اختتم الفنان السوداني حسان علي أحمد معرضه "المخفي" الذي أقامه في جاليري "مشربية" بالدقي، في ثاني افتتاح للمعرض والذي شهد أيضا توقيع كتابه "الانتزاع" الصادر عن مطبوعات "الكتابة الأخرى". شارك الفنان بكتابه في البينالي الأول لكتاب الفنان الذي أقيم في أتيلية القاهرة منذ عده سنوات، كما انطلقت فكرة الكتاب من خلال ستة لوحات عرضها الفنان في بينالي القاهرة الدولي عام 2006 الذي فاز فيه بجائزة التميز "حتحور" تناول خلالها الحرب في دارفور وتهجير أهالي النوبة من بلدتهم . والفنان كان أحد هؤلاء الأشخاص المنتزعين من أماكنهم، فهو ابن "وادي حلفا" آخر مدينة في السودان تقع على الحدود المصرية، وهي تشبه "القرنة" التي تطل بيوتها على النيل والجبل في آن واحد، وقد تم تهجير أهلها بعد بناء السد العالي في مصر، وانتقلوا إلى "حلفاالجديدة" شرق السودان. وقد تميز حسان بأنه يعبر عن الأحداث الجارية في بعض أعماله، وكانت لوحات "الانتزاع" التي عرضها في بينالي القاهرة من أبرز هذه الأعمال والتي كانت أيضا عن الحرب في دارفور، ولكن ما يميز الفنان أنه مباشر وتلقائي في تعامله مع اللوحة بدون تحديد موضوعات مسبقة . وقد درس حسان على أحمد كل مراحله التعليمية في السودان، ثم التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الخرطوم، وذلك لعدم اقتناع والده بدخوله كلية الفنون الجميلة، لكنه كان يمارس الإبداع وقتها ويرسم من الطبيعة، حيث تأثر بالمدرستين الانطباعية والواقعية في بدايته، كما تأثر بالفنان العالمي فان جوخ وكان يحاول في تلك الفترة أن يستنسخ أعماله. وبعد تخرجه من الجامعة أراد أن يكون له بصمة خاصة يعرف بها داخل الوسط التشكيلي، فأقام أول معرض له في كلية الفنون الجميلة بالخرطوم، حيث لاقى قبولا كبيرا من الجمهور، فقرر أن يستمر في ممارسة الإبداع. عين بعد ذلك في هيئة المعارض ، تلك الوظيفة التي أتاحت له فرصة زيارة العديد من الدول التي شاهد فيها وتعرف على المتاحف والمعارض العالمية، مما أضاف إليه الكثير، وبعد أن تحددت ملامح فنه أنتقل ليعرض أعماله في بعض الدول الأخرى، وبعد فترة شعر أن الوظيفة تعوقه عن ممارسة الإبداع، فقرر أن يتفرغ للفن في عام 1992، وجاء منذ ذلك الوقت ليعيش في القاهرة لا يشغله سوى ممارسة إبداعه.