المقترح الأمريكى لتقسيم «جنوب كردفان» يتضمن عودة ولاية غرب كردفان وتعيين هارون أو آخر من قبل المؤتمر الوطنى «والياً» عليها ،مع تعيين الحلو من قبل الحركة الشعبية قطاع الشمال «والياً» على ولاية جنوب كردفان ، كحل لحين «اعادة العملية الانتخابية بالولاية»، مع منح جنوب كردفان «حكما ذاتيا» ، بجانب الشروع فورا في استكمال حلقات المشورة الشعبية بالنيل الازرق واعادة «الوضع الى ما كان عليه قبل اندلاع الحرب» ، المقترح الذى نفته السفارة الأمريكيةبالخرطوم عبر بيان لها فتح الباب لكثير من الاسئلة وجعل التكهنات سيدة المو?ف. المقترح بعيد عن الواقع مقترح تعيين الحلو واليا على جنوب كردفان استفز مشاعر عدد من الناس منهم مكى علي بلايل رئيس حزب العدالة الأصل الذي وصف المقترح ب«السخيف» قائلا انه لا يناقش من حيث المبدأ، معتبرا المقترح ان كان «أمريكيا» ينم عن جهل بطبيعة الأوضاع فى كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق ، كما ينم عن غرور وتعالٍ أمريكى ويؤكد الدعم الأمريكى للحلو وعقار ، وقال بلايل ل «الصحافة» الحلو مرفوض من قبل كافة المواطنين بجنوب كردفان وعلى مختلف مشاربهم السياسية واثنياتهم وسيقاوم من قبل المواطنين حتى لو قبل به المؤتمر الوطنى ! ، فيما أيده محمد?مركزو كوكو عضو المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى ،واصفا المقترح الأمريكى لدعم الحلو واليا ب«البعيد عن الواقع» قائلا «سيؤدى لتمردات جديدة فى المنطقة» ، وقال ل«الصحافة» ان الحركة الشعبية فى جنوب كردفان انتهت وأصبحت مرفوضة لدى الشعب السودانى ،مستدلا بما صاحب عملية اعادة تسجيل الحركة الشعبية من رفض عام ،مضيفا أن الحلو غير مرغوب فيه فى جنوب كردفان ولا يمكن أن يأتى واليا حتى ولو على جماجم المواطنين ،وأبان كوكو أن مقترح عودة ولاية غرب كردفان لم يتم مناقشته رسميا عبر« المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى» حتى الآن ، لافتا ا?انتباه الى أن مشكلة وضعية «منطقة لقاوة» احد الأسباب الرئيسية التى أدت لاذابة غرب كردفان ،وقال انها تشكل خليطا بين النوبة والمسيرية وبعض القبائل الأخرى . المقترح يلبي تطلعات الا أن شيبون الضوى أحد قيادات القطاع الغربى قال ل«الصحافة» عودة ولاية غرب كردفان محسومة وتلبى تطلعات وأشواق أهل المنطقة ،مؤكدا رفضه القاطع لخيار الحلو واليا لجنوب كردفان وقال انه مجرم حرب ومطلوب من قبل أهل الولاية للعدالة ،مطالبا الحركة الشعبية البحث عن قيادات بديلة وفك ارتباطها بالجنوب،فيما أيد عبد الرحمن كمبال أمير امارة أولاد حميد بجنوب كردفان المقترح الأمريكى بشدة ،قائلا ل«لصحافة» «يحتمل النقاش » والحذف والتعديل ويلبى تطلعات وأشواق قطاع عريض من أبناء جنوب كردفان ،وأكد كمبال أن فكرة تقسيم ولاية جنوب كرد?ان مكان اتفاق لدى قطاع عريض ضم المثقفين والادارات الأهلية والسياسية من أبناء الولاية لتقسيم الولاية الى «ثلاث ولايات» ،غرب كردفان «منطقة المسيرية» ،ثم المنطقة الوسطى «كادقلى الكبرى والدلنج الكبرى» وهى تمثل «اثنية النوبة» وقد ظلت تقاتل على مدى أكثر من «20» عاما ،فالمنطقة الشرقية «تقلى القديمة » والتى حملت السلاح دفاعا عن السلام عبر تاريخها الطويل ، ويرى كمبال أن المقترح الأمريكى يمكن تعديله وقال انه يرضى جميع الأطراف . الاتفاق الإطارى «مرجعية » استبعد الدكتور الطيب زين العابدين المحلل السياسى المعروف أن يكون المقترح أمريكيا ،كما لا يستبعد أن تحاول أمريكا احداث مزيد من التقسيم فى السودان على أسس عرقية سواء بدارفور أو جنوب كردفان أو النيل الأزرق ،ولكنه عاد وقال ل «الصحافة» مادام السفارة الأمريكية نفت المقترح ينبغى التركيز على الرؤية التى قدمتها السفارة الأمريكية ،ووصفها ب«المعقولة» لوقف الحرب بالمنطقتين والسماح لايصال المساعدات الانسانية للمتضررين ،وأن يجلس الطرفان «المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية فى الشمال » فى مائدة الحوار لحل الاشكاليات العالقة ?