رغم غياب دكتاتور مصر حسني مبارك عن المشهد السياسي، وانتهاء عهد سيطر على طول البلاد وعرضها، لايزال التناول الإعلامي المصري من خلال الدراما وحتى الإعلانات التجارية تعمل على النيل من الإنسان السوداني، وهو امر لا يتوافق مع روح ثورة الشباب والتطلعات لمصالح حقيقية بين شعبي الوادي. نقول هذا الحديث ونحن نتابع حالات الغضب وعدم الرضاء من خلال المواقع الالكترونية السودانية جراء إعلان تجاري فيه إيحاءات تقزم من الشأن السوداني، ولعل الأحاديث والإفادات التي ظهرت أخيراً من بعض السودانيين المقيمين في مصر من إطلاق النكات والسخرية منهم في الشوارع على خلفية الإعلان الساخر الذي ظلت تبثه قنوات الحياة المصرية وغيرها، والذي يتحدث عن تطوير الفول السوداني الذي ظل في حالة بهدلة ولم يطور نفسه منذ مائة عام، ويجزم الإعلان عن عدم بهدلة الفول السوداني بل يذهب الإعلان الى القول ان هذه الجهود «غيرت معنى سوداني?. ومن قبل كتبنا أن مسلسلاتهم ظلت تقدم شخصية عثمان البواب، على ان السودانيين هم من يعملون بهذه المهنة، وبعيداً عن كونها شريفة، فالإعلام المصري عبر جميع أدواته ظل على مدى عقود طويلة يسخر ويقزم دور الإنسان السوداني، وقد تابع المتلقي قبل اشهر محمد هنيدي يقدم عملا ساخراً من السودانيين، الذين يقدمون دائماً على أنهم نفر سود لا يجدون الا تنفيذ أوامر سعادة البيه وبغباء. ولا يعرف لماذا تصمت السفارة السودانية في القاهرة، عن مثل هذه الأعمال، وأين الملحق الإعلامي والتجاري؟ صدقوني أن إعلان الفول السوداني لو كان منتجاً آخر لأية دولة في إرجاء الدنيا لأقامت المعمورة ولم تقعدها، ولكن في السودان تعودنا أو قل عودتنا حكوماتنا على التحلي بأخلاق المسيح عليه السلام «من صفعني على خدي الأيمن أدرت له خدي الأيسر». إن أراد الجانب المصري للعلاقات أن تكون راسخة كما يزعمون، فعليهم أولاً تغيير تناولهم الإعلامي تجاه السودان، ويجب أن يعي إعلام مصر أن السودان الآن يستضيف أعداداً ضخمة من المصريين في مدن ود مدني والحصاحيصا والأبيض ودنقلا وبورتسودان والفاشر، وهم ينعمون براحة وفرص عمل ربما لم تتوفر لهم في بلدهم، ويعملون في أعمال تدر عليهم «دهب»، ونحن بهذا القول لا نريد المساس بهم، بل نريد أن يكون التعاون والتعامل باحترام وتقدير لما فيه خير الشعبين.