اقل ما توصف به التشكيلة الوزارية ( الجديدة ) التي اعلنها حزب المؤتمر الوطني الحاكم نهاية الاسبوع الماضي انها ( قديمة ) قدم حكم الانقاذ الذي لا يدانيه في المكوث علي سدة الحكم سوي النظام المصري البائد ونظام العقيد القذافي وصاحب اليمن السعيد الذي يرفض ان يتنحي وهو يعلم انه اورد بلاده موارد الضياع ، لم يستغرب العالمون ببواطن الامور ولم يخيب ظنهم في مجئ التشكيلة بالصورة السافرة التي اعلنت بها باعتبار ان هؤلاء الاشخاص المعينين هم اصحاب المصلحة الوحيدون من استمرار الاوضاع بالبلاد بالصورة الراهنة . ان التحليل المنطقي يقول ان التشكيلة جاءت وكأنها تقول للعالم ..بما انكم تحاربوننا فإننا لن نبرح اماكننا وحيث انكم تريدون اسقاط النظام عبر الحصار الاقتصادي فإنه سيستمر ولن يسقط حتي يتم اسقاطه قسراً ، انها دعوة معلنة ومفتوحة موجهة للمحيط الاقليمي والدولي وللقوي السياسية المعارضة ولتلك القوي التي تحمل السلاح بأنه لا مجال للتداول السلمي للسلطة الا عبر الطريقة التي جاءت بها الانقاذ ، ولكن المحير ان التشكيلة الوزارية جاءت محبطة حتي للسواد الاعظم من الناس ممن يظنون ان الانقاذ افضل من التغيير، بل جاءت دون طموحات بع? المنتسبين للحزب الحاكم ممن يرغبون في ان تبقي رؤاهم واسماؤهم بعيدة عن التصريحات العلنية ..اذن السؤال الجوهري هو لمصلحة من جاءت تلك التشكيلة الفطيرة ؟ هل هي لمصلحة السودان ؟ هل هي لمصلحة حزب الميرغني مثلاً ؟ ام انها تشكيلة وكفي !!!. ان الوجوه التي تم فرضها علي الشعب السوداني ( غصباً عن عينه ) ليست هي الشخصيات المثالية وانما تكشف فقط تحالفات اصحاب المصلحة وهم حفنة قليلة من الناس من الواضح جداً انه لا تعجبهم حكاية ( الربيع العربي ) ويعتقدون ان مواصلة النهج الديكتاتوري تحميهم من تبعات السياسات المنتهجة عبر العقود الماضية من عمر الحكم والديكتاتورية بكل وضوح هي التي تدفع هؤلاء لفرض شخصيات بعينها وعلي الدوام ليكونوا وزراء دون ان يقدموا للسودان اي نفع، ويكفي ما اورثوه للبلاد من بلاوي ومصائب ومحن ليس آخرها فصل الجنوب والتمادي في فصل الجنوب ال?ديد عبر السياسات العقيمة وكأنهم يعملون علي احكام حصار الشعب السوداني بحيث تطحنه الازمة الاقتصادية من جهة والاحتراب والتشرذم من جهة ثانية، بينما ينشغل هؤلاء بتدبيج القوائم هذا وزير وهذا وزير دولة ليوهموا الناس انهم ما يزالون يحكمون . البلاد اليوم وفي ظل التخبط الواضح في (سياقة ) الامور نحو التهدئة والبحث عن حلول جذرية وجادة للازمات المتراكمة تسير في طريق مسدود اذا لم يؤد بالحاكمين الي مواجهة رياح الربيع العربي الهادرة فإنه حتماً سيؤدي الي توسيع دائرة الحرب الاهلية وافساح المزيد من الفرص للتدخلات الاجنبية واذا كان بعض ( ثعالب ) النظام يوهمون حكومتهم بأن الولاياتالمتحدةالامريكية ستدعم الاتجاه الذي يسيرون فيه فهذا من باب دلق الماء علي السراب وسيودي بهم في نهاية المطاف الي ان يصلوا الي نقطة ( حتي اذا جاءه لم يجده شيئا ) ، كان يمكن لخطوات?الاصلاح الوطني ان تستمر دون اقصاء لاحد وكان يمكن للحوار الوطني الموسع ان يستصحب حتي حملة السلاح دون احتكام للبندقية وكان يمكن لعمليات اصلاح الاقتصاد بالتضامن مع الخبراء الوطنيين ان تقود الي بر الامان، ولكن ومن الواضح جداً ان نفراً من اهل الحكم يقودون السفينة الي مثلث برمودا . كيف فات علي قيادة الحزب الحاكم ان اعلان هذه التشكيلة بالكيفية والصورة والمضامين التي بدت عليها سيقود الي تأليب الرأي العام - الذي بدأ صبره في النفاد حقيقة وليس تقارير كاذبة ومدبجة - الناس الان اجمعت تماماً بعد ان كانت منقسمة الي قسمين بخصوص الرؤية تجاه الجماعة الحاكمة الان ..اجمعوا علي انه لا فائدة ترجي من استمرار هؤلاء سوي المزيد من الازمات والمزيد من التجاوزات والمزيد من الضغوطات المعيشية علي خلفية تمويل مسيرة الحكومة ذات الشخوص المعلومين والمجربين وقديماً جاء في التراث السوداني ( من جرب المجرب حلت به ال?دامة ). نسأل الله السلامة. . تنويه (هذه الزاوية كتبت عشية التشكيل الوزاري ).