ويرى زين العابدين أن الحل العسكرى «غير وارد» وطريق شائك دون الوصول لنهاية ،قائلا طالما الحكومة اختارت السلام مضحية بوحدة البلاد ، ينبغى عليها أن تستمر فى ذات الاتجاه لأجل وحدة ما تبقى من السودان ،ويرى زين العابدين أيضا أن «اتفاق أديس أبابا الاطارى» يمكن أن يشكل مرجعية يبنى عليها بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال ،للوصول لتسوية سياسية ،ولا يرى المحلل السياسى أى مانع أن يصبح الحلو «واليا لجنوب كردفان»، فى سبيل انهاء الحرب التى أزمت موقف السودان اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، قائلا دفعنا الثمن فى انفصال ا?جنوب ولم نجد مايمنع فى الشمال ،فى سبيل الحفاظ على وحدة ما تبقى من السودان ، وتخوف زين العابدين أن تتتطور الاتهامات المتبادلة بين الخرطوم وجوبا لتجدد المواجهة العسكرية بينهما. تداول سلمى للسلطة فيما اعتبر صلاح بريمة نمر الناطق الرسمى باسم اللجنة السياسية لأبناء جبال النوبة بالمؤتمر الوطنى المقترح الأمريكى «عملية اختبار» للأطراف ،ووصفه ب«حمال الأوجه» قائلا ان عودة ولاية غرب كردفان تمثل رغبة أهل القطاع الغربى ، وقد بشر بها هارون ضمن البرنامج الانتخابى كما أكدها رئيس الجمهورية ونائبه الأول ،واتفق بريمة بشأن تعيين الحلو واليا لجنوب كردفان مع بلايل وكوكو ، وزاد أن الحلو مجرم حرب وتسبب فى ارتكاب فظاعات لأهلنا ولابد أن يقدم لمحاكمة ومرفوض لدينا حتى فى المركز ،وأضاف هارون والي منتخب ،كما لا تحتمل ولاية ?نوب كردفان غير التداول السلمى للسلطة عبر صندوق الانتخابات وهذا ما تواثقت عليه كل القوى السياسية بالولاية ، كما أيد بريمة كل من محمد تية وكافى طيارة أمراء من منطقة البرام قالوا ان الحلو مرفوض لدينا واذا أمريكا تريد أن تفرضه علينا نقاتلها كما نقاتله حتى الرمق الأخير وسوف يقاتل من بعدنا أبناؤنا ونساؤنا ،ووصفوا الحلو ب«المتسبب فى اشعال فتيل الحرب فى جنوب كردفان » ،قائلين الحلو دمرنا اثنيا واجتماعيا واقتصاديا ،الا أن بريمة عاد وقال لا بأس أن يكون هنالك اتفاق سياسي مع «الحركة الشعبية» كحزب جديد حركة سياسية سلمية?منزوعة السلاح وب«عناصر جديدة» . تقليعة جديدة لم يخف كرمنو معارضته الشديدة لعودة عقار «واليا» على النيل الأزرق ،واصفا المقترح ب«التقليعة الجديدة» قائلا انه أحد صور الدعم الذى ظلت تقدمه أمريكا لمالك عقار ، لافتا الانتباه الى تدافع مواطنى النيل الأزرق لمحاربة عقار خير دليل على رفض هذا الشعب له ،مضيفا أن الحركة الشعبية أدخلت الرعب فى قلوب أهل النيل الأزرق فأصبحت الآن محل رفض ولايمكن أن نقبل بعودتها بنفس الصورة ،وفى أبلغ رسالة ودليل على كره أهل النيل الأزرق لمالك عقار ما قاله ل«الصحافة» عبد الجليل علي ومحمد التوم وآخرون من مواطنين من سكان النيل الأزرق حمل?ا السلاح لنقاتل عقار كرها له وللحركة الشعبية ولا نقبل بعودتها ،حمل ادريس البلال من المؤتمر الشعبى بالنيل الأزرق ،المؤتمر والوطنى والحركة الشعبية مآلات الأوضاع فى الولاية، وقال المقترح الأمريكى مرفوض وكافة الحلول المستوردة مرفوضة ولا تأتى للسودان بخير ، مبديا ترحيبه للحلول الوطنية، واعتبر البلال اتفاق الأحزاب السياسية بالنيل الأزرق بما فيها المؤتمر الوطنى الحل الأمثل ، وقال البلال رغم موقفنا الثابت من الانتخابات والمؤتمر الوطنى والحركة الشعبية الا أننا نرفض عودة مالك عقار للولاية . ومازالت الأراء وردود الأفعال تتباين بين الرفض والقبول والجرح والتعديل وسط فعاليات المجتمع المختلفة ولكنها تتفق جميعها أن هنالك مشروع مقترح أمريكى لتسوية مشكلتى جنوب كردفان والنيل الأزرق سياسيا فى الطريق ، بينما رفضت الحركة الشعبية عبر منسوبيها المقترح ونسبته للمؤتمر الوطنى ،وأعلنت الحكومة السودانية أيضا رفضها للمقترح وقالت انه «لا يناقش أصلا»، رغم ذلك يرى المراقبون بصيص أمل وخطوة مراجعة من قبل الطرفين لتسوية الخلافات ،وقالوا ان الحرب أضرت بالسودان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وألحقت ضررا بليغا بالمواطنين سي?ا بجنوب كردفان والنيل الأزرق ،ويرون أن ايقافها ضرورة قصوى وذات أهمية ، داعين الطرفين «الحكومة والحركة الشعبية - قطاع الشمال» العودة لطاولة المفاوضات .