قضايا الهجرة تتعدد وتتشعب، وتصاحبها كثير من المشكلات التي تستوجب الحلول، وفي سبيل ذلك نظم جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج سلسلة من الندوات والمحاضرات واللقاءات بالداخل والخارج، كما أجريت الدراسات والبحوث وصولاً لحلول ناجعة لقضايا الهجرة.. وعبر حلقات نستعرض المشكلات ومسبباتها، وكيفية الوصول إلى حلول من اجل المهاجرين والمغتربين السودانيين في شتى أرجاء المعمورة، ونتوقف عند الدور الذي يضطلع به جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج. بدايةً يشكل الوجود السوداني في الخارج عنصراً مهماً في تشكيل الصورة الذهنية للوطن لدى الآخرين، ويمثل من المنظور الاقتصادي مصدراً مهماً للعملات الحرة والخبرات المعرفية والتدريب، حيث ساهم المغتربون في توفير النقد الأجنبي في وقت كانت البلاد تفتقر فيه الى العملة الأجنبية مما أسهم في سد النقص. غير أن عدم تنظيم هذا الوجود قد يؤدي الى إصابة جزء كبير منه للتلف، ويتحول الى رصيد سالب له إفرازات عديدة، من بينها تحول الصورة الذهنية الى صورة مشوهة ومسيئة للوطن، وتعميم هذه الصورة على الهوية الوطنية لتشمل كل من هو وما هو سوداني. وكذلك تحجيم فرص العمالة السودانية بسبب النماذج السالبة المنتشرة في المهاجر المختلفة، وانحدار عدد كبير من العاطلين الى عالم الجريمة والتحايل على قوانين البلاد المضيفة، كل ذلك يؤدي إلى تدفق كل هذه السلبيات في المجتمع السوداني، بعد أن تضيق بها مواعين الدول المضيفة. ومن بين أبرز قضايا الهجرة تبرز مسألة انتهاك الحقوق المدنية، إنهاء العقود والطرد، التسفير الإجباري، تغيير قوانين العمل في الدول المضيفة واثر ذلك على المهاجر السوداني، التعاقد الشخصي، عدم معرفة الاهتمام بالتعاقد القانوني. إلى جانب قضايا الاندماج الاجتماعي، وهي تتعلق بالهوية والاندماج في البلدان المستقبلة التي لها عاداتها وأنماطها الثقافية المختلفة، وقد تكون جامدة أو مرنة، ويزداد الأمر تعقيداً في دول أمريكا وأوربا، وحديثاً في استراليا، ويمكن إجمالها في التجانس الاجتماعي، الهوية الثقافية القومية ورعاية الحقوق ?لدينية والثقافية.