هناك العديد من العوامل أدت الى تنمية الوعي السياسي المبكر لدى انسان «أتبرا» خصوصا عمال السكة الحديد الذي كان لهم الفضل الأكبر في تحريك العمل السياسي الجماعي. بحكم وضعها الذي هيأ لهم فرص التجمع والتحرك وأمدهم بسلاح لم يكن يتيسر لغيرهم كالأضراب عن العمل والتظاهر والتنظيم الدقيق وفرص نشر ادبيات المعركة عن طريق عمال القاطرات الذين يسافرون على مختلف الخطوط الحديدية الى مدن السودان المختلفة ولعل هذه العوامل وغيرها أسهمت في توحد الحركة العمالية وصولا الى تكوين النقابة التي بدأت بهيئة شئون العمال بقيادة الزعيم سلي?ان موسى والتي قادت النضال ضد المستعمر البغيض ولاقت الكثير من المتاعب وهي تدافع عن قضايا وهموم عمالها وشهدت الفترة من الخمسينات الي اليوم تسلسلا في التكوين النقابي لعمال السكة الحديد الذي سار على ذات النهج في الانتماء للعمال في ورش السكة الحديد ومن ابرز من تولوا قيادة نقابة عمال السكة الحديد عبر الأنظمة المختلفة سليمان موسى وموسى متي والسيمت وعباس الخضر وغيرهم . والنقابة الحالية لعمال السكة الحديد تكونت في 29/3/2011 بقيادة الأستاذ عماد الدين حسن عثمان في أجواء وفاقية سادت المؤتمر العام بحضور 108 مناديب وفي ?ذا الصدد يقول الأستاذ عماد الدين خريج القانون جامعة النيلين الذي وصل لموقع الرئاسة من دائرة الورش وهي اكبر هيئة نقابية من حيث العدد... ان همهم الأول هو التركيز على وحدة العمل النقابي الى جانب قضايا العاملين والوطن حيث خرج المؤتمر العام بعدد 56 توصية على رأسها وقف تشريد العاملين تماماً تحت أي مسمى مثل الخصخصة الى جانب الارتقاء بمرفق السكة الحديد وفك الاختناقات الوظيفية في صفوف العمال والموظفين. ويشير الى ان السكة الحديد كهيئة قد عانت كثيرا في السنوات الماضية مما أدى الى التدهور الشديد في كل أقسامها واداراته? ولعل عملية تحسين ايرادات الهيئة والنهوض بها اقتصادياً كان من اولويات مديرها العام المهندس مكاوي والذي في عهده ارتفعت الانتاجية للطن المرحل الى مائة الف طن في الشهر ... وعلى الصعيد الاقتصادي لزيادة دخل الهيئة يوضح رئيس النقابة العامة لعمال السكة الحديد أن المدير الحالي وضع سياسة إنضباط اقتصادية للشركات التي تستقل خطوط السكة الحديد في مجال النقل والترحيل ولديها قاطرات خاصة بها لكنها لا تسدد للسكة الحديد ما عليها من التزامات مالية ظلت تتراكم من عام لآخر حتى كبلت السكة الحديد عن التطور والنمو وألزم هذه الشركا? بالسداد الفوري لالتزاماتها والإستفادة من العمال والفنيين التابعين للسكة الحديد دون استقدام عمالة من خارجها.. من المعلوم أن السكة الحديد على طول تاريخها كانت لديها شرطة خاصة بها يطلق عليها شرطة السكة الحديد تصرف أجورها على الفصل الأول مرتبات إلا أن المدير الحالي الزم وزارة الداخلية بأن تتحمل مرتبات منسوبيها ولعل ذلك قد ازاح عبئاً ماليا كبيرا على ميزانية الهيئة.. في جانب الانحياز لقضايا العاملين يوضح الأستاذ عماد رئيس النقابة العامة لعمال السكة الحديد أنهم وبموافقة ادارة السكة الحديد العليا قد نجحوا فى فك ?لاختناقات الوظيفية للعمال والموظفين وحقق هذا مردوداً جيداً فى اْوساط القواعد لان الترقى وسيلة لرفع الانتاج من جانب العاملين كما أن الادارة تمكنت من اقناع الادارة بحل قضية المعاشيين الذين يتقاعدون عن العمل ببلوغ السن القانونية لكنهم يعانون من الحصول على استبدال نهاية الخدمة والمعاش الشهرى والان استلم كل الذين تقاعدوامستحقاتهم حتى شهر ابريل 2011م وهذا لم يحدث فى تاريخ السكة حديد على الاقل فى السنوات الاخيرة كما أن النقابة اتصلت بالدكتور غلام الدين عثمان اَدم المسئول عن الاسكان القومى والذى وافق على قيا? سكن شعبى بمدينة عطبرة لصالح عمال السكة حديد وبدأت الخطوات التنفيذية فى هذا الصدد كما ان شركة السككيون ومساهمة منها فى تسهيل البناء العاملين الذين سيمنحون سكناً شعبيا فانها شرعت فى استيراد ماكينات لتصنيع الطوب البلك والذى سيمنح للعاملين بشروط ميسرة . وعن التطور المتوقع للسكة حديد فى المستقبل يوضح الاستاذ عماد ان الهيئة الان تسعى لتأهيل ثمانية قاطرات أمريكية الصنع وخمسة قاطرات المانية وتقدمت عدد من الشركات بعطاءاتها لهذا العرض وذلك لدعم القوى الساحبة كما أن الادارة العليا شرعت فى شراء خمسة قاطرات جديدة ?من الصين . كما أن السكة الحديد نجحت فى أن تنافس الشركات فى نقل الاسمنت بثمانية عشر جنيها للطن فى حين أن الشركات تنقل الطن بخمسة وأربعين جنيهاً وأسهم هذا فى دعم اقتصاديات السكة الحديد بشكل ملحوظ . وحول التعاون بين النقابة العامة والمدير العام للهيئة يوضح رئيس النقابة ان الصراعات في الماضي اضرت كثيرا بالعاملين بالسكة الحديد في حين ان السكة الحديد كانت تقود النهضة الاقتصادية لهذا الوطن لذا فقد عملت النقابة على تهيئة الأجواء تماما لراحة العاملين حتى يرتفعوا بالانتاج وتعود السكة الحديد سيرتها الأولى وفي آخر ل?اء للمدير العام مع العاملين بعطبرة وجد استقبالا كبيرا من قبل القواعد خاصة وانه أوفى بالتزامه تجاه قضاياهم واعاد مبدأ التحفيز المادي بعد ان غاب هذا النهج طويلاً. هذا هو جهد نقابة العاملين بالسكة الحديد أم المصالح كما كان يطلق عليها فهل تستطيع هذه المصلحة العريقة في ان تعود تدعم الاقتصاد الوطني وتقرب المسافات كثيراً كما يقول د. عبد الله علي ابراهيم؟