاد في حاجة إلى قائد يوقف طموحات وعبث العقيد القذافي في المنطقة، وهم يرون كما رأيتم بأن حسين هبري هو الرجل المناسب لهذه المهام، ونحن نريد أن نقدم له الدعم المطلوب للوصول إلى السلطة. وفيما يبدو لنا وفق محدودية الأفق الاستخباري لنا آنذاك، اتساع الأفق الاستخباراتي والاستراتيجي الأمريكي، بأن ما أبداه المندوب الأمريكي من حجج مقنعة بالنسبة لنا ،وعرض الأمر على قيادة ?لجهاز وعلى حسين هبري وكانت الموافقة السريعة من الجانبين ،وجاءت موافقة الادارة الامريكية على شروط هبري بأسرع مما نتصور، المهم استطاع هبري بالرغم من اعتراض منظمة الوحدة الأفريقية على استلامه للسلطة بالقوة، استطاع الاستيلاء عليها عام 1982 ، وهدأت الأوضاع في مناطق غرب السودان، واستطاع حسين هبري عبر المحكمة الدولية استرداد اقليم أوزو الذي استولى عليه العقيد القذافي إبان حكم الرئيس تمبل باي. وكانت المفاجأة في احدى زياراتنا إلى انجمينا، اكتشفنا كثافة التواجد الأمريكي في انجمينا، وأخبرنا مدير مكتب - الرئيس هبري - ?مدى اهتمام الأمريكان بغرب السودان خاصة دارفور، حيث أفادنا بكثرة تردد زياراتهم إلى دارفور، ولم يخطرنا هبري بهذه المعلومات في كل زياراتنا المتكررة لانجمينا بالرغم من صلابة العلاقة التي كانت بيننا ، وعندما عدنا إلى السودان وتغيرت مواقع الادارات في قيادة الجهاز بدأنا نلاحظ من على البعد هذا الاهتمام الأمريكي بدارفور، عبر زياراتهم المتكررة إلى تلك المنطقة بمساعدة وعلم بعض قيادات الجهاز في الصف الثالث، وظل اهتمام أمريكا بدارفور حبيس الكتمان، ولم نجد له أي مبررات في ذلك الزمان، وبتآمر داخلي ملحوظ وتآمر خارجي واقلي?ي معلوم. تم في عام 1985 ابعاد الرئيس نميري عن السلطة وسقط نظام مايو وحل جهاز أمن الدولة وغيبت ذاكرة الشعب السوداني عن متابعة أحداث هامة وخطيرة على قمتها اهتمام أمريكا بدارفور، واستمر نظام هبري في تشاد، وعند الانتفاضة في أبريل 1985 تم ترحيل مجموعات الدكتورالمقريف الاسلامية التي بقيت في السودان إلى انجمينا بواسطة أمريكا ارضاءً للعقيد القذافي أم خشية منه أم الاحتفاظ بها كخلايا نائمة لمقابلة متطلبات المستقبل وفق الاستراتيجيات الأمريكية المعدة سلفاً في المنطقة، لا أحد يعلم بالحقيقة!!
وقبل نهاية الثمانينات سقط نظام هبري بمساعدة السودان وليبيا وفرنسا ، وتسلم ادريس دبي وزير دفاع هبري السلطة في انجمينا، ولاذت أمريكا بالصمت غير المبرر على ذهاب هبري ، الذي جاءت به إلى السلطة، لماذا؟ وكل ما قامت به أمريكا قبل دخول ادريس دبي إلى انجمينا قامت عبر عملية عسكرية محددة باجلاء مجموعة الدكتور المقريف الاسلامية إلى خارج تشاد، ولايعرف إلى أين؟ وهكذا تخلصت أمريكا من نميري في السودان وهبري في تشاد وجهاز أمن الدولة وجاءت بادريس دبي ارضاءً لفرنسا والعقيد القذافي والنظام في الخرطوم، وفي 2003 بعد ضرب مطار ?لفاشر بقوات قادمة من انجمينا بدأت مشكلة دارفور في الظهور وبدأ نشاط العقيد القذافي في المنطقة من جديد، ودخلت دارفور في حالة من الفوضى وفشلت كل المحاولات لمعالجة أزمة دارفور، ودولت القضية، وكانت القوات الافريقية والتدخلات الأجنبية عبر المنظمات، وكانت الجنائية واسرائيل وكانت أبوجا وكانت الدوحة، ومازالت الأزمة بكل أبعادها تراوح مكانها في انتظار «صاحب الحل» الذي نحسب بأنه في الطريق بعد سقوط القذافي الذي خدع السودان استخبارياً في البداية بأهمية هبري في قيادة تشاد نكاية في العقيد القذافي. ثم تخلت عنه عبر تآمر واض? مع العقيد القذافي وفرنسا، وأخال النظام السوداني كان راغبا في تغيير هبري وغير مدرك للعواقب - المهم - ان أمريكا عبر هبري الذي مكر علينا لصالح أمريكا قد توصلت إلى دارفور ووقعت أعينها على موارد دارفور الاستراتيجية، موقعها في اتجاه الأطلس عبر تشاد والكامرون «ياوندي». وبعد سقوط العقيد القذافي أضحت ميناء طرابلس على البحر الأبيض المتوسط في المتناول.
