أعلن المؤتمر الوطني تبنيه لقيادة الحوار حول الدستور المرتقب لتحقيق التوافق الوطني . وأكد في توصياته التي أصدرها في ختام مؤتمره التنشيطي الثالث ليل أمس حرصه علي تطوير الديمقراطية والشورى الواسعة للتوافق علي القضايا الوطنية وتهيئة المناخ للوصول لحركة حزبية ذات برامج واضحة والاستعداد لبناء شراكة وطنية في كافة مجالات الحياة. وجدد التزامه بتطوير الحوار مع دولة الجنوب داعياً الجنوب للتعاون الإيجابي ولتأسيس آليات للعمل المشترك بين الدولتين والحزبين لتحقيق السلام والاستقرار مثمناً دور الاتحاد الإفريقي ولجنته رفيعة المستوى في دفع جهود الحوار بين الجانبين . وجدد المؤتمر الوطني التزامه تنفيذ مطلوبات اتفاقية سلام دارفور واتفاقية الشرق وإنجاز المشورة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق وعودة النازحين واللاجئين في دارفور وحسم التمرد. وأشاد المؤتمر في توصياته بدور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى في الحفاظ علي أمن البلاد واستقرارها. وأكد التزامه بتحقيق مشروعه النهضوى لمكارم الأخلاق وتمكين الدين في الحياة العامة والدفع بمرتكزاته التي تقوم علي الشريعة والنظام الفدرالي كمبدأ لتوزيع السلطة والثروة واعتماد النظام الرئاسي للحكم واعتماد وثيقة الحقوق في الدستور . كما جدد الحزب في توصياته التزامه بتنفيذ برنامجه الانتخابي وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين والحد من الفقر والتوسع في التمويل الأصغر ومكافحة البطالة وتشغيل الخريجين وترشيد الإنفاق. وأكد تبنى منهج ثقافي وسطي يقوم علي التسامح والحرية المسئولة وتنمية الروح الإبداعية والاهتمام بالتعليم والطفل والشباب والمبدعين والإعلام. وجدد المؤتمر الوطني حرصه علي إعتماد سياسة خارجية تقوم علي استقلال القرار الوطني وإقامة شراكة مع دول العالم والدول الصديقة والشقيقة بجانب دعمه لقضايا التحرير والشعوب المسلمة. ونادت خمس أوراق عمل قدمت في المؤتمر التنشيطي ، بإصلاح سياسي يشمل التشريعات والقوانين، ومناهضة الفقر ومكافحة البطالة، وتطوير النظام الديمقراطي الشورى، واعتماده منهجاً لإدارة الدولة مع تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية. وأشارت ورقة الموجهات السياسية إلى ضرورة تقوية هياكل الدولة، وتسريع المساعي للتعامل «الحكيم والحازم» مع بؤر التوتر والتمرد بالبلاد وتعزيز التجديد السياسي. ودعت قيادة الحزب لحوار حزبي شعبي حول الدستور، والنظر في خيار الفصل بين النيابة القائمة ووزارة العدل والإبقاء على مفوضية الانتخابات ومفوضية حقوق الإنسان. وفصلت ورقة الموجهات العامة، تحديات المرحلة المقبلة في تحدي التعصب والغلو والانتقال من مرحلة تأسيس المشروع الإسلامي في بناء الدولة إلى تمليك المشروع للشعب. ودعت موجهات الاقتصاد والعدالة الاجتماعية إلى مناهضة الفقر ومكافحة البطالة واستنباط موارد حقيقية من مخرجات الاقتصاد السوداني. ودعت الورقة ، لمجابهة تحدي العولمة والتدخلات الخارجية وإنفاذ الإصلاح السياسي الشامل، وإصلاح التشريعات والقوانين وبسط سيادة حكم القانون على القوي قبل الضعيف. كما طالبت بالتجديد السياسي ومواجهة النزاعات والتمرد واحتواء آثاره بجانب مجابهة تحدي الإعلام الجديد. وأكدت ورقة الموجهات الفكرية، ضرورة تعزيز الهوية الإسلامية وبسط الحريات، تعزيز مدنية الحكم والهوية السودانية، بجانب تطوير النظام الديمقراطي