* مدخل: هي قصة يرويها الرواة علناً في السابق وهمساً اليوم، وأرويها للوزراء الجدد الذين لم تتضح اسماؤهم بعد!! * نص: يحكى في زمان ليس ببعيد ، ان عين الحاكم رجلا فقيرا والياً على المسلمين ففرح الرجل وأهل بيته وجيرانه.. شد الوالي الجديد رحاله الى الولاية عازماً على سند الفقراء ومد يد العون الى كل محتاج ومسكين.. كانت الولاية مصدر خير كثير ويقصدها القاصي والداني للتبضع وقضاء الحوائج وتعتبر ولاية غنية.. يسيطر على مدخلات ومخرجات الولاية «7» افراد يمتلكون كل شيء ويعملون في كل شيء وكل افراد الولاية يعملون مع هؤلاء السبعة الكبار.. وصل الرجل الفقير «الوالي الجديد» الى الولاية وبدا الناس مرحبين به خاصة البسطاء.. شد عظماء الولاية أسرجتهم الفارهة وهوادجهم المذهبة تحمل نساءهم وقصدوا بيت الوالي.. * دخل الرجال على الرجل البسيط فهابهم ودخلت النساء على الزوجة فأحست بفقرها المدقع فكان ترحيب الانبهار والدهشة.. جاءت الاحاديث الرجولية مرحبة بالضيف وساردة تاريخ الولاية وعظمتها وقدم كل فرد من الضيوف انجازات وهمية تثبت وطنيته وحبه لمسقط رأسه وكان الوالي يهز رأسه معجباً ومؤمناً على ما يقال.. اما المرأة فكانت أحاديث ألف ليلة وليلة وللنساء أحاديث تشوق الى حب المال والسلطة والجاه فما كان من المرأة الا أن تصمت صمت المحرومين.. الراغبين.. اختتمت الأحاديث وقدمت الهدايا الى المرأة حلي ذهبية تضيء ليل فقرها الطويل وحرمانها الصديق.. اما الوالي قدمت اليه كرتونة صغيرة ولم يعرف ما بداخلها عندما فتح الكرتونة وجدها مليئة بفئات نقدية مختلفة اجنبية ومحلية.. فأزبد الرجل ونادى علي الحارس آمراً بارجاع النقود قائلاً «دي رشوة ولا اقبلها».. ضحك الحارس وقال للوالي غداً سوف تقبلها، وسوف تكون معي اذا غيرت رأيك يا سيدي او تغادر هذه الولاية.. * سكت الرجل وسكت الراوي الذي لم يوضح ان كان الوالي الجديد قبل الهدية ام خرج نقياً من ولاية الكرتونة!!!