من احداث الاسبوع الماضي ان قطارا صدم سيارة احد المواطنين عند تقاطع «اللاماب» وهذا الخبر قد يكون عاديا او متكررا وغالبا عندما تقطع السيارات خط السكة الحديد تكون مثل هذه الحوادث، بالرغم من ان هيئة سكك حديد السودان تضع لافتات تحذير لأصحاب المركبات العامة والخاصة وان القطار دائما ما يطلق صافرته بصوت قوي عندما يقترب من التقاطعات المعروفة داخل المدن او خارجها وغالبا ما تجد اثنين من عاملي المحطات القريبة من التقاطعات يحملون رايات (حمراء) لزوم تحذير اصحاب السيارات حتى ينتبه اصحاب السيارات ويمنحوا الفرصة لصاحب الخط الحديدي (القطار) للمرور دون ان تكون هناك خسائر في الارواح او المعدات او غيرها. ولكن الجديد في حادث قطار الركاب الذي تم تسييره اخيرا بين الخرطوم والشجرة ليخفف معاناة المواطنين ويخفف الضغط على شوارع الاسفلت ويساعد العاملين في الوصول مبكرا الى اعمالهم او منازلهم عند نهاية الدوام، الجديد ان قطار الركاب هذا صدم سيارة (مواطن) والمواطن هذا ا سمه (المنقوري) كما نقلت الصحف صباح اليوم التالي للحادث وليس هذا هو الخبر وانما الخبر هو ان هذا (المنقوري) هو مرشح المؤتمر الشعبي في احدى الدوائر الجغرافية للمجلس التشريعي لولاية الخرطوم والحادث ترك خسائر في السيارة فقط ولم يصب صاحب السيارة ومرافقيه بأذى والحمد لله. ولكن صاحب السيارة لم يتهم سائق القطار ولا هيئة السكك الحديد بان الحادث (مدبر) او ان وراء هذا الحدث دوافع (سياسية) باعتبار ان المتضرر هو (مؤتمر شعبي) والقطار (حكومي) وربما يدين ببعض (الولاء) للمؤتمر الوطني رغم ان وزير النقل من الشريك الآخر ، الحركة الشعبية ويتحالف مع (الشعبي) في تحالف (جوبا).. وقد مر (الحادث) دون اي تبعات (سياسية) .. وفي ذات الاتجاه ولكن في عاصمة (الحديد والنار) اكبر محطات سكك الحديد في السودان عطبرة قرر اكثر من (130) من معاشيي السكة الحديد مقاطعة الانتخابات وذلك احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المالية. وقال المتحدث باسمهم انه لا يستطيع فعل شيء آخر لأنهم لا يملكون فعل اي شيء سوى مقاطعة الانتخابات وعدم التصويت فيها لأي قوى سياسية تنافس في هذه الانتخابات. ويبدو هنا ان الرسالة الى (الحكومة) التي هي مسؤولة من هيئة السكك الحديد وهي المعنية بأمر تسديد المستحقات لهؤلاء المعاشيين الذين افنوا كما يقولون (زهرة) شبابهم في خدمة الوطن والسكة الحديد. رغم ان هناك اكثر من نقابي ينافس في انتخابات (2010) ولكن ابرز هؤلاء النقابيين هو (عباس الخضر) وهو نقابي مصادم عرفته السكة الحديد ودافع كثيرا عن حقوق العاملين وهو الآن ينافس في الدوائر الجغرافية في المجلس الوطني وفي دوائر الخرطوم وليس عطبرة وهو ايضا من قادات المؤتمر الوطني ونائب رئيس هيئة النواب في الحزب الحاكم، وكان يجب بدوره ان يساهم في حل مشكلة المعاشيين ال(130) شخص اي ال (130) صوتا وهو عدد كبير ويمكن ان يؤثر في نتيجة اى دائرة وان المقاطعة عندما تأتي من جمهور الناخبين تكون اكثر فعالية مما تأتي من الاحزاب فإذا كان كل صاحب استحقاق على الحكومة (قاطع) هذه الانتخابات فكم يكون مصير هذا العدد الضخم من المسجلين الذي يتفاخر به د. نافع انه لم يحدث في تاريخ السودان ولا حتى في بعض دول العربية والغربية.