الشوري، واعتماده منهجاً لإدارة الدولة مع تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية. وقالت ورقة العلاقات الخارجية إن أولويات المرحلة تتطلب توظيف طاقات الحزب وتعبئة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والرأي العام السوداني والأحزاب الشقيقة والصديقة للدفاع عن مصالح السودان، بجانب تطوير آليات الحوار مع دولة جنوب السودان. وشملت الأوراق التي ناقشها المؤتمر، الموجهات العامة، الموجهات السياسية الاقتصادية، العدالة الاجتماعية، الخدمات، الموجهات الفكرية والثقافية والإعلامية والتعليمية فضلاً عن العلاقات الخارجية. وخاطب الجلسة الختامية للمؤتمر عدد من الضيوف وممثلي القوى الحزبية والدول حيث أكد محمد بن عبد الله السليطي رئيس الوفد القطري حرص الحكومة القطرية ودعمها للسلام في السودان. وأوضح أن بلاده قامت بدعم المباحثات الخاصة بدارفور حتى تكللت بتوقيع وثيقة الدوحة بين حكومة السودان وحركة التحرير والعدالة بقيادة دكتور التجاني سيسي، مشيراً إلى أن هذا الدعم يجئ في إطار السياسة الكلية التي تنتهجها دولة قطر تجاه المساهمة في حل النزاعات وتعزيز السلام والأمن في البلدان العربية والإسلامية وشتى أنحاء المعمورة من جانبه قال حمزة منصور الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن أن جلسات المؤتمر تخللها حوار جاد وتقديم للمسيرة والانطلاقة الحقيقية للسودان الذي يزيد كل يوم شموخاً ورفعة . وأشاد بالقيادة السودانية لدورها في تحقيق السلام علي الأرض وأمنت الحدود مع دول الجوار وربطت جسر التواصل بين القارة الأفريقية . أما عباس زكريا عضو اللجنة المركزية بحركة فتح فذكر أن الوفود خرجت بانطباع بأن السودان يسير في الإتجاه الصحيح في ظل التحديات التي تواجه الأمة العربية الإسلامية ومنطقة الشرق الأوسط مؤكداً أن السودان حقق إنجازات كبيرة في كافة المجالات. وأضاف أن إسرائيل التي لا تريد حرية ولا ديمقراطية للأمة الإسلامية وتحاول زعزعه أرادة كل عربي حر وشريف فشلت أمام السودان. وكان في ختام المتحدث من ضيوف المؤتمر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي حيث كشف أن السودان دعم ثوار ليبيا سياسيا من خلال جامعة الدول العربية، وبالمال والسلاح أيضا، معربا عن تقديره لهذا الدور المناصر للثورة. وأشار عبد الجليل إلى أن السودان كان له دور فاعل وكان شريكا حقيقيا في الثورة حيث تبرع بالسلاح والذخائر لثوار الجبل الغربي عن طريق تونس، مضيفا أنه لولا المعونات العسكرية السودانية التي وصلت عبر الصحراء والحدود لما أمكن لمدينة «الكفرة» أن تتحرر من فلول النظام السابق. وذكر رئيس المجلس الانتقالي الليبي أن نظام القذافي ساعد ومول المتمردين في السودان ، واعتبر أن السودان كان أكبر المتضررين من ذلك النظام ، وأن الشعب السوداني «ذاق الأمرين من القذافي» . وأكد عبد الجليل أن أمن السودان هو أمن ليبيا والعكس « وأن مستقبل العلاقات بين البلدين سيكون أكثر تطورا من أي وقت مضى ، مشيدا بما وصفها «المواقف الفاصلة» للسودان في الثورة الليبية . ونوه بأن التعاون الوثيق والاستثمارات المتبادلة ستميز المرحلة المقبلة في علاقات السودان وليبيا ، مشيرا إلى أنه ستكون هناك قنصلية سودانية في «الكفرة» بالإضافة الى قنصلية بنغازي والسفارة السودانية بطرابلس .وأشاد عبد الجليل بالاتفاق الذي توصلت اليه حركتا فتح وحماس بالقاهرة أمس باتحاد الصف ونبذ الخلاف .