تهشّم جاري عندما استعانت السُبل بصولجان أسود ليحرسها، وحالما استقرت كتلة فراغ هاربة أسفل جيبه، قرّر بكامل قواه العقلية أن يقضي بقية عمره في البحث عمن أربك مسيرة الشعر. مفار قة الأعمى الذي يريد أن يشتري قدراً من الكهرباء، ليضيء بها غرفته، ويحتفي بسهرة رأس السنة، لم يلتزم بمسار الصف، الحوار الذي أجراه مع الأطرش، الذي يريد أن يسدد فاتورة هاتفه، ويهنئ حبيبته بالعام الجديد، لم يكن مهذباً، انتهزه موظف الشباك الأعرج فرصة، وأغلق نافذته، وهرول ليسجل اسمه في سباق المئة متر رجال، وأكتفيت أنا في ذلك اليوم بتسديد رسوم المغادرة.. وبقيت. عناية الصاروخ الذي داهم أمي من الفضاء وأندس في طستها وسط الثياب المبتلة بالماء لم يفزعها. رفعت ماعون الصابون الساخن وصبته في مقدمته وبحجرٍ سنين كانت تستعمله في حك كعب الرجل حكت به جلد الصاروخ.. وبمشابك قديمة علقته في حبل الغسيل.. وعندما أنزوت الشمس جانباً مررت على جسده مكواة الفحم.. فجت له مكاناً في دولابها ووضعته بعناية وسط قنابلها الذرية.