«البلاد في حاجة للاصلاح المالي والاداري والمواطن سئم من الكلام الكثير ويريد أفعالاً على الأرض». وهكذا استهل الأستاذ/ فتحي خليل حديثه خلال إعلان تشكيلة حكومة الولاية الشمالية الجديدة - ومن البديهي ان نشيد ونرحب بهذه الكلمات المضيئة والرائدة التي تأتي وبلادنا بأسرها تمر بمراحل عصيبة ودقيقة وحرجة كما هو المعلوم والمتداول هذه الأيام. وهنا في شمال السودان - وادي حلفا استبشر أهلكم خيراً بما ورد على لسانكم مؤخراً لا تعصباً ولا تعاطفاً مع أحد أبناء جلدتهم، ولكن ادراكاً منهم بأنك من أكثر الناس إلماماً بواقع حالهم وقضاياهم الرئيسية الملحة التي لازالت تراوح مكانها. وهذه المنطقة كما يعلم الجميع منطقة ذات خصوصية ووضعية اعتبارية بعد أن عصفت بها عاديات الزمان ، وقدر لها أن تمحي من على الخارطة ويشرد أهلها ليعانوا وإلى يومنا هذا من التشتت والضياع وعدم الاستقرار حيثما حلوا، وسنعرض وفي عجالة أهم القضايا التي تؤرقنا هذه الأيام ، ونتوقع ردكم الكريم علي? وقد سبق وأن توجهنا بذلك لكم. /1 معبر طريق وادي حلفا - قسطل - أسوان: يرى الكثيرون وبدون ترتيب ان أكثر القضايا التي كانت مثار نقاش مع الأخ الوالي والتي برزت هذه الأيام فجأة هي قضية "الطريق البري" وفي هذا الشأن تتلخص رؤية أهالي حلفا محلياً وعلى نطاق أبناء حلفا بالخارج في أن المشروع بتصوراته السابقة التي أعلنت من قبل يبدأ وينتهي بتهميش دور حلفا كمنفذ وميناء وسيؤدي إلى تجفيف منابع الرزق ووسائل كسب العيش الحلال، ومن هنا كانت المعارضة واضحة من المواطنين والجهات ذات الصلة - ومن ثم فالمقاومون لهذا المشروع اليوم بتلك الضبابية هم أبناء المقيمين الذين قاوموا التهجير وتمكنوا من ابقاء ه?ا الجزء العزيز من الوطن الكبير لينمو ويزدهر - ونختم الحديث في موضوع الطريق هذا بأقوال قاطعة قالها الوالي هي «لا ميناء بري على الحدود وفتح طريق وادي حلفا - قسطل - أسوان - سيتم التعامل معه في داخل مدينة وادي حلفا بمؤسساتها الحالية من جمارك وجوازات ومواصفات ....الخ» ، ولقد وجد هذا الوعد استحساناً كبيراً من المواطنين - المؤيدين لهذا الطريق الحيوي فوراً وبالتصورات والطريقة التي أعد بها من قبل. /2 ميناء وادي حلفا النهري «ميناء الشهيد الزبير» في هذا الشأن الهام الآخر هنالك اجماع واتفاق عام وسط المواطنين والمسؤولين على حدٍ سواء ان هنالك تدهوراً مريعاً وتدنياً واضحاً في مستوى الأداء لهذا الميناء الذي يمثل العمود الفقري والمصدر الرئيسي للعيش في هذه المدينة الناهضة ويعتمد عليه معظم السكان بمختلف تركيباتهم وهيئاتهم ومهنهم - وتتمثل المعوقات أساساً في الرسو والإبحار وصعوبة عمليات الشحن والتفريغ بسبب التذبذب المتكرر في مستوى مياه البحيرة وكثرة الشكاوى من مختلف الجهات من سوء الادارة وغياب التخطيط العلمي ، وقد كان قرار الأخ الوالي متوافقاً أجمع عليه الكث?رون من العاملين في هذا المجال، وقراره يتلخص في ضرورة إعداد دراسة فنية متكاملة عبر خبراء متخصصين أو بيت خبرة معروف لتحديد مكان ثابت للميناء والمنشآت المصاحبة بصورة تضع في الاعتبار التوسعات المستقبلية والمستجدات في البحيرة، وذلك كشرط لاستغلال المبالغ المخصصة لتطوير وتأهيل الميناء. /3 أسماك بحيرة النوبة «مصنع أسماك البحيرة»: تاريخياً فان هذه المنشأة قُدمت كهدية لأهالي حلفا بعد الإغراق من الحكومة الصينية لتنمية موارد المحلية والصرف على مشاريع التنمية والبنية التحتية - وعليه فإننا نرى اصدار قرار واضح في شأن أيلولة هذه المنشأة وفق أسس جديدة سواء عبر ملكية كاملة أو شراكات استراتيجية لتوفير المال اللازم للتوسعات المستقبلية وإعادة التأهيل، وفي هذا الشأن لقد رمى السيد الوالي الكرة في ملعبنا نحن الحلفاويين لتحقيق حلم أيلولة أسماك بحيرة النوبة للمحلية وشعبها وفي هذا المجال فليتنافس المتنافسون. والله ولي التوفيق صاوي محمدي بتيك وادي حلفا - مواطن