يكتنف الغموض مواقف الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في قضية المشاركة في الحكومة.. حتى الآن لم يعلن الحزب بشكل رسمي الحصيلة النهائية لحواره مع المؤتمر الوطني في تفاصيل المشاركة .. ويرى مراقبون أن إعلان الوطني في مؤتمره الأخير انه ملتزم فقط بتنفيذ برنامجه الانتخابي استنادا على تفويض الناخبين ربما يقطع الطريق أمام مشاركة الاتحادي الديمقراطي الأصل ..اما على صعيد ولاية القضارف فالأمور واضحة تماما بالنسبة للحزب فقد رفضت الهيئة التنفيذية في قرارين منفصلين المشاركة... هذه التطورات إلى جانب التخوفات من حدوث انشقاقا? أخرى في جدار البيت الاتحادي ودواعي رفض القضارف للمشاركة جملة وتفصيلا طرحناها على نائب رئيس الحزب بالولاية الأستاذ على عثمان عمر المصري.. ٭ لماذا رفضتم المشاركة في الحكومة القادمة؟ - لان المشاركة تخالف دستور الحزب ومبادئه التي تنص على مناهضة الأنظمة الشمولية عسكرية كانت أم مدنية ومقاومتها بصلابة وتصميم..ثانيا هذه الحكومة ولدت من رحم انتخابات لم يعترف الحزب بشرعيتها وبالتالي بالمؤسسات الناتجة عنها وإصدار بيان بهذا الشأن .. إذا المشاركة تناقض قرارات وموقف الحزب . ثالثا تاريخ المؤتمر الوطني مليء بنقض العهود والمواثيق والتلكؤ في تنفيذ الاتفاقيات. دونكم نيفاشا واتفاقية اسمرا واتفاقيات سلام دارفور إضافة إلى اتفاقي القاهرةوجدة الإطاري الذي لم ينفذ المؤتمر الوطني منه شيئا .. ٭ الحزب متهم من قبل بعض القوى السياسية والمراقبين بأنه يسعى من خلال المشاركة إلى المحاصصة والمناصب على حساب القضايا الوطنية . ما رأي القواعد في القضارف ؟ - قواعد الحزب بالقضارف قالت كلمتها ورفضت المشاركة سواء كانت من اجل المنصب او الضرورات الوطنية.. والحزب طيلة تأريخه لم يعرف عنه قط انه من طالبي السلطة والكراسي إلا عبر طريق التفويض الانتخابي لتنفيذ البرنامج الانتخابي الوطني للحزب.. وهو يرفض كافة أشكال التعاون أو التصالح أو التعاهد مع الأنظمة الشمولية منذ نشأته وحتى الان.. ويكفى أن اتفاقية القاهرة لم تتحدث عن قسمة السلطة او الثروة و إنما عن إشاعة الحريات وإنصاف المظلومين و إعادة المفصولين وأجندة وطنية أخرى . ٭ إذا كانت القواعد وعدد مقدر من القيادات في الولايات ترفض المشاركة كما تزعمون فمن الذى يقود تيار المشاركة ؟ ولمصلحة من ؟ - هم أصحاب المصالح الشخصية الذين يمثلون أنفسهم ولا علاقة للحزب بهم ألبته وهم قله لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ساعدهم على ذلك إعلام المؤتمر الوطني الذي يتحدث عن المشاركة.. و أنا اعتبر ان هؤلا هم فرع من المؤتمر داخل الاتحادي الديمقراطي وعليهم الرحيل كما رحل إخوة لهم من قبل ( ....) ويبدو ان المؤتمر الوطني بدأ يتملص من الاتفاق المزعوم مع الاتحادي بإعلان انه سينفذ فقط برنامجه الانتخابي وليس ما اتفق عليه مع الاتحادي ان كان هنالك اتفاق .. و أرجو أن يكون هذا الموقف الجديد القديم لحزب يكرس السلطة لنفسه سببا لتغيي? مناصري المشاركة لموقفهم . ٭ أنصار المشاركة يقولون ان الضرورات الوطنية أملت ذلك .. فما هي البدائل السياسية التي يقدمها التيار الرافض للمشاركة ؟ - الحزب وضع خارطة طريق للخروج من النفق المظلم الذي يعيشه السودان جراء سياسات المؤتمر الوطني منها تكوين حكومة قومية دون إقصاء لاحد تعمل على صياغة دستور السودان الدائم وتمهد لقيام الانتخابات في اقرب وقت. وهذا يعني بالضرورة حل الذي جاء نتيجة لانتخابات مزورة .. ورفض المؤتمر الوطني لمبدأ الحكومة القومية لا يعنى الانسياق وراء بعض طلاب السلطة الذين ينادون بالمشاركة درءا لفتنة قد تحيط بالبلاد كما يدعون. وتاريخ الحزب النضالي كان دوما مع تطلعات الجماهير في الحرية والعدالة والديمقراطية.. و إذا كانت خيارات الشعب هي إ?قاط النظام عن طريق النضال السلمي كما حدث في أكتوبر وابريل فان الاتحادي الديمقراطي الأصل لن يكون عائقا أمام ذلك . ٭ تشير المصادر إلى بروز بعض مظاهر الفتنة والتناحر في القضارف بسبب رفض المشاركة .. ألا تخشون على الحزب من الانقسام في حال رفضتم تسمية مرشيحكم للمشاركة في حكومة القضارف؟ - لا... لان قواعد الحزب اغلبها ضد المشاركة ٭ تقول الأنباء أن التيار المساند للمشاركة نفذ الأيام الماضية اختراقا واضحا في صفوف معارضي المشاركة ونجح في تحييد بعضهم .. أين الحقيقة ؟ - الحقيقة أن قرار الهيئة التنفيذية للحزب بالقضارف برفض المشاركة مورست فيه كافة أركان الديمقراطية وهو قرار مؤسسة لا يستطيع احد تغييره ٭ ألا يعتبر تصويتكم لرفض المشاركة في حين موافقة الحزب بالمركز عليها خروج عن المؤسسية ؟ - غير صحيح لان رفض المشاركة للمرة الثانية لم يكن إلا تأكيدا لرفضه في المرة الأولى .. والمطلوب من ممثلي الحزب الدفاع عن هذا القرار أمام أجهزة الحزب بالمركز وأي تصرف خلاف ذلك هو ما يعتبر خروجا عن المؤسسية. ونؤكد ان حزبنا في السودان يمثل الطليعة وفي فترات كثيرة من تاريخ السودان استطاع أن يقود البلاد إلى بر الأمان و لا يستطيع احد أن يقول إن الحزب الاتحادي الديمقراطي انقاد إليه في طرحه ووفق برنامجه و اناشد جماهير الحركة الاتحادية الثبات على مواقفها ومبادئها مهما كانت الاغراءات وأوكد ايضا أن الفترة القادمة ستشه? حراكا واسعا على مستوى القواعد لتجديد الدماء واستكمال العملية التنظيمية في جسد الحزب.