تغيرت أحوال مدينة عطبره على مر السنين كانت الغالبية من سكان المدينة من العمال بهيئة السكة حديد، كانت المدينة كثيره الرخاء، الأسعار فيها في متناول الكل والبيوت صغيره المنازل الأسرة ألمعروفه وبيوت السكة حديد تلك المتدرجة حسب الوظائف التي يشغلها ساكنيها من البيوت الضخمة جدا إلى البيوت الكبيرة وأحياء العمال مثل الصفا والقيقر شهدت المدينة في السنوات الأخيرة ثوره عمرانية تبدو واضحة من أول وهلة للناظر إليها إذ لم تعد الغلبة فيها للسكة حديد، نشأت أحياء جديدة منها حى المطار، الشعبي، وغيرها ومازال العمران يتزايد بها وتكثر فيها سيارات الشحن الضخمة الأتيه من وإلى أواسط السودان وتلك البصات الفخمة التي تنقل العابرين دون توقف تنقل المواطنين ومجموعات كبيرة من العمال الأجانب .. إن عطبره تلك المدينة ذات التاريخ العريق خرجت الكثيرين من الأدباء الفنانين والشعراء والساسة وكانت محطتها عطبره من أهم المحطات التي يمر عبرها المئات من المسافرين من والي كريمه، حلفا وبور تسودان ولأن المدينة مضيافة وفرت كل سبل الراحة للمسافرين لم تكن المحطة تخلو من العابرين عليها فشهدت أعداد غفيره من الفارين من صيف بورتسودان إلى أهلهم في مناطق البلاد المختلفة واخرون يعملون للحاق بباخرتهم المتجهه إلى مصر او السعودية أو أولئك المسافرين إلى كريمه للحاق بموسم البلح، لم تخلو عطبرة يوما من العابرين ما ادي إلى قيام سوق صغير مجاور للمحطة أطلق عليه الزيارة .كانت المحطة باب رزق للكثيرين فكان أغلب المسافرين يتذودون لمتابعة رحلتهم من أسواق المدينة أما قطارات الشحن فما كانت تمر ساعة بين قيام قطار وآخر وكان دق جرس القطارات زمنا يضبط عليه أهل عطبرة توقيت ساعاتهم كصافرتها تماما، لقد تغير ذلك الآن وصارت محطة السكة حديد عطبره اقرب لمدينه للأشباح فتوقفت تلك القطارات التي تنقل المواطنين من وإلى كل الجهات وصار من النادر أن تجد تلك الأعداد الغفيرة من العابرين فيها، لم تعد حركة القطارات محسوسة الأمن بعض قطارات الركاب غير المنتظمة وذلك القطار اليومي الذي قوامه عدد قليل من عربات المسافرين المتجه من عطبره إلى الخرطوم والعكس اختفت الخدمات المقدمة للركاب فقل المسافرين عبر القطارات وتراجعت دخول عمال هيئة السكة حديد، سالت احد العاملين بالهئيه عما حدث وما أصاب محطة سكك حديد السودان ورئاستها عطبره فقال«أعوام الأخيرة دخلت بعض الشركات وأصبحت تستثمر في نقل الركاب دون خدمات مما أدي لظهور منافس البصات السياحية ويقول يعتمد ازدهار الهيئة علي الناحية المادية والاداره الجيدة» ويأمل الرجل في أن تعود الهيئة إلى سابق عهدها مع مقدم مكاوي المدير السابق للكهرباء . لقد تراجعت خدمات السكة الحديد وانفض سامر تلك المحطة وبرغم ذلك لا زالت عطبرة تتمسك باسباب الحياة وتمدد عبر احياء حديثة .. انها مدينة تابي أن تموت.