سرطان الثدي من اكثر انواع السرطان انتشارا لدى النساء في العالم كذلك في السودان، ويمثل ما يقارب 34% من كل انواع السرطان ويتسبب سرطان الثدي بوفاة «400000 » امرأة سنويا فى العالم وتقدر نسبة حدوثه حسب المعلومات الواردة من السجل الوطني للاورام بالسودان نحو 40 حالة لكل «100000» امرأة وهي نسبة كبيرة مقارنة بدول اخرى حيث تبلغ في امريكا نحو 120 حالة لكل «100000» امرأة وفي كندا نحو 98 حالة لكل «100000» وفي الكويت نحو 36 حالة ويشخص في السودان سنويا نحو 1200 حالة جديدة من اورام الثدي ومتوسط العمر عند الاصابة في السودا? يبلغ 42 عاما، حوالى 70% من حالات سرطان الثدي في السودان يتم تشخيصها في مراحل متأخرة «المرحلة الثالثة والرابعة» حيث يكون الورم انتشر الى الغدد الليمفاوية تحت الابطين او خارج الثدي الى العظام والكبد والرئة. وحشد العالم كل طاقاته طيلة شهر «أكتوبر» المنصرم للتوعية بمخاطر الأصابة بسرطان الثدي. في السودان تحاول كل المراكز المهمومة بصحة المرأة القاء حجر في البركة الساكنة علها تنجح في توعية النساء ولفت إنتباه الدولة لمخاطر هذا الداء الذي أصبح المسبب الاول في العالم لوفاة المرأة من عمر «5055» سنة بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية. ويحتل سرطان الثدي في السودان المركز الأول بين الحالات التي ترد إلى المستشفيات حسب آخر إحصاء لوزارة الصحة، حيث يبلغ عدد الحالات المسجلة لدى السجل الوطني للأورام ما بين 6 إلى 10 آلاف حالة وتشخص سنويا نحو 1200 حالة جديدة كل عام، 70% من هذه الحالات يتم تشخيصها في مراحل متأخرة. وحتى بين الرجال ترتفع نسبة سرطان الثدي في السودان لتبلغ 4% فيما لا تتعدى في العالم 1%. ويفتقر السودان لوجود مراكز علاجية حكومية متخصصة لعلاج الأورام حيث تنحصر في مستشفيين بالخرطوم ومدني ما حدا بوزارة الصحة ولاية الخرطوم وغرفة اتحاد المؤسسات العلاجية الخاصة لعقد ورشة في رمضان الماضي لمحاولة تفعيل دور القطاع الخاص في المساعدة في تقديم الخدمات الصحية بأسعار أقل تم على إثرها فتح باب العلاج مجانا بمستشفى «يستبشرون» الطبي طيلة النصف الثاني من شهر رمضان الماضي. واوضح المدير العام لمستشفى يستبشرون المهندس محمد علي حميدة في حديثه «للصحافة» أن المركز من اقدم المراكز في تقديم تصوير الماموغرام «جهاز الاشعة السينية لتصوير الثدي» الذي يعتبر من الوسائل الاساسية للكشف عن سرطان الثدي حيث اظهر فعالية فى الحد من من الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي. ويشير حميدة الى انه وعلى الرغم من ان الماموغرام لا يمنع المرض الا انه الاداة الاكثر توافرا ونجاحا في الكشف عن سرطان الثدي في مراحله المبكرة حيث يسهل علاجه وقد تصل نسبة الشفاء منه الى 95% مؤكدا ان هذه الاشعة غير ضارة اذا تم اجراؤها?على فترات سنوية وفقا للتوصيات التوجيهية للكشف المبكر عن سرطان الثدى. وكشف حميدة أن المركز استقبل في أسبوعي العلاج المجاني في رمضان الماضي أكثر من 390 حالة معتبرا هذه الحملة مقدمة لمؤتمر أورام الثدي الذي سينعقد خلال الشهر القادم «ديسمبر» تحت رعاية جامعة العلوم الطبية التي يتبع لها المستشفى. وحدد محمد علي المدير العام للمستشفى عدد الحالات التي قام المركز بتشخيصها فعليا خلال أسبوعي العلاج المجاني ب 234 ثبت وجود 192 حالة اصابة بالمرض مبينا ان هنالك بعض الحالات تم ارجاعها لاسباب طبية «كالحمل او اقل من 40 يوما بعد الولادة- وبعض الامراض المزمنة» وهي لا تتعدى ال85 حالة مبينا ان اغلب الحالات التي وردت الى المركز أو حوالى «192» حالة ثبت وجود أورام لديها وتم تحويل 60% منها لمركز الخرطوم للعناية بالثدي. ويؤكد د. إبراهيم محمد المبارك مجذوب إستشاري الباطنية بمستشفى يستبشرون ان 90% من الكتل والاورام الموجودة بالثدي يثبت انها اورام حميدة او غير سرطانية ولكن هناك حوالى 10% من هذه الكتل او الاورام يثبت انها اورام سرطانية على أنه لا يمكن التأكد من أن الورم حميد أو خبيث إلا بعد اخذ عينة منه وتحليله معمليا مشيرا إلى أن مرض سرطان الثدي يمر بأربع مراحل يتم تحديد مرحلة السرطان اعتماداً على انتشاره إلى الأنسجة الأخرى. ويقول «من المهم تحديد مرحلة السرطان من أجل اختيار العلاج المناسب» موضحا انه في السودان غالبا ما تأتي?