بعيد عطلة عيد الاضحى وفي اول يوم يستأنف فيه الطلاب الدراسة ، وجدوا اجواء مفعمة بالسياسة في انتظارهم ، لم تخطر ببالهم ، فهم لم يتعودوا عليها ، غير ان الساحة السياسية ظلت صامتة طوال الفترة الفائتة ، فقد جرت العادة الانتخابية في جامعة الخرطوم ، بأن تقام الانتخابات في الفصل الدراسي الثاني ، حيث تكتمل كل العوامل لقيامها ، ولكن خلال الاعوام الاخيرة تراجعت زمنيا الي الفصل الدراسي الاول ، وعلي الرغم من المعوقات التي تحول دون قيامها ، فوجود نسبة من الطلاب الذين لم يكملوا تسجيلهم كانت من المشكلات التي يقف عندها ال?لاب ، ففي السابق كانت تعالج بالسماح لهم بالتصويت بشهادة القيد التي يكون عليها ختم مسجل الكلية ، الا ان هذا العام لايسمح للطلاب بالتصويت الا بالبطاقة الجامعية ، وفقا لما ذكره محدثونا من ممثلي الطلاب . ولأن البدايات كما يقال تقود حتماً للنهايات فان ما يجري من نقل لآخر تجربة انتخابات شهدتها الجامعة ينذر بشبح سقوط النصاب . الذي ابدت التنظيمات السياسية تخوفها من تكرر ذات السيناريو مرة اخري ، ولكن مراقبين لما يدور في الساحة السياسية بجامعة الخرطوم حملوا التنظيمات المسؤولية ، واصفين اياها بانها ظلت حبيسة الخطا? التقليدي وتفتقر لحداثة الخطاب ، وهي صاحبة السهم الاكبر في هذا التراجع الذي تشكو منه الساحة الطلابية . وكانت لجنة انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم المجمد منذ العام 2009 فررت بدء اجراءات المنافسة لاتحاد جديد اعتبارا من اليوم وتستمر حتى موعد الاقتراع في 22 نوفمبر الجاري ، وقال مدير ادارة الاعلام بجامعة الخرطوم عبد الملك النعيم أحمد في تصريح أمس الاول ان لجنة الانتخابات التي شكلها مدير الجامعة برئاسة عميد الطلاب السابق البروفيسور أبوبكر علي أبو الجوخ وتضم 13 من ممثلي التنظيمات السياسية أقرت الجدول الزمني للانتخابات الذي يبدأ بنشر كشوفات الناخبين على مستوى الكليات اعتبارا من اليوم وتستمر العملية حتى الاقتراع?في الأربعاء 22 الجاري واعلان النتيجة في اليوم التالي . وبالفعل نشرت الكشوفات في جميع كليات جامعة الخرطوم ماعدا كلية الهندسة في مجمع شمبات والي حين الرابعة عصرا لم تنشر اي كشوفات في هذه الكليات بحسب ماقاله القيادي برابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين فهد عبد الواحد في حديثه ل«للصحافة»، واضاف ان التنظيمات السياسية بالجامعة قد ابدت تحفظها علي قيام الانتخابات في هذا التوقيت ولكنها لم تجد مخرجا الا المشاركة وأن تقويم الجامعة لا يزال غير مستقر ، محتجا علي فرض قيام الانتخابات بهذه الكيفية ، واشار الي ان الجمعية العمومية هذا العام تزيد عن الانتخابات السابقة بفارق?5000 طالب مايعني مزيدا من الاصوات ولكنه تخوف من سقوط النصاب لهذا العام ، لأن الطلاب بعيدون تماما عن ساحات النشاط السياسي، واردف ربما تعيدهم السياسة الدائرة حول السودان غير ان النشاط اثناء الحملة الانتخابية يأخذ طابعا جذابا من ناحية الخطاب والحشد الطلابي . الا ان القيادي برابطة الطلبة الناصريين محمد عثمان في حديثه ل«للصحافه» قال ان لجنة الانتخابات المكونة معظمها من الاساتذة والطلاب فيها اقلية ، مشيرا الي ان قرار تحديد زمن الانتخابات كان محسوما ، قبل ان يشكك في حيادية اللجنة ، وقال ان ادارة الجامعة بررت قيام الانتخابات في الفصل الاول بحجج وصفها بالواهية ،وتوقع ان تكون القائمة موحدة هذا العام بالنسبة لتحالف القوي الوطنية الديمقراطية ولم يستبعد ايضا ان تكون هنالك تحالفات علي الجانب الاخر . فيما تظل قضية التحالفات الانتخابية من الثوابت التي تشغل الطلاب والشارع في العمليات الانتخابية الطلابية حيث لم تكن كعادتها في آخر انتخابات نقابية ، وفي هذا تقول العضو السابق لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم شيماء عبيد عبد الرحمن ان اخر انتخابات شهدت انشقاقا في الصف الوطني بسبب قوي وطنية ، فكانت صدمة لطلاب المعارضة بسبب انقسامات حادة داخل جسم التحالف الوطني الديمقراطي بسبب خلافات قدمت فيها التنظيمات مصلحتها الشخصية علي الطلاب ، وذكرت ان الخلافات التي حدثت وقتها ، كانت بسبب البحث عن الأمانات، اضافة للموقف من الان?خابات ذاتها فشهد جسم التحالف ابتداءً خروج الطلاب الأنصار حزب الأمة «القومي» باعلانهم المقاطعة المبدئية لمجمل العملية، فيما تبعهم في ذلك الشيوعيون وطلاب الحركة الشعبية وحركة مناوي بكيان التحالف الوطني، بينما ظلت تنظيمات الاتحادي، المستقلين، البعث، الناصريين، الجبهة السودانية المتحدة جيش تحرير السودان جناح عبد الواحد في ذات خندق المقاطعة ، وان كان في وقت لاحق وخندق تحالف القوى الوطنية الديمقراطية الذي استطاع حيازة الأربع دورات الأخيرة ، وتوقعت شيماء ان تكون الحملة الانتخابية فاشلة لهذا العام لوجود عدد كبير ?ن الطلاب خارج النطاق السياسي ، غير انهم لديهم رأي واضح في طرح التنظيمات الموجودة الان في الساحة الطلابية التي بات حضورها من الطلاب يصعب الوصول الي عقله ، قبل ان تختم حيثها بأن قيام اتحاد في جامعة الخرطوم بغض النظر الي من يؤول يحتاج الي معجزة ، فمنذ وقت ليس بالقليل لم ينتظم قيام الاتحاد عامين علي التوالي وانما يجمد عاما ويحيا عام اخر وكل ذلك بفعل فاعل .