رأى سيدنا عمر أعرابياً يصلي بالمسجد الظهر سريعاً. فخفق رأسه بالدَّرة (الحدَّاثة عندنا)، وأمره أن يعيد صلاته بتؤدة. فأعادها. فسأله: أهذه أحسن أم الأولى؟ قال: الأولى. قال: لماذا؟. لأن الأولى كانت بطوعي. وهذه خوف عصاك. المعنى برغبة لا رهبة. وفي حرب الردَّة قبله أمر سيدنا أبو بكر خالداً ألا يكون في جيشه مرتد. وفي يوم اليرموك هزم 25 ألف عربي 250 ألف رومي. وبعد المعركة وجدوا بعضهم مقرنين بالجنازير لئلا يهربوا. واليوم كانت فلسفة حكم القذافي تعتمد على مثلث (المال/ وقوة اليد لا الرأي والخوف) الجديد فيها قول العقيد عبد السلام خلف الله الندَّاب أحد أفراد حرسه الخاص من قبيلة القذافي (ان 90 % من الوزراء وكبار المسؤولين هاتك القذافي أعراض زوجاتهم أو بناتهم بحجة أن هذا هو مقياس الولاء لثورة الفاتح. موثقة بالصور) (جريدة الانتباهة 2011/8/29م) واني لأعجب كيف ينجح أب في الامتحان بالبنت. أعجب لخلو اللغة من كلمة ككلمة ديوَّث الدالة على النجاح بالزوجة. ومعرص بغيرها.؟! والنتيجة لهذه الفلسفة طوال 42 عاماً أن المسؤولين تعطل تفكيرهم. وفقدوا حرية الإرادة. وأصبح هو إلها لا يرون معه إلا ما يراه هو كفرعون في القرآن. ولم تعد للشعب علاقة به ولا هو بالشعب. إلى حد أنه جعل نفسه ملك ملوك افريقيا. والمعنى بلسان الحال (ملك عبيد افريقيا) إذ لا ملك بها غير الحسن بالمغرب. ووصف الثوار بالجرذان، والمقملين. ورأى إبادة 4 ملايين ليبي ليحكم الباقي 2 مليون كما كانوا عام 1969م؟!. وهكذا عكس آية الحكم الراشد بمثلث المال والقوة والخوف حيَّاً وميَّتاً.٭ حيَّا دخل طوعاً لا كرهاً أنبوب الحمام لمجاري فضلات الطعام. وكان الأجدر به أن يفرش الفروة ويقبل الموت بشجاعة فعل الأجداد بالسودان. وميتاً أبقى لله بدنه كفرعون ليشاهده الناس عظة للنظام. وعبرة للأنام وشتت شمله وأمواله. والتهنئة للشعب العربي بعامة والليبي بخاصة أحفاد عمر المختار. والشكر للناتو بالغرب. وللشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في العرب بخاصة. لوقوفه كالعادة مع الحق لا الظلم. والشعب لا النظام. بقناعة وشجاعة بلا مداراة ولا استحياء. وقف كعهدي به. فقد حضر من الدوحة شخصياً إلى القاهرة ليعزي في أستاذه بالدوحة بالمراحل الأولية للتعليم. وكان من الممكن أن ينيب عنه سفير دولة قطر بالقاهرة أو الشيخ حمد بن جاسم من الدوحة. ولتفرده بهذا الوفاء الأبلغ من أي عطاء كتبت مقالاً بعنوان (وفاء أمير قطر كالسمؤال في التراث) نشر في حلقتين بجريدة (الرائد) قبيل ذكرى العيد الوطني لدولة قطر لعام 2011م. وقد اطَّلع عليه سعادة سفير قطر بالخرطوم علي الحمادي. فاتصل بي ودعاني لمناسبة الاحتفال. فسعدت لتقديره لما قلت انصافاً لوفاء الأمير لا مدحه. وقبلت الدعوة شاكراً وح?رت. وسعد هو بدوره. وزاد أخذ صورة ذكرى تعارف ولقاء. وهذا هو المتوقع امتداداً طبيعياً لمقولة (إن نجاح سيدنا عمر يرجع إلى اختياره لولاته) ومقولة (اختيار المرء جزء من عقله) ومقولة (الناس على دين ملوكهم). والحديث قياس كما يقول ابن حزم فلو كان الأمير كالمعنى لما كان حاشاه وحاشا البطانة من الكذب والخيانة. ولا عزاء لكل من كان على شاكلة القذافي من الرؤساء والساسة والقادة والمجتمع في العرب. أمثال حسني مبارك في الرؤساء. وخليل ابراهيم في الساسة والقادة وفلان وعلان في الأسرة والمجتمع. اللهم لا شماتة. وعلى الباغي تدور الدوائر. له الحمد. العزاء في الأمير سلطان بن عبد العزيز. ولي العهد ووزير الدفاع والطيران لأسرته والعشيرة وآل سعود والسعودية. فقد كان راشداً كأخيه الملك فيصل. من رشده أنه أعطى التابعية لسوداني من أرقو وفاء لعمله معه بالقصر طوال 25 عاماً. أعطى لحل مشكلة قبول أبنائه بالجامعة. والذكرى للانسان عمر ثان. عليهما الرحمة والرضوان. وأطال الله في عمر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر لا دويلة. وما ضرَّ النار أن تكون شرارة وأول الغيث بل السيل قطرة أطال بعافية وعمق. آمين. والله من وراء القصد ٭ «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية» «الاية 92 يونس».