حركة مغايرة في مسيرة الشعر السوداني أوجدها برنامج سحر القوافي . . البرنامج الذي اهتم بمواهب الشعراء الشباب وعمل على تأسيس رؤية نقدية مغايرة وبناءة تهدف الى تقييم الاعمال الشعرية وتقويمها ، البرنامج خلق تنافسا محموما بين اعضاء البرنامج المتنافسين مما اسهم في تقديم عدد من الاعمال الشعرية الخاصة و الرصينة ، وعملت لجنة تحكيم البرنامج على تأسيس قاعدة جماهيرية عريضة للبرنامج، التقيناه وكانت هذه المقابلة القصيرة مع عضو لجنة تحكيم البرنامج الاستاذ فؤاد شيخ الدين. ٭ بداية نود التحدث عن الأسس والمعايير التي وضعتها لجنة التحكيم لاختيار المتنافسين في البرنامج ؟ هناك موجهات عامة متفق عليها بين اعضاء لجنة تحكيم «سحر القوافي» او يمكن القول متفق على اكثرها ، هذه الموجهات واضحة في اسلوب بناء الشعر بالتركيز على ايجاد معايير مغايرة ، لايجاد تجارب شعرية افضل . . وتتفق لجنة تحكيم البرنامج على تغيير لونية الشعر التقريري الذي يكثر فيه الشاعر الحديث عن نفسه باعتباره لونية غير مفضلة للجنة التحكيم ، وفي المقابل تفضل اللجنة الشعر الذي يركز على احساس الشاعر . ٭ هل هذا يعني ان لجنة التحكيم تتجه لايجاد نهج نقدي مغايير وجديد؟ نعم . . في المدارس النقدية الحديثة يفضل دائما الاعتماد على عكس الاحساس العميق من خلال الشعر وليس ابراز المعنى التقريري للقصيدة ، و المطلوب دائما التعبير عما يثيره الشيء لدى نفس الشاعر وليس وصف الشيء ذاته. ٭ على ماذا تعتمد الصورة الشعرية التي تفضلها لجنة تحكيم سحر القوافي؟ الصورة الشعرية لابد ان تعتمد على البناء الشعري وعلى رسم خيال عميق وصورة شعرية موافية ، تجعل من كلمات القصيدة كلمات وافية في الوصف ، وفي المقابل لا تحبذ لجنة التحكيم لونية الشعر الذي يخلو من الوصف وتكون بالتالي درجته اقل . ٭ من خلال متابعتك للحركة الشعرية في السودان ما هي الرؤى التي أسس لها برنامج سحر القوافي ؟ على الرغم من انني احد اعضاء لجنة تحكيم البرنامج لكني ارى ان سحر القوافي يؤسس لرؤى نقدية متميزة ، وتسعى لجنة تحكيم البرنامج لاحداث رؤى نقدية حداثية شعرية جيدة ، وهذا بالتأكيد لا يعني أن الاراء النقدية التي نقدمها هي اراء نقدية مثالية ، فيمكن لمجموعة نقدية اخرى ان تؤسس لنهج نقدي مغاير لاسلوبنا في النقد ، ومن هذا المنطلق نؤكد للمشاركين الذين لم يتم تصعيدهم للتصفيات المقبلة ان رأي اللجنة لايعني عدم جودة اعمالهم وانما غير موافق للشروط التي وضعناها في اللجنة ويمكن ان تتقبلها لجان تحكيم اخرى تتوافق رؤيتها مع هذ? الاعمال ، ونحن لانهدف الى التقليل من شأن الاعمال المقدمة . ٭ ماهي الاسهامات التي حققها برنامج سحر القوافي في مسيرة الشعر السوداني ؟ اود ان اوضح ان سحر القوافي واراء لجنة تحكيمه تجاه الاعمال الشعرية المقدمة ليس حكما على مسيرة الشعر السوداني وانما حكم على الشعراء الذين تقدموا للبرنامج الذي يخضع للجنة . ٭ هناك اتهام بمزاجية لجنة التحكيم في اختيار الاعمال المصعدة للمنافسات النهائية؟ في الحقيقة، المزاج يدخل في التقييم بلا شك في اي تحكيم بشري ، ولكن نحن في لجنة التحكيم وبحكم حلقات البرنامج المتواصلة عرفنا اراء بعضنا البعض وأسسنا قاعدة لاختيار المشاركين في البرنامج ، واستقرينا على وضع اراء نقدية محددة ، ومعاييرنا منضبطة الى حد كبير جدا بهدف تقييم هذه التجارب و تقويمها . ٭ من خلال النصوص الشعرية التي عرضت على لجنة التحكيم من قبل المتنافسين . . هل تعتقد ان هؤلاء المشتركين يمكن ان يحققوا نجومية يشار اليها بالبنان في مسيرة الشعر السوداني ؟ استمعت الى العديد من الاعمال المتميزة من خلال البرنامج ، ولاحظت تميز العديد من التجارب الشعرية الذين نطلب منهم ان يقرأوا علينا بقية نصوصهم الشعرية خارج التسجيل ، وهناك ابداع فني حقيقي بلاشك من قبل المتنافسين في البرنامج ، والبرنامج يعتبر برنامجا تعليميا وتربويا لابأس من ان يعرض بعض الاعمال غير المتميزة أو المتواضعة بهدف التقييم و النقد والوقوف على اوجه الضعف والقصور . ٭ الى اي مدى تختلف معايير تقييم الشعر الفصيح و الشعر العامي لدى لجنة التحكيم ؟ ليس هناك من اختلاف في معايير التحكيم بين الشعر الفصيح و الشعر العامي ، فالشعر هو الشعر و الشروط الفنية في تقديم الشعر واحدة ، سواء كان شعرا فصيحا او عاميا والمطلوب هو أن يراعي النص الشروط الفنية. ٭ ماهو الدور الذي ستقوم به لجنة التحكيم في مرحلة التصفيات النهائية للبرنامج ؟ لن يتغير دور لجنة التحكيم في التصفيات النهائية للبرنامج ، قد يكون ثمة تغيير على المستوى الفني و الاخراجي للبرنامج ، ولكن الشروط الفنية للجنة التحكيم تظل كما هي قائمة .
