عقب فراغ امام المسجد العتيق بمصنع سكر الجنيد من خطبة عيد الاضحى المبارك وكما درجت العادة، تعانق المصلون وتبادلوا تهانئ العيد في اجواء فرايحية بدت من تعابير الوجوه نابعة من القلوب، ولأن الدين الحنيف يحض على التصافي والتسامح ولأن موروثاتنا تذهب في ذات الاتجاه، مضى اثنان من مواطني الحي الشمالي على ذات طريق المحبة والتسامح، رغم انهما كانا على خلاف، ليشكل تعانق جبر الله البدري «أبو إبراهيم» ومحمد إبراهيم سعيد بخيت «دنقس» لوحة جميلة قوبلت بإعجاب وفرحة عارمة من قبل الذين تابعوا المشهد المؤثر الذي طوى صفحة الخلاف ?لعابر الذي جمع بينهما، ليؤكدا أن التسامح والتصافي متلازمتان لاعياد المسلمين، وهذا ما اكده لاعب الكرة بالحصاحيصا الكابتن وليد الضاي الذي كان من الذين ذرفوا الدموع سعادةً بتصافي جبر الله ودنقس، وقال إن مثل هذه المشاهد والمواقف تؤكد عظمة الدين الإسلامي الذي يدعو لمكارم الأخلاق والتسامي فوق الجراحات والصغائر، وأشار إلى أن الأعياد تعد سانحة طيبة لمبارحة محطات الأحزان والخلافات والصراعات، مشيراً الى ان الخلاف من سنن الحياة ولكنه يجب ألا يفسد للود قضية بين المتخاصمين، ويشير يسن رمضان إلى أن الشجاعة الحقيقية تتجلى?في إقدام الرجل على الاعتذار اذا وقع في خطأ، كاشفاً عن أن المجتمع السوداني لا يعرف الخصومة الدائمة ولا الفجور فيها، وان ما يحدث من خلافات يكون بمثابة سحابة الصيف التي سرعان ما تنقشع بعد تجاوز المتخاصمين محطة الغضب، وقال إن تعاليم الدين الإسلامي تحث على التماسك والتعاضد والتسامح، وان كل مسلم مطالب بالتمسك بها وانزالها إلى ارض الواقع وعدم الانصياع وراء رغبات الشيطان الذي يعمل علي الوقيعة بين المسلمين. وما حدث بمدينة الجنيد تكرر كثيراً في أيام عيد الاضحى المبارك، فكم من متخاصمين تعانقوا، وكم من جلسات صلح وجودية عقدت بين فرقاء بهدف إعادة المياه الى مجاريها بينهم، ويقول الأستاذ عثمان الطيب إن الاعياد الدينية تعد سانحة طيبة لممارسة فضيلة العفو، مشيراً الى ان الكثيرين ينتظرون العيد لاعادة مد جسور الإخاء والتواصل مع آخرين كانوا على خلاف معهم، مرجعاً الامر الى الاجواء الروحانية التي تحيط بأيام الاعياد التي يكون فيها المسلم والإنسان بصفة عامة في وضع نفسي جيد وانجذاب ناحية الدين وتعاليمه السمحة، ويضيف قائلاً: إن?المجتمع السوداني بات في أمس الحاجة لنبذ الخلافات والصراعات والضغائن التي لم تورثنا سوى التباعد، ولم نجنِ من ورائها غير السراب، وأعتقد أن عيد الأضحى هذا العام كان فرصة طيبة لممارسة الكثير من تعاليم الدين والموروثات السودانية مثل التواصل والتعاضد والتسامح. وفي تقديري أن البعض تأخذه العزة بالإثم ويكابر رافضاً الاعتذار رغم أن الاعتذار من أنبل وأروع الممارسات الإنسانية التي تدل على التحضر والوعي والتقوى، والاعتذار ليس ضعفاً بل قوة ولا يمارسه إلا الأقوياء الذين يخشون الله ورسوله، ويرفضون أن يستمر خصامهم أكثر من ?لاث ليال. وتمنت المواطنة بالحاج يوسف هنادي عبد الرحمن أن يتجاوز الجميع الخلافات وينبذونها، وقالت إن الإسلام دين سمح ويجب أن يتصف الجميع بصفاته السمحة.