* سعدت كثيراً بالمشاركة في المؤتمر العالمي الأول لسرطان الثدي الذي أقامته جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، بالتعاون مع المنظمة الأفريقية للسرطان، والذي أمه العديد من العلماء والاختصاصيين من داخل وخارج السودان، ما أثرى المؤتمر وترك بصمة جيدة في نفوس المشاركين والمشاركات من جامعات مختلفة، والذين شكلوا حضوراً رائعاً.. * قدمت ورقة في المؤتمر عن (دور الإعلام في التوعية بسرطان الثدي) كأول صحافية تشارك في مؤتمر علمي بحت يضم جميع أصحاب التخصصات العلمية ذات العلاقة بالمرض والتشخيص والعلاج، ووضع موجهات التعامل مع سرطان الثدي وقد وجدت مشاركتي وحديثي في المؤتمر قبولاً ورضا واعجاباً من الجميع، وكم اسعدني أن أجلس وسط فطاحلة العلم ونطاسي بلدي الذين لم يتركوا شاردة ولا واردة عن المرض الا وتقصوا حولها ومكانها وقتلوها بحثاً.. * معروف أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات انتشاراً لدى النساء في العالم وفي السودان كذلك، ويمثل ما يقارب من (34%) من كل أنواع السرطان لدى النساء، ويتسبب في وفاة (40.000) امرأة سنويا حول العالم، وحسب المعلومات الواردة من السجل الوطني للأورام بالسودان، فإن حدوث (40) حالة لكل 100.000 امرأة هي نسبة عالية مقارنة بدول أخرى حيث بلغ في امريكا (120) حالة لكل (100.000) امرأة، وتشخص في السودان سنوياً (1200) حالة جديدة من أورام الثدي. * للمرض عوامل خطورة واضحة ترتبط به وعلى سبيل المثال لا الحصر عدم الانجاب، ويعد احد هذه العوامل كما ان التأخر في الحمل بعد سن (35) عاماً أو الحمل المبكر قبل سن (20) عاماً، بجانب عامل آخر وهو استعمال الهرمونات لمنع الإجهاض واستعمال الهرمون التعويضي اكثر من خمس سنوات، وللعادات الغذائية في تناول الطعام الذي يحتوي على المواد الدهنية بكثرة والسمنة المفرطة دور كذلك.. * يعتبر الفحص الذاتي للثدي احد طرق الاكتشاف المبكر والفحص الاكلينيكي للثدي كذلك اجراء الفحص عن طريق أشعة الماموغرام، ويعتبر الأخير من الوسائل الأساسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وهو الوسيلة الوحيدة التي أظهرت فعالية الحد من الوفيات الناتجة من سرطان الثدي مع العلم انه لا يمنع سرطان الثدي إلا أنه أداة أكثر توفراً ونجاحاً في الكشف عن سرطان الثدي في مراحله المبكرة، حيث يسهل علاجه ونسبة الشفاء منه تصل 59%.. * حفل المؤتمر بإحصائيات لانتشار المرض في أفريقيا والسودان وذلك من خلال الجلسة العلمية الأولى التي تناولت توزيع الإصابة بسرطان الثدي حسب الفئات العمرية والمناطق الجغرافية في السودان، والحالة الاجتماعية وغيرها كما تناول المؤتمر معلومات شاملة عن مركز سجلات السرطان التابع لوزارة الصحة والذي قدم حقائق عن الحالات المحولة لمركز الذرة بالخرطوم ومعهد الاورام بمدينة ود مدني، وقد ترأس الجلسة البروفيسور سكيد مور من بريطانيا، بجانب د.كمال حمد استاذ علم الأورام ود.دفع الله أبو ادريس ود.انتصار الفاضل سعيد. * لم يغفل المؤتمر عن دور الأشعة التشخيصية في علم الأمراض في الكشف المبكر وتشخيص سرطان الثدي إذ خرجت المحاضرات توضح دور جهاز الماموغرام في الكشف المبكر، وقد برعت دكتورة هانيا فضل في تقديم المحاضرة بجانب محاضرة دور التشخيص بواسطة الأنسجة والرشق بالإبر الدقيقة والخلايا في تشخيص سرطان الثدي بصورة صحيحة، وقد أثرى مسامعنا في هذا الإطار كل من د.أحمد الحسن ود.أحمد المبارك إذ أوضح كل منهما التجربة السودانية في هذا المضمار. أما د.سلمى وبروفيسور منتصر الطيب ود.عماد رخا من بريطانيا، فلقد انطلق حديثهم عن الموسمات السرطانية والاحياء الجزيئية والتي تحدد نوع العلاج المناسب لسرطان الثدي.. (نواصل)