المريضة في المرحلة الثالثة من تطور المرض. ويوضح د. مجذوب أن أغلب الكتل الموجودة في الثدي كتل حميدة تنتج عن الالتهابات وهي عبارة عن أكياس دهنية أو لبنية أو مائية مبينا أن نسبة كبيرة جدا «8 من أصل 10 حالات»لا تحتاج إلا الإطمئنان وبعض المضادات الحيوية. ويبين أن سرطان الثدي عبارة عن خلل في نمو خلايا الثدي أو تكاثر غير طبيعي نتيجة لتعرض المرأة للهرمون الأنثوي «الإستروجين». علما بأن هذا الخلل قد يصيب الذكور أيضا. ويشير د. مجذوب الى ان بعض النساء لديهن قابلية أكثر من الأخريات نتيجة تغير نوعية أو نمط الحياة الشيء الذي أدى للحمل المتأخر «بعد الثلاثين» وزيادة الوزن «بعد سن الأربعين» لعدم ممارسة الرياضة علما بأن الخلايا الدهنية نفسها تفرز هرمون الإستروجين، ويزيد الأمر وجود تاريخ مرضي لدى الأسرة بالاضافة لاستخدام الهرمونات، موانع الحمل، والهرمونات البديلة. لافتا الانتباه إلى أن التدخين من الأشياء التي ترفع من نسبة الأصابة أيضا ومعلوم أن الرضاعة الطبيعية تشكل وقاية للمرأة من سرطان الثدي. ويقول د. مجذوب: يجب أن تتعلم كل امرأة كيفية إجراء الفحص الذاتي بعد كل دورة» كما ينصح باجراء الفحص الدوري بعد سن الثلاثين وكشف الأشعة السينية «الماموغرام»أو الموجات الصوتية بعد سن «3540». ويجب أن يكرر الفحص كل ثلاث سنوات إلا في وجود عوامل خطورة كوجود تاريخ لدى الاسرة. وينبه د. المجذوب كل امرأة بالمبادرة بالذهاب إلى الطبيب عند ملاحظتها لأي كتلة غير طبيعية أو إفرازات غير طبيعية من الحلمة أو تغير في شكل الحلمة أو الثدي أو في جلد الثدي موضحا أن هذه التغيرات قد تكون مصحوبة أو غير مصحوبة بألم. موضحا أن الطبيب يقوم بإجراء الفحص في ثلاث مراحل الفحص السريري الأشعة فحص العينة. ويؤكد أنه في المراحل الأولى لظهور المرض «قبل انتشاره» فإن العلاج شاف بنسبة 98100% بينما تطول فترة العلاج بتأخر المريضة وانتشار المرض ويعود ليؤكد أن نسبة الشفاء عالية في المراحل المتوسطة ولكن قد تطول فترة العلاج. وعن الحالة النفسية لمريض سرطان الثدى يقول د ابراهيم إن الحالة النفسية لمريض سرطان الثدي عادة ما تكون سيئة للغاية، خاصة بالنسبة للرجال، وتتخوف النساء عن الحضور للكشف خوفاً من اكتشاف مشاكل سرطانية. وقد اتضحت هذه الظاهرة جلياً من خلال عمل العيادات المتحركة، مبينا ان التشخيص الإيجابي للإصابة بسرطان الثدي يمكن أن يكون أحد أكثر الأحداث المحزنة التي قد تواجهها السيدة في حياتها، وعندها لا تعرف السيدة لمن تلجأ بحثا عن الطمأنينة، والدعم. ويستمر هذا الشعور بالضيق بشكل عام حتى بعد مرور الصدمة الأولية للتشخيص. وعندما تبدأ السيدات عملية المعالجة الطويلة، تجد بعض السيدات أنفسهن في مواجهة مشاكل جديدة. فقد يصادفن اضطرابات في علاقاتهم الشخصية، على سبيل المثال قد يشعرن بالتعب البدني، والقلق من الأعراض، والمعالجة، واحتمال الوفاة. كذلك قد يواجهن صعوبات في العمل، الا اننا نطمئن السيدات بأن هذه عوامل نفسيه ستزول بمرور الوقت. عليه بات سرطان الثدى يشكل خطرا حقيقيا فى البلاد ويحصد الكثير من الارواح، وان اغلب حالات الوفاة فى الفترة الاخيرة كانت ناتجة عن هذا المرض. وللاسف بالرغم من التطور الذى صاحب المجال الطبي الا ان السرطان مازال هو ناقوس الخطر الذي بات يهدد الاسر. يذكر ان هناك مؤتمرا عالميا سيعقد بالبلاد سيناقش اوراقا علمية حول سرطان الثدي في الفترة من57 ديسمبر القادم تنظمه جامعة العلوم الطبية ويقصد منه رفع الوعي الصحي والتدريب وقراءة مؤشرات الزيادة للمرض في البلاد.