المحترم طالعت بألم شديد وانتباه محزن عمودكم يوم الثلاثاء 18/10/2011م بعنوان «طالبة جامعية تعيش على الكوشة » فتأكدت أن صحافتنا بخير ، ما دامت هى العين الساهرة على آلامنا وتعرف مشاكلنا وعللنا وتعرضها هذا العرض الجاذب الذى نأمل أن يجد أذناً صاغية وقلباً واعياً من المسؤولين ويساعد فى حلها . وأراك يا أخ حيدر كنت واثقاً من أن المعنيين بالأمر قد تفاعلوا مع تلك الفتاة وبذلوا ما فى وسعهم لحل مشكلتها . . . نأمل ! فى أقل من اسبوع كتب الزميل أحمد حسن محمد صالح فى مفارقاته عن « أوضاع بنات الداخليات» وهى قصة محزنة أخر? أيضاً ولذا أراك قد فتحت الباب واسعاً لهذا النوع من القصص التى لا تنتهى «اجمالى وقطاعى» وبما أنك قد نبهتنا الى هذا النوع من القصص «القطاعى» ... الأخ حسن أثار النوع الآخر «الاجمالى» وهانذا أضيف اليكما _ عبركم وفى عمودكم _ قصة محزنة من النوع نفسه عسى ولعل تثير المسؤولين وتنبههم . فقصتى وجدتها أكثر حزناً وأكثر فجيعة بعد أن نظرت لتفاصيلها وفصولها الدقيقة ، هذه القصة يا أخ حيدر هى قصة 195 معلماً « أضف الى كل معلم ثلاثة فقط من أفراد أسرته ليصبح اجمالى موضوع القصة أكثر من خمسمائة فرد» يعانون شظف العيش وذل ا?فقر والفاقة. هؤلاء المعلمون« كانوا ضمن مجموعة كبيرة » كانوا باليمن وجاءوا الى الوطن فى اطار العودة العكسية للمهاجرين « ونداء الوطن كما يقولون » واستقبلتهم الحكومة «وزارة التربية والتعليم الاتحادية» التى اتفقت معهم على استيعابهم فى ثغورها المختلفة ووزعوا على ولايات السودان المختلفة عام 2006م .رحبت كل الولايات بهم واسكنتهم فى وظائفهم وأعطتهم درجاتهم الوظيفية ومقاماتهم التى تليق بهم ..الا ولاية الخرطوم ، حيث وضعوا فى أدنى درجات السلم الوظيفى ، أعطوا أوضاعاً أقل بكثير من أوضاعهم االمتفق عليها ، ولم يمكٌنوا من ع?لهم المناسب لهم ، فعلى سبيل المثال فان أحدهم فى الدرجة الثالثة الوظيفية ويتُوقع بعد عام أن ينتقل الى مكتب التعليم ، سكٌن فى الدرجة الثامنة ليعمل معلماً فى المدارس الطرفية ، وأخرى فى الدرجة الثانية «تُرشح » بعدعام لتكون مديرة تعليم ، توزع فى مدرسة ريفية بعيدة عن الادارة وعن سكنها . ولكن هؤلاء المعلمين قبلوا هذه الأوضاع نسبة لظروف البلد وظروف أسرهم _ كما يقولون_ وظلوا يطالبون بحقوقهم ويؤدٌون واجبهم فى نفس الوقت منذ تعيينهم فى 2006 بالرغم من كل الظروف المعيشية ، والالتزامات الحياتية التى يعرفها الجميع . كيف ذلك ؟ فى سبيل المطالبة بأنصافهم واعطائهم حقوقهم وأوضاعهم التى يستحقونها قابلوا المسؤولين فى الولاية والمحاكم والصحف ومكاتب العمل وغيرها دون جدوى ...ولكنهم لم ييأسوا من المطالبة بحقوقهم ولكن الخيارات أصبحت أمامهم قليلة «حسب قولهم » منها مقابلة السيد والي ولاية الخرطوم الذى _ بحسب قولهم _ يثقون فى أنه سيتفهم مشكلتهم وسيحلها بإذن الله .. والا فسيلجأون الى الخيارات الأخرى كما يقولون . صديق البخارى كاتب صحفى ومستشار بوزارة العمل