الفصل الرابع من الخداع الاستخباري: «الانقاذ تعمل بالوكالة لحساب أمريكا»
إنهار الاتحادالسوفيتي وهرم كاسترو ووهن الاقتصاد الكوبي. اختفت اليمن الجنوبي من الخريطة السياسية عبر الوحدة اليمنية وبقى منقستو وحيداً تحت الخيمة اليسارية بلا سند.
تغير النظام الحاكم في الخرطوم لصالح الاسلاميين الذين لبعضهم سابق علاقات باطنية مع أمريكا وأضحت الخرطوم مجمعاً للعرب الأفغان والحركات الاسلامية المتشددة ، والعناصر المتمردة على حكامها، الذين قدموا إليها من كل جنوب في العالم. ومازالت المعارضة الاثيوبية بشقيها الاثيوبي بقيادة ملس زيناوي والاريتري بقيادة أسياس أفورقي تتواجد في الخرطوم وكلاهما لديه ارتباطات خارجية مع أمريكا واسرائيل - بصورة ما - وأخذ العقيد جون قرنق يتمدد في أراضي جنوب السودان مستخدماً الدعم اللوجستي والمادي الذي تلقاه من العقيد القذافي واليمن ?لجنوبي في السابق ومازال يتلقاه من منقستو وأمريكا واسرائيل في الحاضر.
وفي هذه الاجواء قررت امريكا - التخلص من نظام منقستو في اثيوبيا اليساري الاتجاه.. هذا النحي الامريكي جاء على هدف النظام المستجد في الحكم بالخرطوم في اتجاه اثبات الوجود والفاعلية، في لعب ادوار في الاقليم والنظام المستجد في الحكم دائما ما يطيع حتى لا يضيع مبكرا ، ويقال والله اعلم، بأن هيرمان كوهين المسئول عن الملف الافريقي في الادارة الامريكية يعلم الخرطوم، اجتمع سرا في الخرطوم مع كل من ملس زناوي واسياس افورقي وبعض الشخصيات السودانية... الذي اشير اليها بالاصابع في مكان سابق في هذا الطرح، من اجل تح?يد وتوزيع الادوار بين الاربعة اطراف. وبالفعل تم تحرك المعارضة الاثيوبية والاريترية انطلاقا من السودان وبمساعدة من السودان من اجل ازاحة منقستو عن السلطة، بالقوة العسكرية ولكن منقستو كان من الحكمة والتعقل، بمكان سهل عليهم ، المهمة وقبل بالشروط الامريكية، وترك الحكم وذهب الى زمبابوي لاجئا : وعقد مؤتمر من لندن حضره الجانب الاثيوبي والجانب الاريتري والجانب الامريكي والجانب السوداني.. وقرروا ان يذهب ملس زناوي لاستلام السلطة في اثيوبيا.، اسياس افورقي نال استقلال اريتريا، بعد استفتاء شعبي .. يقرر مصير ?ريتريا.
ولم يراع في اتفاق لندن ، وضع الموانئ البحرية ، عصب ومصوع ومدى انعكاسات ايلولة هذه الموانيء ، إلى اريتريا على السودان، وجعل اثيوبيا بكل ثقلها الافريقي من الدول (الحبيسة) ..
وليس امامها غير استخدام مينائي جيبوتي ، او بورتسودان الامر الذي كان الجانب السوداني يرفضه تماما، ابان مباحثات المصالحة.. مع اسياس افورقي في الخرطوم.
