تحولات عميقة طالت الحياة السودانية في اعقاب تزايد وتيرة الحراك الاقتصادي والاجتماعي اضافة للتطورات المادية العالمية التي مكنت الانسان من الحصول على العديد من التقنيات والادوات التي يسرت اسباب الحياة. في السودان ظلت محلات الغسيل والمكوة علامة بارزة في كل الاحياء والمجمعات السكنية بالمناطق الحضرية بل جاء على هذه المحلات حين من الدهر كانت خلالها العلامة الابرز التي توصف بها المساكن فكم من وافد جاء لاول مرة ووصل لوجهتها بعض وصوله الى دكان الغسال في الحي غير ان الدهر قد قلب ظهر المجن للغسالين فطالها الجفاف واغلقت تماما لتزيد عدد المحال التي جفت بفعل السياسات والزمن. من اهم الاسباب التي ادت التى تجفيف محلات الغسيل والمكواة غياب الزبائن وعكوفهم عن التردد على تلك المحلات برأي آدم اسحق صاحب احد المحال التي ما زالت تناطح من اجل البقاء ببري انه بات قلقا بسبب تراجع اعداد الزبائن لدرجة انه سرح عددا من العاملين بالمحل كما انه مطالب باخلاء الدكان بسبب فشله في دفع الايجار عن الثلاثة اشهر الماضية مشيرا الى ان صحاب المحل وجدوها سانحة للتخلص منه برغم انه ظل ملتزما بدفع الايجار طيلة الخمسة والعشرين عاما الماضية. آدم هرون صاحب احد محال الغسيل قال ان السبب في عكوف الزبائن عن محلات الغسيل والمكواة الواقع الاقتصادي الذي انحدر بحياة الغالبية والتي كانت تسمى في الماضي بالطبقة الوسطي وهنا تدخل عبدالله وهو احد الصبية الذين تخلوا عن العمل مع هرون قائلا بان غالبية الاسر لم تتوقف عن الغسيل والمكواة بسبب وضعهم الاقتصادي المتردي وانما لسبب انتشار الغسالات فكل اسرة باتت لديها غسالة كهربائية، ويرى عبدالله بان النسوة بتن يصررن على اقتناء الغسالة وقمن بالدخول في الصناديق الخيرية وسموه صندوق الغسالة، ويقول عبدالله انه محظوظ جدا ف?عد ان استغني آدم عن خدماته التحق بالعمل في بنشر باحدى الطلمبات وبات يتفرج على بعض اعمال المكانيكية في مجال السيارت وصار تلميذا يعتمد عليه مشيرا الى انه لو كان يدري بالفائدة التي نالها الآن لكان قد توجه للمكانيكا منذ تركه المدرسة عندما كان عمره عشر سنوات وطالب عبدالله جميع الصبية العاملين بمحلات الغسيل والمكواة بالتوجه لتغيير تلك المهنة التي باتت مهددة بالتجفيف مؤكدا ان مجالات المكانيكا والكهرباء وغيرها افضل واكثر عائدا. محاسن التوم ربة منزل اكدت ان الغسالات باتت متوفرة بالمنازل وانهم لا يحتاجون الى محلات الغسيل بينما ما تزال تعتمد علي المكوجي في ملابس زوجها فالاولاد والبنات يعتمدون على انفسهم في كي ملابسهم. وعن كيفية حصول اسرتها على الغسالة قالت محاسن بانها حصلت علي الغسالة بفضل البيع بالتقسيط الذي بات يوفر الادوات والمستلزمات المنزلية، وكشفت محاسن التوم بأن اسرتها ليست الوحيدة التي حصلت على الغسالة بالاقساط فمعظم الاسر بالحي حصلت على الغسالات والمستلزمات الاساسية من محلات البيع بالتقسيط، وثمنت دور الشركات التي تعمل في م?ال البيع بالاقساط مؤكدة انها اسهمت بقوة في راحة النسوة. وتضيف ابتهال الصديق ربة منزل ان تواضع الاقساط اسهم كثيرا في تخفيف العبء عن الاسر مشيرة الى ان ارتفاع سعر الغسيل والمكواة بات هاجسا بعد ان تجاوز الجنيه الواحد للقطعة بل ان اصحاب بعض المحلات دفعوا الاسر دفعا الى مقاطعة دكان الغسال عندما وصلوا بالسعر الى جنيه ونصف عن القطعة الواحدة ما دفع بعضهم الى البحث عن سبل لاقتناء الغسالة فكان التوجه الى محلات البيع بالتقسيط، علمان ان القسط لا يتجاوز في اغلب الاحيان المائة جنيه بينما ترك امر المكواة الى البنات وال?بناء وبذلك تمكنت الام من القيام بكل الغسيل بعيدا عن العدد.. لاول مرة عدد كبير من الاسر تمكنت من الحصول على الغسالات عبر البيع بالتقسيط ليأتي ذلك خصما على محلات الغسيل والمكواة واصحابها وصبية المحال.