مجسم الكعبة الذي تم نصبه بالساحة الخضراء التي تقع جنوب مطار الخرطوم هدفت من خلاله هيئة الحج والعمرة كما اشارت الى تثقيف وتوعية حجاج بيت الله الحرام ،وازمة الحجاج العالقين بمطار الخرطوم منذ اربعة ايام جعلت الحجاج يطالبون الهيئة بتدريبهم في الاعوام القادمة على كيفية تحمل تأجيل الرحلات الجوية والبقاء لايام بالمطار. لتصبح بذلك متلازمة تأخير الرحلات البحرية والجوية من المظاهر التي تميز موسم الحج كل عام بالسودان ،ورغم ان حجاج البحر لم يواجهوا صعوبات هذا العام في رحلاتهم نحو الاراضي المقدسة ،الا ان حجاج الجو خاصة اولئك الذين اختاروا خطوط شركة صن اير واجهوا صعوبات جمة قضت ببقاء بعضهم لايام بصالة الحجاج بمطار الخرطوم ،علما انه بحلول مساء الغد تكون الخطوط الجوية السودانية قد فرغت من ترحيل الحجاج بعد ان كثفت من رحلاتها بواقع ستة في اليوم وتنتهي بذلك اذونات الهبوط الممنوح لها بمطارات المملكة العربية السعودية الخاصة بتفويج ?لحجاج ،فيما عجزت شركة صن اير التي رسا عليها عطاء نقل حجاج قطاع المؤسسات البالغ عددههم 1200 حاج ،وهم الذين تظاهر منهم المئات امس الاول أمام مطار الخرطوم مطالبين بالإسراع في ترحيلهم إلى الأراضي المقدسة، مما استدعى مجلس الوزراء ممثلاً في وزيره بالإنابة د. محمد مختار للتدخل، والاجتماع في صالة المغادرة بمطار الخرطوم مع د. عبدالملك البرير معتمد الخرطوم ومدير عام شرطة الولاية وعدد من الجهات ذات الصلة، وطالب المتظاهرون شركة «صن إير«» بترحيلهم إلى الأراضي المقدسة حسب الجدولة المعلنة من الشركة، وقالوا إنهم ظلوا عا?قين داخل مطار الخرطوم ليومين، واتهم المتظاهرون الشركة بعدم المسؤولية والاهتمام وقالوا إنهم لم يجدوا أي توضيح عن أسباب التأخير في الوقت الذي ظل فيه هاتف مدير الشركة مغلقاً. وأعلن د. محمد المختار عن خطة تم الاتفاق عليها لتفويج الحجاج المسافرين عبر شركة «صن إير» إلى الأراضي المقدسة وفك الاختناقات التي تحدث في عملية التفويج، وأكد ضرورة انسياب عمليات التفويج إلى الأراضي المقدسة على أن تقوم شركة «صن إير» بتفويج 460 راكباً أمس عبر أربع طائرات وأن يتم وزن العفش للحجاج وأن يتم تسليمهم كرت الصعود للطائرات كدليل على ?دية الشركة، وفي حالة عدم الالتزام كخطة بديلة تقوم شركة الخطوط الجوية السودانية بعمليات التفويج إضافة إلى التزاماتها السابقة. واخفاق شركة صن اير بحسب مراقبين يعود الى الخطأ الذي ارتكبته هيئة الحج والعمرة والطيران المدني بجاملتهما للشركة التي وقعت في موسم الحج الماضي في اشكاليات واضحة اسهمت في تأخير عودة الحجاج من المدينةالمنورة الى الخرطوم ومن ثم الولايات يومين ،وبخلاف ذلك يشيرون الى ان هناك شركات طيران اقليمية تتمتع بامكانيات افضل من صن اير ،وانه كان يجب ان تمنح فرصة ترحيل الحجاج وذلك لان اسطول صن اير لايتجاوز الثلاث طائرات ذات السعات الصغيرة ،وهو عدد في نظر خبير طيران فضل حجب اسمه غير كاف لمنح الشركة امتياز نقل الحجاج وقال ?ن هناك مجاملة واضحه في الامر وارجعه الى ان الشركة تحظى بحماية لم يحدد جهتها ، وشركة صن اير كانت في الاساس شركة ايروست التى تم انشاؤها سنة 1991 وفي العام 2008 وبناء على رغبة المساهمين تم ايقاف تشغيل ايروست والعمل على تشغيل صن اير، وتملك الشركة (3) طائرات ،و تعاقدت هذا العام مع قطاع المؤسسات وبعض وكالات السفر والسياحة لنقل مابين 3 الى 6 الف حاج. من جانبه عزا الكابتن سيف الدين مرزوق مدير شركة «صن إير» تأخير قيام 3 رحلات للشركة بتفويج الحجيج إلى الأراضي المقدسة منذ أمس الاول (الجمعة) بعدم وجود أذونات هبوط لمطار المدينةالمنورة، مشيرًا في حديث ل(الصحافة) ظهر امس إلى أنه قد تمت المعالجة بمغادرة رحلة صباح أمس الاول وقال: وانه تم تسيير 6 رحلات متتالية فجرامس ،وقال انه تبقى 500 حاج سيتم تفويجهم اليوم وبهم سيكتمل العدد المقرر ترحيله والبالغ 3 آلاف حاج، موضحاً أن الشركة تقوم بالترحيل عبر 3 طائرات متوسطة الحجم سعة 168 و148 راكباً ،كاشفا عن تسيير الشركة ?خمس عشرة رحلة منذ بدء التفويج ،ونفى تحملهم مسؤولية التكدس الاخيرة التي اشار الى ان الشركة تفاجأت بزيادة اعداد حجاج قطاع المؤسسات يوم الخميس من 1200 الى 2000 ،وقال ان هذا الامر الطارئ جعلهم يواجهون صعوبات بالغة يوم الجمعه خاصة في ظل عدم وجود اذن هبوط في ذات اليوم بالمطارات السعودية ،وقال ان الشركة تعاقدت مع طائرة (شبح) تسع ل540 راكب غير انها تعرضت لعطل قبل بدء التفويج ،واكد جاهزية الشركة لاعادة الحجاج الى السودان في المواعيد المحددة بعد انتهاء شعائر الحج. من جانبه أشاد محمد عبدالرحيم ماجد رئيس اتحاد وكالات السفر والسياحة بتجاوب مجلس الوزراء الذي أعطى الأولوية لمعالجة قضايا الحجاج المتكدسين أمام صالة المغادرة بمطار الخرطوم والالتزام بفتح ملف لهذا الموضوع مع كل الأطراف ذات الصلة ليتحمّل كل مخطئ وزر تجاوزه على أن لا يتكرر ذلك مرة أخرى، كما أشار إلى توجيه والي الخرطوم بتهيئة البيئة للحجاج ببيت الله الحرام وتقديم المشرب والمأكل لهم . والشاهد ان الحجاج شهدوا اوضاعا مأساوية قد تؤثر على طريقة ادائهم فريضة الحج الى الدرجة التي ايقن فيها البعض من عدم سفرهم الى الاراضي المقدسة ويبقى السؤال الاهم من المتسبب الحقيقي في ذلك الوضع؟ ومن يتحمل المسؤولية ؟والى متى تظل مثل هذه الظواهر غير الكريمة تطل بوجهها القبيح كل عام لتفسد عظمة المناسبة الدينية في نفوس قاصدي بيت الله ،والسؤال الاكثر اهمية ماهي المعايير التي تم بها اختيار شركة صن اير ،وهل ماردده الحجاج الغاضبون امس الاول ان الشركة (مسنودة).؟