أرجو التكرم بالسماح لي بأن ألج بابكم معلقاً على ما ورد بجريدة «الصحافة» بخصوص البيانات التي صدرت في عام «1958م» مؤيدة لانقلاب 17 نوفمبر، إذ جاء في جريدة «الصحافة» في عددها الصادر بتاريخ 22/10/2011 رقم «6552» صفحة «5» في حديث منسوب للأستاذ التيجاني الطيب بابكر بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة، أن هنالك بيانات تأييد أصدرها كل من السيد عبد الرحمن المهدي والسيد علي الميرغني عليهما رحمة الله، يساندان فيها انقلاب 17 نوفمبر 1958م، وأيضاً قال إن هناك بياناً آخر من السيد إسماعيل الأزهري رئيس الحزب الوطني الاتحادي ي?اشد فيه التزام الهدوء وترك الأمر للسلطة الجديدة لتمارس عملها بما يراعي مصلحة الشعب. البيانان اللذان أصدرهما السيدان الجليلان معروفان ومسجلان في أشرطة الإذاعة السودانية، وقد أُذيع بيان الإمام عبد الرحمن المهدي باسم السيد عبد الرحيم علي طه، والبيان الآخر باسم مولانا السيد علي الميرغني ينوب عنه سياسي معروف من مؤيدي طائفة الختمية. وجاء في بيان السيد الإمام عبد الرحمن المهدي: «لتطمئنوا جميعاً ولتغبط نفوسكم بهذه الثورة المباركة التي قام بها جيشكم الباسل.... الخ». وجاء في بيان مولانا السيد علي الميرغني الآتي: «لق? تقبلنا نبأ تسلم جيش السودان بقيادة ضباطه زمام السلطة في بلادنا، وأننا نأمل أن تتضافر الجهود وتخلص النوايا لتحقيق الطمأنينة في النفوس، كما نأمل أن نتوجه إلى الله المستعان أن يجعل في ما حدث الخير كاملاً والتوفيق شاملاً... الخ». لذا فالجمع بين بيانين للسيدين الجليلين يؤيدان فيه انقلاب 17 نوفمبر مع بيان مزعوم ومنسوب لرئيس الحزب الوطني الاتحادي السيد إسماعيل الأزهرى أمر يجافي الحقيقة ويفتقر إلى الدقة. ونشير إلى أن مثل هذا الاتهام ظهر في العام الماضي على صفحات صحيفة معروفة متهمةً الأزهري رئيس الحزب الوطني الاتح?دي بإرسال مندوب منه إلى المرحومين إبراهيم عبود وأحمد عبد الوهاب لتقديم واجبات التهنئة لهما وهذا ما لم يحدث، بل إن المندوب الذي أُشير إليه بالاسم وهو السيد خضر حمد لم يكن موجوداً بالسودان أيام الانقلاب إذ كان خارج البلاد مرافقاً لأخيه في رحلة علاج. وتبقى حقيقة تتعلق بالبيانين الصادرين عن السيدين الجليلين، فقد صدرا عن طرفهما بناءً على طلب من إبراهيم عبود ورفاقه ينشدون تأييدهما، ولم يتقدم نظام نوفمبر بمثل هذا الطلب لرئيس الحزب الوطني الاتحادي، وحقيقة أيضاً لم يتطوع الأزهري بأي بيان للتهنئة والتأييد رغم أنه كا? في المعارضة للحكومة التي أطاحها الإنقلاب، وإن كان مثل هذا البيان المزعوم موجوداً فعلى من يروِّج له عبء إبرازه إلى الملأ لكي تتضح الحقيقة للناس أجمعين. أما عن الوثائق المحفوظة والمعروفة عن تلك الفترة، فهناك مذكرة المعارضة لنظام 17 نوفمبر التي وقع عليها كل من رئيس الحزب الوطني الاتحادي إسماعيل الأزهرى والسيد الصديق المهدي وآخرون من زعماء المعارضة، من بينهم المرحوم عبد الخالق محجوب بجانب آخرين لا أذكرهم جميعهم الآن. وهناك أيضاً مذكرة كرام المواطنين المؤيدة لعهد عبود التي وقع عليها ساسة معروفون، نذكر منهم على سبيل المثال المرحومين عوض عبد الرازق والزعيم محمد نور الدين. وشكراً. المخلص/ أحمد الرفاعي