نواصل من خلال هذه الحلقة البحث في قضايا الهجرة، سعيا لإيجاد الحلول اللازمة لها، وفقا للدراسات والبحوث التي يجريها جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، ومن تلك القضايا تبرز قضية الاندماج في المجتمع السوداني، الاندماج الوظيفي، قضايا التجارب الاستثمارية السالبة، استغلال المهاجر العائد، النظرة المتعالية في بعض الأحيان في مواجهة الواقع وعدم التعامل معه. وبشأن قضايا الإعلام والتواصل يرى جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج الذي يتولى إدارته رجل عائد من دائرة الاغتراب وقريب من قضايا وهموم المغتربين، وهو د. كرار التهامي، يرى ضرورة تحديد هدف إعلامي أو رسالة إعلامية واضحة، حتى لا يكون المهاجر السوداني عرضةً للتأثر بالرسالات الإعلامية السالبة، وضرورة إيجاد وسائط إعلامية جاذبة فاعلة لإيصال أهداف ومرامي الدولة، والتخطيط للاستفادة من الطاقات الإعلامية بالمهاجر، وإيجاد نوافذ بالوطن لربطها وتوجيه طاقاتها ايجابياً. وبعيداً عن قضايا الإعلام والتواصل، تتناول دراسات وبحوث جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج الظواهر الاجتماعية السالبة التي تكمن في الصرف التفاخري وسط المهاجرين، وبقاء الأسر بالمهاجر بعد فقدان عائلها، وبقاء الأسر بعد فقدان العائل لوظيفته، وبروز ظاهرة التفكك الأسري والممارسات الشاذة، وظاهرة سفر المرأة دون رفقة مأمونة وتعرض بعضهن للممارسات الخاطئة، وظواهر الدجل والشعوذة. ويؤكد جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج أن لديه تجارب ثرة في مجال التعاطي مع الوجود السوداني بالخارج، المتمثل في كيانات السودانيين وجالياتهم وروابطهم المهنية والجغرافية، وذلك عبر حزمة من الوسائل التي يرى نجاعتها في معالجة قضايا الهجرة المتراكمة منذ سنوات طويلة. ومن خلال الحلقات القادمة سنقف على الجهود المبذولة من قبل جهاز المغتربين لمعالجة قضايا الهجرة.