ولا نريد في النهاية ان نتعرض لما عاناه نظام الانقاذ في البداية من هاتين الدولتين. وما يتوقع ، السودان حدوثه في المستقبل لارتباط هاتين الدولتين بكل من اسرائيل وامريكا خاصة بعد انفصال الجنوب وما تلى انفصال الجنوب من احداث، كان لها عواقب وخيمة على امن واقتصاد السودان.
الفصل الخامس من الخداع الاستخباري : نيفاشا وانفصال الجنوب:
لا نريد ان نخوض في هذا الموضوع، لأن غالبية الشعب السوداني عاش وعايش هذه التجربة المريرة منذ البداية الى النهاية والتي كان بها قدر كبير في الخداع الاستخباري المخلوط المعالم.
والحقيقة التي نود ان نشير اليها، بأن الجانب السوداني بعد ان عُزل وطنيا وعربيا، وبقي وحيدا من مسرح التفاوض علي مصير السودان حقيقة. لم يكن يفاوض الاخوة في الجنوب وانما كان يفاوض امريكا.. والاخوة في الجنوب كانوا مجرد واجهة.. في انتظار قطف ثمر هذه المفاوضات المعروف نتائجها سلفا بالنسبة لهم ولامريكا..
الفصل السادس من الخداع الاستخباري: دارفور بعد العقيد القذافي:
يخطيء من يظن ان العقيد القذافي لم يكن يعمل بالوكالة لصالح امريكا في دارفور، ونحن نعلم بأن العقيد كان له صلات قوية مع المخابرات الامريكية ال C.I.A. ... ويخطئ من يظن بأن العقيد القذافي لم يكن يخشى او يخاف من امريكا..!
ويخطيء من يظن بأن انظمة السودان الحالية والسابقة عدا عهد نميري لم تكن تخشى العقيد القذافي.. وان العرف والمثل المتداول بين المجتمعات البشرية، يقول : الذي يخاف من الذي يخيف خواف وخايف من الفضيحة وكشف الاوراق الحقيقية المستورة . المثقلة بالفواتير الدولارية وخاصة.. ان العقيد القذافي كان لا يتورع اطلاقا في ان يضرب، اي نظام او حاكم تحت الحزام، حاولها مع نميري وفشل والكل يتذكر موضوع مال الكرامة في مطلع عهد نميري في تعامله مع العقيد القذافي..!
ويخطيء من يظن بأن غياب العقيد القذافي من مسرح السياسة العربية والافريقية ، سيعيد دارفور الى سيرتها الحلوة الاولى، ولا من السادة، الممسك بملف دارفور والذي صرح بالامس لبعض الصحف بأنهم رابحون في نهاية القذافي ونحن نقول لهذا المسؤول - يتعين عليكم، اعادة حساباتكم ونحن كنا شهود عيان بأن امريكا منذ عهدي نميري في السودان وهبري في تشاد قد وضعت اعينها واصابعها العشرة في اليدين والعشرة في الارجل - على طبيعة وحجم موارد هذا الاقليم الاستراتيجية ، والمت بكل احواله الاجتماعية، وتآمرت على النميري الذي كان يتعا?ن معها، وعلى هبري الذي اتت به الى السلطة في تشاد والذي مكر علينا ونسي بأن الله خير الماكرين، اتت امريكا بكل هذه الرذائل من اجل الوصول الى دارفور، عبر العقيد القذافي وعبر فرنسا وبمساعدة ديبي ، بعد هبري بخداع السودان بأبوجا الذي كانت مجرد محطة حدد معالمها ، وفشل مستقبلها المستر (زوليك) وان الدوحة، جاءت كمرحلة متفق عليها وعلى طول واطالة امدها ونحسب بأنها بعيدة عن تحقيق الغرض المعلن، الذي توصلت اليه وان الدكتور خليل ابراهيم وعبد الواحد محمد نور ومني اركو مناوي ما زالوا في ساحة الميدان ولديهم الاموا? والسلاح والخبرة والمعرفة بأحوال الاقليم ما لا يتوفر لغيرهم.. وما زالت طموحاتهم في الحكم متوهجة وارتباطاتهم الداخلية والخارجية قوية الفعالية وجاهزة للتفعيل..
وان الرئيس ادريس ديبي الذي جيء به الى الحكم في تشاد ، ليس هو الحاكم المتحكم في الشأن التشادي، هنالك دائما فرنسا احد اللاعبين الكبار في الارادة التشادية وفي ضرب نظام العقيد القذافي، وهنالك زعماء القبائل قبيلة الزغاوة وهم قيادات من ذوي البأس ولا يخالف لهم رأي ومن المؤكد لا فرق لديهم بين الدكتور خليل ابراهيم في السودان وادريس دبي في تشاد وكلاهما مصدر فخر واعزاز في نظر الزعامات القبلية، وكلاهما من ابناء القبيلة.. الذين يشار اليهما في تشاد والسودان.
اما الاتحاد الافريقي والقوات الافريقية، المتواجدة في دارفور بغياب العقيد القذافي تكون قد فقدت الدعم، المادي، وتحولت الكلمة والرأي..الى مجلس الامن، من خلفه امريكا، الطامعة في موارد دارفور هي وفرنسا حاولت عبر القرار 2003 ان تمدد مهمة هذه القوات في دارفور وبالرغم من تعثر تمرير هذا القرار .. الا اننا نعتقد بأنها، كانت محاولة، لجس النبض ، تحسبا لتهيئة المناخ في دارفور التي ستقوم كل من امريكا وربما فرنسا، بالدور المحوري في مستقبل هذا الاقليم، طمعا في الموارد الاستراتيجية المعطلة في باطن الارض?
واختتم هذا الطرح، بالقول، نعم ذهب العقيد القذافي الذي كان يعمل بالوكالة لامريكا في دارفور، وبعد خدعة القذافي عسكريا، لم يعد ، لحلف الناتو ضرورة عسكرية ولكن تبقى على ارض الواقع، سياسيا، امريكا وفرنسا واغلب الدول الاوربية اغلبها لديها قوانين، للنظام الجديد في ليبيا، عليه ان يسددها ونحن نعلم، الطريقة التي سيتم بها السداد خاصة عندما يكون النظام مستجدا في السلطة، ومحتاج الى الدعم ، المادي والمعنوي وعليه ان يطيع حتى لا يضيع..!
من المؤكد ستقوم هذا الدول عبر شركاتها باعادة بناء ليبيا من جديد خاصة ما لحق بها من دمار.. وتقوم بعض الدول باعادة وتسليح ليبيا من جديد ومساعدتها في بناء جيشها على احدث النظم العسكرية.
ومن المعلوم لدينا ان حلف الناتو الذي لم يخسر طائرة ولا طيار اتيحت له فرصة غالية في التدريب وفي اختبار فاعلية الاسلحة، التي استخدمت ربما لأول مرة في اجواء كانت غير متوفرة لها في الماضي...!!
وفي النهاية يبقى لنا سؤال تتعين الاجابة عليه؟
ان الاوضاع افضل للسودان، طرطشة العقيد القذافي ام - ليبيا - في ظل الهيمنة الكاملة الامريكية الفرنسية، وكلاهما طامع في موارد السودان الاستراتيجية وهذا مؤكد ...
وهذه الدول لديها من الآليات والنفوذ الدولي والاقليمي ما يخيف العالم، ونحن نتوقع استنادا على خلفية هذا النفوذ والقدرة، ومارشح من وسائل الاعلام، بتدفق كميات من الاموال والسلاح في دارفور وجنوبي كردفان والنيل الازرق آتية من الحدود الليبية ، هذه الاسلحة والاموال من المؤكد ستوضع تحت تصرف بعض القيادات المتعاركة مع النظام، وكل المطلوب منهم في هذه المرحلة هو احداث فوضى في تلك المناطق اي تهيئة المناخ امام المجتمع - الدولي - للتدخل بمقتضى الفصل السابع بحجة ما يحدث في تلك المناطق يهدد الامن والسلم في المنطق?.. وتتحرك القوات الافريقية ومن خلفها القوات الدولية لاستلام الاقليم انها ليست رؤية تشاؤمية ولكن في كل مسيرة هذا الطرح كنا نستند الى وقائع حقيقية عشناها وعايشناها ابان مواقعنا ومسؤولياتنا في عهد الرئيس الاسبق نميري: والغرض هو التنبه والتحسب حتى لا نفاجأ، بتحرك الرمال من تحت اقدامنا ويكفي بأننا فقدنا وفرطنا في الجنوب الغالي ، عبر الخداع الاستخباري ومن العيب علينا بان نخدع مرة اخري في مناطق عزيزة وغالية علينا - كدارفور وغيرها الذي يمثل شرق السودان اخطرها واكثرها اهمية بالنسبة للسودان..
والله وراء القصد..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.